نقيب الصحفيين يعلن انعقاد جلسات عامة لمناقشة تطوير لائحة القيد الأسبوع المقبل    قودي وذا كونسلتانتس: دراسة تكشف عن صعود النساء في المناصب القيادية بمصر    حزب الله يستهدف كريات شمونة برشقة صاروخية    تابعة لحزب الله.. ما هي مؤسسة «القرض الحسن» التي استهدفتها إسرائيل؟    هيئة البث الإسرائيلية: تل أبيب تستعد لشن هجوم كبير جدا على إيران    حسام البدري: الزمالك عانى أمام بيراميدز.. ومصطفى شلبي لم يقدم أي إضافة للأبيض    أحمد عبدالحليم: صعود الأهلي والزمالك لنهائي السوبر "منطقي"    مهرجان نقابة المهن التمثيلية للمسرح المصري يختتم فعاليات الدورة السابعة ويعلن جوائزها    «هعمل موسيقى باسمي».. عمرو مصطفى يكشف عن خطته الفنية المقبلة    تحسن في الوضع المادي ولكن.. توقعات برج العقرب اليوم 21 أكتوبر    مزارع الشاي في «لونج وو» الصينية مزار سياحي وتجاري.. صور    "بعد مشاركته أمام بيراميدز".. عبد الله السعيد يحقق رقماً تاريخياً في كأس السوبر المصري    تصادم قطار بضائع بسيارة نقل في دمياط- صور    الأرصاد تحذر من نوة تضرب الإسكندرية خلال ساعات    خبير استراتيجي: مصر تتخذ إجراءاتها لتأمين حدودها بشكل كامل    واحة الجارة.. حكاية أشخاص عادوا إلى الحياه بعد اعتمادهم على التعامل بالمقايضة    كيف تعاملت الدولة مع جرائم سرقة خدمات الإنترنت.. القانون يجب    أخر مسلسل قبل الوفاة.. أشرف عبد الغفور وناهد رشدي يتصدران أفيش نقطة سودة    هل كثرة اللقم تدفع النقم؟.. واعظة الأوقاف توضح 9 حقائق    للمرة الرابعة تواليا.. إنتر يواصل الفوز على روما ولاوتارو يدخل التاريخ    تصادم قطار بضائع بسيارة نقل ثقيل بدمياط وإصابة سائق التريلا    حبس المتهمين بإلقاء جثة طفل رضيع بجوار مدرسة في حلوان    ملخص مباراة برشلونة ضد إشبيلية 5-1 في الدوري الإسباني    بوتين يصف الوضع فى الشرق الأوسط بأنه "صعب للغاية"    الزمالك يهدد بالانسحاب أمام الأهلي.. تفاصيل أزمة الثلاثي وتدخل السفير    صراع متجدد بين جوميز وكولر.. «معركة جديد علي حلبة أبوظبي»    دراما المتحدة تحصد جوائز رمضان للإبداع.. مسلسل الحشاشين الحصان الرابح.. وجودر يحصد أكثر من جائزة.. ولحظة غضب أفضل مسلسل 15 حلقة.. والحضور يقفون دقيقة حدادا على روح المنتجين الأربعة    مصدر أمني لبناني: ضربات إسرائيلية استهدفت محيط مطار بيروت الدولي    13 غارة إسرائيلية تستهدف فروع جمعية "القرض الحسن" التابعة لحزب الله ببيروت    جهاد جريشة: أكرم توفيق يستحق الطرد أمام سيراميكا كليوباترا    «كارثة تحكيمية».. رسالة نارية من متحدث الزمالك قبل مباراة القمة في نهائي السوبر المصري    رسميا بعد الانخفاض.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 21 أكتوبر 2024    ضبط المتهم بقتل شخص فى عين شمس.. اعرف التفاصيل    النيابة تصرح بدفن جثة طفل سقط من الطابق الثالث بعقار في منشأة القناطر    النيابة العامة تأمر بإخلاء سبيل مساعدة الفنانة هالة صدقي    إصابة 5 أشخاص إثر انقلاب سيارة ملاكى بمحور الضبعة الصحراوى    سكب على جسده بنزين.. تحقيقات موسعة حول مصرع شاب حرقا بأطفيح    سعر الذهب اليوم الإثنين بعد آخر ارتفاع.. مفاجآت عيار 21 الآن «بيع وشراء» في الصاغة    عمرو أديب بعد حديث الرئيس عن برنامج الإصلاح مع صندوق النقد: «لم نسمع كلاما بهذه القوة من قبل»    وفود السائحين تستقل القطارات من محطة صعيد مصر.. الانبهار سيد الموقف    وزير الزراعة: توجيهات مشددة بتسهيل إجراءات التصالح في مخالفات البناء    حظك اليوم برج الدلو الاثنين 21 أكتوبر 2024.. استمتع بخدمة الآخرين    عمر خيرت يمتع جمهور مهرجان الموسيقى العربية فى حفل كامل العدد    نائب محافظ قنا يشهد احتفالية مبادرة "شباب يُدير شباب" بمركز إبداع مصر الرقمية    قوى النواب تنتهي من مناقشة مواد الإصدار و"التعريفات" بمشروع قانون العمل    جاهزون للدفاع عن البلد.. قائد الوحدات الخاصة البحرية يكشف عن أسبوع الجحيم|شاهد    «شوفلك واحدة غيرها».. أمين الفتوى ينصح شابا يشكو من معاملة خطيبته لوالدته    ترحيب برلماني بمنح حوافز غير مسبوقة للصناعات.. نواب: تستهدف تقليل الضغط على العملة الصعبة    هبة قطب تطالب بنشر الثقافة الجنسية من الحضانة لهذا السبب    مدير مستشفى عين شمس: القضاء على الملاريا في مصر إنجاز عظيم    الانشغال بالعبادة والسعي للزيادة.. أمين الفتوى يوضح أهم علامات قبول الطاعة    للوقاية من أمراض القلب وتصلب الشرايين.. 6 نصائح عليك اتباعها    مجلس جامعة الفيوم يوافق على 60 رسالة ماجستير ودكتوراه بالدراسات العليا    أستاذ تفسير: الفقراء يمرون سريعا من الحساب قبل الأغنياء    تمارين صباحية لتعزيز النشاط والطاقة.. ابدأ يومك صح    جامعة الزقازيق تعقد ورشة عمل حول كيفية التقدم لبرنامج «رواد وعلماء مصر»    ماذا يحدث فى الكنيسة القبطية؟    هل يجوز ذكر اسم الشخص في الدعاء أثناء الصلاة؟.. دار الإفتاء تجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المستشار البسطويسي : شغلونا بالمحاكمات كما شغلونا بالمباريات


ريشة محمد الطراوي

جانب من الندوة

أعد الندوة للنشر : جيهان أبو العلا - محمد عاشور
هو أحد نبلاء هذا الوطن ممن دفعوا ثمن كلمة لا في وقت كان شعاره نعم.. هو القاضي المناضل الذي ترك منصة القضاء ليقف علي سلالم الحرية ليصعد بها إلي أعلي درجاتها، عارض النظام في عز قوته وجبروته.. حتي استفزه ليتحول من القاضي إلي المتهم - فقد كانت تهمته حب الوطن وعدم خوفه في الحق لومة لائم، هو الرجل الذي دفع فاتورة نضاله من صحته وحياته لكنه لم يتاجر بها.
وها هي الأيام تجعل الرئيس «محبوسا» والقاضي المتهم مرشحا للرئاسة ومع ذلك لا تشغله المحاكمات ولا التشفي بل يطالب الجميع بألا يقع في فخ الانشغال بها عن ثورتنا التي تتعرض للخطر.
إنه مرشح الرئاسة الذي ينافس في حلبة السباق علي كرسي الرئاسة بقلب المحب لمصلحة الوطن فيطالب بالتوافق بين الجميع والجلوس علي طاولة التفاهم والتعاون.. إنه المستشار هشام البسطويسي الذي حاورناه كأسرة صباح الخير في كل ما شغلنا وشغله هذه الفترة الحرجة التي تمر بها مصر بل في المستقبل القريب وإليكم تفاصيل اللقاء.
صباح الخير: الجدل الدائر الآن هو الدستو ر أم البرلمان أولاً ماهو رأيك في هذه الجدلية ؟
المستشار البسطويسي : لايمكن أن يكون لدينا برلمان قبل الدستور .. دستور 71 سقط بتعديلاته واستفتاءاته؛ فكان لابد قبل الانتخابات القادمة تشكيل جمعية تأسيسية تضع دستوراً تعقبه انتخابات برلمانية؛ حتي يكون برلماناً شرعياً وله شرعية دستورية؛ تم تشكيله وفقا لأحكام الدستور؛ ثم تأتي بعد ذلك الانتخابات الرئاسية وفقا للدستور الجديد؛ هذا هو المسار الطبيعي الذي سارت عليه كل الثورات في معظم بلاد العالم؛ وهذا ما يتفق مع المنطق الدستوري السليم؛ لكن اني أعمل اولا انتخابات برلمانية استنادا إلي لا دستور؛ ثم إن الدستور المؤقت سيسقط ومعه البرلمان الذي تم تشكيله وفقا لهذا الدستور؛ وسيكون هناك نص في الدستور الجديد أن البرلمان الذي تم انتخابه للفترة الانتقالية سيستمر الي انتهاء مدته؛ هذا معناه تأجيل العمل بالدستور الي حين انتهاء مدة البرلمان وهي إشكالية؛ أولا ما هو الداعي لعمل الدستور حاليا طالما سيؤجل العمل به خمس سنوات؛ ثانيا الدستور سينص علي تشكيل لمجلس الشعب بشكل متناقض ومتعارض مع المجلس القائم؛ و سيكون لدينا دستور تم الاستفتاء عليه يتضمن شروطا وتشكيلا معينا للبرلمان.. هذه إشكاليات دستورية تؤدي إلي فقدان الشرعية وستؤدي إلي اضطراب وإجراء الانتخابات مرة أخري؛ وبالتالي سوف تطول مدة عدم الاستقرار في البلاد؛ فانا أعتقد أن الأصوب أن يدرك الجميع أن الأفضل لمصر أن يكون الدستور أولا؛ وأن تتشكل الجمعية التأسيسية فوراً وتضع الدستور الدائم ومن الممكن أن يتم إجراء كل هذا قبل الانتخابات البرلمانية.
صباح الخير: هل فيما تم الاستفتاء عليه ما يشير إلي أننا كنا نستفتي علي المجلس العسكري لأننا سمعنا من اللواء ممدوح شاهين قال إن الناس استفتوا علي المجلس العسكري؟
- البسطويسي : لو صح هذا الكلام أو أرادوا الاستفادة من أن يكون الاستفتاء علي المجلس العسكري؛ إذن السؤال إنه إذا كان الاستفتاء علي دستور 1971 الذي لا يوجد فيه نص يقول ان المجلس العسكري له دور إذن فمؤدي نعم؛ أن المجلس العسكري يترك إدارة البلاد فورا لأن ال77% عندما قالوا نعم قالوا نعم للتعديلات الدستورية علي دستور 1971 الذي يخلو من أي نص يعطي شرعية للمجلس العسكري؛ لكن هم حقيقة طبقوا لا؛ ومتمسكون بنعم؛ وهذا تناقض لأن نعم مؤداها أنه لا يوجد مجلس عسكري.
صباح الخير: هناك معضلة وهي أن الشارع وكل النخب المثقفة والقوي السياسية فيما عدا الإخوان طبعاً يطالبون بالدستور أولا قبل الانتخابات البرلمانية حتي نائب رئيس مجلس الوزراء دكتور يحيي الجمل قال نعم للاستفتاء ويطالب بالدستور أولا؛ والمجلس العسكري يتمسك بالعكس، كيف سنفرض إرادة الشارع وما هي الآلية؟
البسطويسي: الآلية هي الشرعية لأنه لا يمكن أن يكتسب الدستور شرعية إلا بموافقة الشعب عليه؛ فدستور 1971 تم عمل استفتاء عليه في حينه؛ ولم يذهب أحد الي الاستفتاء؛ فهل اكتسب شرعية بالاستفتاءات المزورة؛ بل فقدت الثقة بين الشعب وبين المؤسسات الدستورية كلها وكان الشعب علي موقف سلبي من الحياة السياسية والعامة لأن الدستور لا يعبر عنه؛ أنا أعتقد أنه لو صدر دستور بطريقة لا تعبر عن كل قوي الشعب النتيجة الحتمية قيام الثورة مرة أخري؛ وإنهيار دستوري، كل الأشخاص يفكرون بنفس الطريقة؛ وهي إن شرعية القرارات مرتبطة بالسلطة؛ وهذا ليس صحيحا حتي وإن كان قرار رئيس الجمهورية وحتي لو كان منتخبا؛القرارات لا تكتسب شرعية إلا برضا الشعب عنها.
ليس لي برنامج انتخابي
صباح الخير:لو نظرنا في الثلاثين أو الأربعين سنة الأخيرة سنجد أزمة مصر الحقيقية هي انعدام الرؤية في تنمية مصر؛ كل التيارات الموجودة ليس لديها رؤية وأنت مرشح محتمل لرئاسة مصر ما رؤيتك المستقبلية لبناء مصر سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا؟
- البسطويسي: منذ أن أعلنت نيتي في الترشح وأنا أرغب في ممارسة الديمقراطية ولذا ينبغي أن يكون سلوكي ديمقراطياً لا أضع برنامجاً انتخابياً وبعد ذلك اطرحه علي الناس؛ لازم أنزل للناس وأعرف وجهات نظرها في مشاكلها وأولوياتها ورؤاها لحل هذه المشاكل وآخذ هذه الحصيلة ويقوم بدراستها خبراء وأنا معهم لصياغة برنامج مستمد من الناس لكي يصدق السلوك مع القول ونتيجة الجولات في محافظات كثيرة لدينا حصيلة من الأفكار سيكون فيه برنامج يطرح مع بداية الترشح؛لكن حاليا لا نعرف متي الانتخابات ولا متي سيفتح باب الترشح؛ ثانيا أنا لست موافقا علي كلمة برنامج انتخابي لرئيس الجمهورية فالبرنامج الانتخابي يصلح لأحزاب حتي إذا حصلت علي الأغلبية تقدر تعمل برنامجاً تنفيذياً تطرحه علي الناس؛ لكن رئيس الجمهورية في العهد الجديد أياً ما كان النظام لن تكون لديه صلاحيات التدخل في العمل التنفيذي ؛والمطلوب هو أن تكون لديه رؤية يوجه بها الحكومة؛ أنا عندي رؤية طبعا لكن هذه الرؤية قابلة للتغيير والنقاش والتطوير حتي نصل للحصيلة التي سنخرج بها؛ وهي تعتمد علي قسمين: الأول خاص بالتغيير والثاني خاص بالتنمية؛ التغيير يكون بإعادة بناء جميع مؤسسات الدولة علي أساس ديمقراطي؛ بمعني المشاركة الشعبية؛ يعني نظام حكم لامركزي؛ مجالس محلية منتخبة؛ عمد قري منتخبين انتخاباً حراً ونزيهاً ومباشراً؛ ويبقي فيه صلاحيات لتنمية المحافظات وفقا للإرادة الشعبية داخل المحافظة نفسها؛ وهذا يستدعي ان كل محافظة تحصل علي حصتها من الناتج القومي لكي تمول مشروعها التنموي الذي اختاره أهل المحافظة نفسهم؛طبعا هذا في إطار فكرة التنمية الشاملة للبلد؛ أيضا في التغيير لابد من وضع آليات فاعلة وجادة تحارب الفساد وتمنع انتشاره مرة أخري؛ الركيزة الأساسية في التغيير أو التنمية هي الإنسان المصري والقيم الإنسانية وهذه نقطة البداية للتفكير في حل أي مشكلة؛ عندما اتكلم عن أن نموذج الإقتصاد المصري سيقوم علي الحرية في الاستثمار وحوافز لجذب الاستثمار وأن هذه الآليات هي الحاسمة لنمو النشاط الاقتصادي مع دور فعال وقوي للدولة للسيطرة علي السوق ولا تترك آليات السوق تسحق المواطن خاصة المواطن الفقير؛ ولازم يكون فيه قطاع تعاوني ونمط جديد للقطاعات التعاونية القادرة والفاعلة خاصة في الريف؛ والنموذج الذي كنت أقترحه أن يكون في كل قرية جمعية تعاونية يكون فيه كل فلاح في القرية له دخل مساو للآخر؛ والجمعية العمومية للقرية في هذا القطاع التعاوني تنتخب مجلس إدارة؛يقوم علي توفير مستلزمات الإنتاج الزراعي بأسعار مناسبة تحمي الفلاح وتقوم بتسويق المنتج بشكل مباشر دون وسطاء يضيعون جهد الفلاح لصالح تاجر الجملة الذي كان يحصل علي الجانب الأكبر من ربح الفلاح لازم نفكر في فئات كثيرة جدا في المجتمع كانت مهمشه ومستهلكة ويجب تحويلها إلي طاقات منتجة؛ وهذا لن يؤدي الي زيادة الناتج القومي فقط لكن سيعيد للناس كرامتها؛ فمثلا عدد المعاقين في مصر 10 ملايين معاق كانت تنتهك كرامتهم؛ في حين لو وفرت لهم الوسيلة المناسبة لتأهيلهم سيكونون طاقة منتجة في الإنتاج القومي؛ ثانيا تعيد لهم كرامتهم المهدره ويشعرون أنهم أناس ذوو قيمة في المجتمع؛ نفس الشيء الست الموجودة في بيتها وحاسه انها عالة وزوجها بيصرف عليها عندما تكون لديها فرصة إنها تتحول إلي عضو منتج وطاقة منتجة من خلال برامج تعيد تدريبها؛ستشعر دائما أنها عنصر فاعل لها قيمة في المجتمع؛هذا سيعيد لها كرامتها؛ ايضا رعاية الأطفال المشردين وتحويلهم الي طاقات منتجة بدلا من تحويلهم إلي منحرفين.
تعليم بدون ثانوية عامة
ماذا عن أهم عقبة في البيت المصري وهي الثانوية العامة ما رؤيتك لها؟
- هناك رؤية لأن يلغي التعليم الثانوي تماما؛ الهدف من التعليم ان تكون لدينا عناصرقادرة علي العمل نعطيها القدر المناسب من التعليم الذي يؤهله لدخول سوق العمل.. أنا عندي مشكلتان رئيسيتان لازم نجد لهما حلولا أنا عندي أعداد من البطالة وصلت إلي 6 ملايين؛ وعندي 3 الاف وظيفة لا نجد من يشغلها ومضطرين نجيب لها عمالة أجنبية من شرق آسيا؛ فهذا خلل في نظام التعليم؛ وأيضا لدينا مشكلة التسرب من التعليم، فالأسرة الفقيرة محتاجة أنها تشغل أولادها في سن مبكرة وطبعا المفروض أن دخل الأسرة يغنيها عن أنها تشغل أولادها ؛ لكن حتي نصل إلي هذه المرحلة محتاج وقت؛ مراحل التعليم تكون ست سنوات(تعليم أساسي)؛ وثلاث سنوات تعليم مرتبط بسوق العمل يعطيه المهارات ولديه قدر من الثقافة؛ وتدريب مهني يؤهله للعمل يستطيع العمل في سن 15 سنة؛لكن أثناء عمله ممكن يحصل علي سنتين لتدريب أعلي؛ وبعد ذلك من لديه الرغبة في دخول الجامعة يكون في كل كلية سنتان تأهيليتان تضع مناهجهم وتدريباتهم وإذا نجح واثبت انه يستحق ان يتعلم هذا النوع من التعليم يكون من حقه أن يستمر فيه دون مجموع أو دروس خصوصية ويكون لدي الطالب نفسه فرصة لممارسة الرياضة والأنشطة التي تثقل من شخصيته وتجعله عضواً فاعلاً في المجتمع؛ وفي الصحة مثلا لابد من توفير الخدمات الصحية لجميع أفراد المجتمع فقيراً وغنياً و نبدأ من الريف وليس من العاصمة الفلاح أو العامل في الريف عندما يصاب بمرض يأتي العاصمة وهذا يكلفه الكثير؛علي عكس ما لو كانت الخدمة الصحية في القرية مباشرة الي جانب حفظ كرامة الناس؛ فأنا أفكر أولا بالبدء بالجانب الاجتماعي المتعلق بالإنسان وحقوقه وأوفر له الخدمات وهذ سيحقق لي العائد الاقتصادي بعد ذلك .
فهم جديد للقانون
صباح الخير: حالة الفوضي في الشارع المصري؛ أسبابها علي مر العصور هو عدم تطبيق القانون؛ مانراه بعد الثورة هو نفس المنهج؟ ما تعليقك؟
- البسطويسي:مشكلة تطبيق القانون ترتبط بأشياء كثيرة لكن ما يهمني بخصوص المستقبل هو تغيير طرق تفكيرنا في السياسة العقابية؛ في السابق كانت الأنظمة ديكتاتورية فكانت معالجة المشاكل تتم بالتجريم والعقاب؛وكان مفهوم العقاب هو الردع والإيلام وهذا مفهوم انتهي من العالم؛ حاليا العقوبة يجب أن تكون إصلاحية؛ومستمدة من حياة الناس وتعبر عنهم حتي يكون هناك قبول لتطبيق القانون؛لأن تشديد العقوبة سيؤدي الي انفلات أكثر؛ ومن هنا ينبغي أن يكون هناك فهم جديد للقانون؛العالم حاليا يفكر في التدابير الإحترازية الأكثر جدوي من العقوبات؛بمعني من يقع في مخالفات مرورية لأول مرة يذهب للقاضي؛ والقاضي يحكم علية بتدبير احترازي انه مثلا ينزل كل يوم ثلاث ساعات ينظم المرور أو يحصل علي دورة ثلاث شهور في قواعد المرور يكرر مخالفات المرور أكثر من ثلاث مرات تصادر السيارة؛ هذه عقوبات أكثر جدوي وتؤدي الي إصلاح المجتمع أكثر من العقوبة؛ وترتبط بالسياسة العقابية أيضا إعادة ترتيب النظام القضائي نفسه؛ وطريقة هيكلة الشرطة نفسها.
صباح الخير: المواطن البسيط قد لايعرف يعني إيه ثورة هل الإعلام نفسه يقدم الدور المطلوب منه في التوعية وهل من المطلوب عمل حملات توعية للمواطن البسيط ؟
- البسطويسي : حرية الإعلام لا غني عنها في أي مجتمع؛ونحتاج أيضا نوعاً من التواصل بين رجال السياسة والأحزاب والمواطن البسيط وعمل توعية له؛ والمطلوب ايضا عدم اتهام الناس بالجهل طالما لم نتواصل معهم ونتعرف وجهات نظرهم.
صباح الخير: نحن ارتضينا في محاكمة كل رموز النظام السابق بالقضاء وهذه ثقة من الشعب في القضاء كقاضي ماتقييمك لهذه المحاكمات وهل القوانين الحالية كافية لمحاكمة رموز النظام الفاسد؟
- البسطويسي: طبعا لابد أولاً أن يكون القضاء مستقلاً استقلالاً حقيقياً وهذا يحتاج قانونا جديداً للسلطة القضائية؛ ويحتاج قانوناً جديداً لآليات هيئات القضاء فالمسألة تحتاج عناصر كثيرة جدا؛ فإذا كنا ارتضينا محاسبة المسئولين أمام القانون والقضاء العادي فيجب ألا نتحدث في الموضوع ونترك القضاء العادي يعمل ويأخذ وقته طالما نحن وثقنا في أن هذه هي الآلية الصحيحة؛ ولا نشغل بالنا بالمحاكمات حتي لا تصرفنا عن القضية الأهم وهي المرحلة الانتقالية وكيف ننتهي منها بشكل آمن وسليم لننتقل الي نظام حكم مدني ومستقل وشرعي ودستوري؛المطلوب ألا ننشغل بالمحاكمات مثل مباريات الكرة التي شغلتنا قبل الثورة وتركنا البلد تغرق؛ لازم ننتبه للثورة ونترك المحاكمات حتي لو جاءت بصورة غير مرضية.. هناك مسارات قضائية أخري قد نسير فيها فنحن لا نرغب في أن تشغلنا المحاكمات عن المسار الذي قد يعرض الثورة لمشاكل وعدم استقرار.
صباح الخير :هل الثورة تسرق؛ ومن هم سارقوها ؟
- البسطويسي : محاولات إجهاض الثورة أو تأخيرها لن تستمر.. أنا متأكد أن الثورة ستنجح مهما تعرضت لعثرات أو ضغوط؛ولن يستطيع أحد هدم ثورة الشعب المصري أو سرقته؛ لكن ما يقلقني التكلفة والوقت هيكون قد إيه؟؛ لا نريد تكلفة عالية ولا وقتاً طويلاً لأن كل هذه الأمور خسارة علي الشعب المصري؛نحن نرغب في الانتقال السريع إلي حالة الاستقرار ودستور دائم وبرلمان منتخب وفقا لدستور شرعي؛ ورئيس جمهورية منتخب وفقا لهذا الدستور؛ وتستقر الأمور؛ انما المسار المطروح حاليا يعرضنا لخسارة كبيرة وتأخير محتمل .
سلوك غير ديموقراطي
صباح الخير: الوضع الحاصل حاليا بين الأسماء المرشحة للرئاسة يؤدي إلي تفتيت الأصوات هل من الأصلح ان كل مجموعة تتوافق مع بعض ويختارون مرشحا واحداً حتي علي الأقل لكي نضمن إن الناس اللي تريد هذا المرشح ينجح يتحقق لهم ذلك ؟
- البسطويسي : هذه ليست ديمقراطية، الديمقراطية، ان من يرغب في الترشح له هذا الحق والناس تختار؛ الانتخابات الإيرانية كان فيها الف مرشح؛والشعب يتفق علي واحد ويسقط الآخرين لكن الإتفاق علي شخص بعينه هذا تآمر علي الإرادة الشعبية وسلوك غير ديمقراطي .
صباح الخير: لماذا تم اختزال الديمقراطية بالكامل في صندوق الانتخابات رغم أنه آخر بند في الديمقراطية فالبداية هي بناء المؤسسات؛ مثل القضاء البرلمان المجتمع المدني كيف نبني هذه المؤسسات التي تمارس الديمقراطية؟
- البسطويسي : الضمانة الحقيقية للديمقراطية ليست في المؤسسات، فمن الممكن بناء المؤسسات ويحصل انقلاب عليها؛ الضمانة الحقيقية للديمقراطية المشاركة الشعبية؛وأي حد يحاول إلغاء الديمقراطية الشعب ينزل ميدان التحرير تاني وهذا هو الرادع الوحيد؛ لو النظام شعر أن الناس لن تنزل مرة أخري سيتحول الي ديكتاتور نحن كان لدينا مؤسسات؛ لا يوجد أمامنا غير ان الشعب يحمي ثورته ويحمي المؤسسات؛ كان عندك برلمان حقيقي قبل ثورة 1952 وكان عندنا قضاء مستقل حتي الستينيات، وقضاة وسلطة قضائية مستقلة.
صباح الخير : هل تري أن الانتخابات التشريعية ستصب في مصلحة تيار واحد فقط بحكم سطوته علي الشارع ؟
- البسطويسي: هناك ربط خاطيء بين ماحدث في الاستفتاء وماحدث في الشارع الناس مش واخدة بالها من القضية صح وهذا سبب المشكلة . فالشعب المصري متدين بطبعه ومع هذا كان ينتخب الوفد؛ الشعب المصري التدين عنده شيء و ممارسة العمل السياسي شيء آخر.
صباح الخير : هل تتوقع أن يسيطر الإخوان علي 60 % من البرلمان؟
- البسطويسي : هم نفسهم قالوا لا عايزين ولا هنقدر؛علينا أن ندخل التجربة ونري نتائجها بعد ذلك؛ لكن لا نترك الناس ولانتواصل معهم ونحكم عليهم تفاعلوا وردوا عليهم؛ هي ليه الثورة في مصر تأخرت حتي الآن؟ لأن النخبة خانت الشعب؛واكتفوا بممارسة العمل السياسي من خلف المكاتب فقط قبل الثورة؛ اليسار حزب الفقراء لم يكن يتحدث عن الفقراء الناس ليسو سيئين ولكن نحن الذين تركنا قضاياهم .
صباح الخير : اليسار والإخوان ما هو الدور المحدد لكل منهم اليسار عندما كان يرغب في نزول الشارع لم يكن يسمح له بذلك؛ لكن الإخوان يسيطرون علي الشارع فمن أين جاءوا بهذه الأموال ؟
- البسطويسي : هذا ليس صحيحاٍ؛ الإخوان طول عمرهم ينزلون للناس ؛ وهذا لا يحتاج تمويلا يعني لايوجد متعلمين غير الإخوان زمان كان فيه فصول محو أمية؛ كان فيه مستوصفات طبية؛ إنما كل النخب السياسية اكتفت بالجلوس في الغرف المكيفة وانه يحصل علي منصب في الحزب ويقوم بالنضال في الميكروفونات والكتابة في جرائد الحزب التي لا يقرأها غير أعضاء الحزب وهذا في كل الأحزاب؛ فلازم نتواصل مع الناس؛ فلا أعتب علي غيري ممن قاموا بالواجب المطلوب مني عمله؛وأقول إنه ضحك علي الناس .
هويتي قاضي
صباح الخير : مرشحو الرئاسة منهم صاحب الهوية أو الأيديولوجية المعروفة ليبرالية، اشتراكية، وأراك الآن تبرر للإخوان.. سيادة المستشار ماهي هوية حضرتك ؟
البسطويسي : أنا قاض وأمارس العمل السياسي كقاض اقول الحق وليس معني أنني أعمل عملاً سياسياً أحكم بالباطل لتيار معين ولذا أخوض هذه التجربة لأنني أعتقد أن رئيس الدولة في المرحلة القادمة يكون بمواصفات خاصة يكون علي الحياد من جميع القوي السياسية وأن يري الحق بوضوح دون الانتماء لأي تيار سياسي؛ علي مسافة واحدة من كل القوي السياسية ليفصل بين السلطات فصلا دقيقاٍ وصحيحا يؤمن بالعدالة والقانون والشرعية الدستورية حتي تستقر التجربة .أي محتاجين رئيس جمهورية بمواصفات القاضي .
صباح الخير: كيف تري المستقبل القريب ؟
البسطويسي : المستقبل القريب لازم يقلق الجميع وأنا شخصيا لدي قلق لأن المرحلة الانتقالية فيها عدم وضوح رؤية والمسار الذي نسير فيه قد يؤدي إلي طول الفترة الانتقالية؛ لعدم اتفاق كل القوي السياسية علي سيناريو واضح؛ ينبغي ان تجلس كل القوي السياسية وتتوافق علي برنامج محدد يصل بنا إلي بر الأمان .
صباح الخير :كيف نصل لمرحلة التوافق هذه؟
البسطويسي : لازم الجميع يقعد مع بعضه ويتفقون ويعرفون أن هذا هو الطريق الوحيد الذي سيحقق المصلحة لهم وللبلد؛ هذا الانقسام سيؤدي إلي أن الثورة هتأخد فترة أطول وسيكون فيه انقسامات أطول.
صباح الخير : هل تري أن إدارة المرحلة الانتقالية علي هذا النحو جهل أم ارتباك أم سوء قصد ؟
البسطويسي :المسألة متصلة بالنوايا، انا يهمني الفعل؛ لكن الدوافع ايه؛ عندما أري قراراً غير صائب اقول إنه غير صائب والعكس؛ لكني لا أملك القدرة أن أقول اذا كان سييء النية أو حسن النية.. جهل أو سوء قصد .
صباح الخير : ما تعليقك علي إحالة القضاة الثلاثة للتحقيق بحجة الحديث لوسائل الإعلام ؟
- البسطويسي: طبعا ليس تبريرا كافيا لأنه لا يملك إحالة القاضي للتحقيق لأي جهة كانت سواء كان التفتيش القضائي؛ أو غيره لا يحال إلي التحقيق من كان علي درجة مستشار بهذه الآلية؛ فهذا اختصاص مجلس القضاء الأعلي؛ والقانون يعطيه هذا الحق؛ لكن بعد الثورة أنا أعتقد أن وزير العدل في تصريحه كان يقصد الاعتذار عن اتخاذ هذا الإجراء؛ لكنه لم يكن اعتذارا موفقا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.