شباب مصر يا مذهل، يا عبقري، يالي تخطيت كل خيال وكل آمال، إحنا عملنا تاريخ مصر بإدينا، وأولادنا هيدرسوا ثورة 25 يناير بإيد شباب مصر الحر «قالت سلمي صباحي هذه الكلمات في ظل سعادتها لحظة التنحي ولم تكن تعلم أن هناك من يسجل لها للحظة من أهم لحظات حياتها علي حد قولها.. غنت سلمي «الله حي» من كلمات مدحت العدل وهي من أوائل الأغاني عن ثورة يناير وتعلق الكثيرون بها لأنها خرجت من القلب وحملت بعض التفاؤل بأن شعبنا حي ولم يفقد الأمل كما اتهم لسنوات عديدة، سلمي مذيعة ومطربة تركت طفلتها الرضيعة لتنزل الميدان وتشارك الشباب في بناء مستقبل طفلتها تحكي لنا عن أسعد لحظات حياتها في الميدان. بم تفسرين الصدي الذي حققته أغنية «الله حي» وسط كل الأغاني التي ظهرت مع الثورة؟ - أحمد الله علي هذا، وأعتقد أن هذا يرجع إلي أنها صادقة ونابعة من القلب لهذا تعلق بها الناس وأنا لم أكن أتوقع هذه الردود من الأفعال حولها، كما أن تصويرها كان من قلب الميدان ووسط جموع الناس رغم أن هذا لم يكن في بالي من البداية ولم أخطط له ولكن فوجئت بكريم العدل يريد تصوير الأغنية فيديو كليب وكل هذا كان بدون أي ترتيبات وأعتقد أن عدم الترتيب هذا وراء عفوية الأغنية وقربها من الناس. وكيف عرضت عليك من البداية؟ (الله حي) قرأت كلماتها للدكتور مدحت العدل بالصدفة علي الإنترنت وأعجبني الكلام جدا وبحثت عن رقمه وكلمته وأخبرته أنني أريد غناء هذه الكلمات و«دايما الحاجة بتكون حلوة لما بتطلع من القلب» وهي كلماتها طالعة من القلب لهذا مست قلوب الكثيرين. تلقين كلمة في التحرير وسط الملايين بعد التنحي مباشرة، وتم ضمها للفيديو. كيف كانت هذه اللحظة؟ لم أتمالك نفسي وقتها وكنا مجموعة كبيرة فبدون أن أشعر أمسك بالميكروفون قبل أن أغني وقلت لهم أننا صنعنا التاريخ وهذه الثورة ستدرس فيما بعد لأولادنا ولم أكن أعلم أن هناك من يصورني، وفوجئت بهذا المقطع علي الإنترنت وكنت سعيدة جدا بهذه المصادفة التي جعلت هناك من يسجل لي هذه اللحظة العفوية. أغنية الشعب، قمت بتحميلها يوم 25 يناير صباحا، هل كنت تتوقعين هذه الثورة؟ - يوم 28 يناير صباحا قمت بتحميل أغنية (الشعب) فكنت أتمني أن تشارك ولو بشكل صغير وأن تساهم في إشعال حماس ولو شخص واحد في المشاركة في هذه المظاهرة فوقتها كنا نظن أنها مظاهرة فقط ولم نكن نتخيل أن تتطور الأمور بهذا الشكل وتصبح ثورة.. إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر.. ولا بد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر.. «فأنا مؤمنة أن هذا الأبيات هي معني الثورة الحقيقي. ولماذا تقدمين أغانيك كلها علي الإنترنت، بعيدا عن الناحية التجارية؟ - أنا دائما أقدم الأغاني علي الإنترنت وليس بالشكل التجاري لأني حتي الآن أغني بروح الهواة لأني أحب هذه الروح ولا أريد أن أتخلص منها فهي تجعلني أقدم ما احب فقط بعيدا عن أي تنازلات أو اضطرارات أخري وتجعلني بعيدة عن جملة السوق ومتطلباته وأضطر أن أقدم ما لا أقتنع به . اختصري لنا الحالة التي انتابتك في التحرير، خاصة أنك تركت ابنتك المولودة حديثا لتشاركي في الحدث؟ - أنا تربيتي جعلتني أشارك في المظاهرات منذ صغري وفي الجامعة لأي حدث سواء فلسطين أو العراق أو مشاكل في مصر وغيرها ومبدأ التظاهر والاعتراض علي الظلم هذا لدي منذ صغري، ووقت اندلاع الثورة في تونس قلت وقتها مبروك لتونس وعقبال مصر، ويوم 25 يناير حملت أغنية الشعب علي الإنترنت الساعة 8 صباحا ونمت ونزلت التحرير يومها وكان أول رد فعل لي عندما وصلت إلي الميدان «إني مش مصدقة إن أنا في مصر، والناس شكلها يفرح»، فهذا التواجد بهذه الكثافة والإصرار أول مرة أراه بهذا الشكل ولم أكن أتوقعه، وشعرت أن الميدان أصبح رمزا لما يحدث، وأنا فعلا أم جديدة ووقتها كانت ابنتي عمرها 3 شهور وكانت بمثابة (الإيد إل بتوجعني) فكان يؤلمني أن أتركها وفي نفس الوقت أنا مش همشي من الميدان فأحيانا كنت أتركها مع أمي، وفي الأوقات الأخري كنت أجلس معها في البيت ولكن كنت أشعر بالغيرة ممن هم في الميدان لأني وأنا في المنزل أتابع من خلال الإعلام لأجد أن الإعلام المصري كان مضللا بشكل كبير وينقل صورة مضللة لما يحدث في التحرير. غنيتي مع الشباب في التحرير، ماهي أقرب الأغاني إليكم وقتها، وكيف كان تأثيرها عليكم في هذه الظروف؟ - أغاني الشيخ إمام والأغاني التي قدمت لثورة يوليو وأحلف بسماها وبترابها وخاصة أغنية «يا حبيبتي يامصر، وصورة» كانوا نشيدنا الوطني في الميدان فحتي كلمات الأغاني مختلفة ومعانيها مختلفة عما كانت عليه فكل حاجة في الميدان مختلفة، وجو رائع من الحماس لا يوصف. والآن ونحن نري علامات وتخوفات لانعدام الاستقرار، هل مازلت علي موقفك؟ - أنا متفائلة جدا، ولعل تفاؤلي غير مبرر وكل ما يحدث الآن من مؤامرات أو فتن كلها أكاذيب وليس حقائق وفي المقابل هناك خطوات هائلة خاصة في محاكمة رموز الفساد لذلك يجب أن نتمسك بإيماننا كما كان من أول يوم وحتي لو تعبنا قليلا ونعاني فهذا لأولادنا أكثر مننا وهم من سيجنون ثمار هذه الثورة فالمشاكل لن تحل في يوم وليلة لأن الفساد كان في كل حتة وكل مؤسسة وأنا مطمئنة أن بنتي ستعيش في كرامة وستأخذ حقها في الصحة والتعليم ومن أجلها كنت أنزل الميدان . انتشرت أغانٍ وطنية مع الثورة بعضها صادق وبعضها وصل إلي حد السذاجة، ماهو المقياس لدي الجمهور؟ - الناس ذكية جدا وتستطيع التمييز بين ما يقدم بصدق وفن حقيقي وبين ما يقدمه مطرب من أجل اللحاق بالثورة أو (السبوبة) ومن الآخر ال مكنش مع الناس من البداية سيفقدهم للأبد. ماهو شعورك عندما يتم وصفك بالصوت «الفيروزي»؟ - هذه شهادة أفتخر بها فأنا تربيت علي صوت فيروز وهذا شيء يسعدني جدا رغم أنني أعتقد أنه لا مجال للمقارنة فهي حالة فريدة من نوعها. الله حي.. شعبنا حي عفاريت طلعوا ولاد الإيه وسع سكة لبكرة الجي عارفين إمتي وفين مع ليه ورد شبابنا المصري البلدي شايفين كل طريق للضي ولا فيه شبهه ولا له زي قالوا شباب قاعدين ف كافيه مدحت العدل