لم أصدق عينى عندما قرأت هذا الخبر المنشور يوم الجمعة الماضى فى الصفحة الأولى بجريدة «المصرى اليوم».. الخبر يبشرنا بأن ثلاثة آلاف قيادى بجماعة الجهاد والجماعة الإسلامية سيصلون البلاد خلال أيام بعد رفع أسمائهم من قوائم ترقب الوصول. وأن محامى الجماعات الإسلامية.. إبراهيم على.. صرح بأن أغلب هذه القيادات موجودة فى أفغانستان والشيشان والبوسنة والهرسك والصومال وكينيا وبعضهم فى إيران ولندن!! أعدت قراءة الخبر أكثر من مرة.. وأنا أصيح: «هوه إحنا ناقصين»؟! لقد فتحنا الأبواب أمام جماعات الإخوان المسلمين.. وأقيمت لهم الاحتفالات بعودتهم للأضواء واستبشرنا خيراً.. ولكن لم تكتمل فرحتنا فقد عشنا أحداثاً مؤلمة من هدم كنيسة مركز أطفيح ومطاردة السكان الأقباط ومنعهم من دخول منازلهم عدة أيام إلا بعد تدخل القوات المسلحة وإعادة بناء الكنيسة فى مكانها وعلى نفقة الجيش.. وكان عملا عظيماً لوأد الفتنة. ولكن الإخوان لم يهدأوا فنشطوا فى التأثير على الناخبين فى استفتاء تعديل الدستور.. ومن قبله «هوجة» الاحتفال الإعلامى بطارق الزمر أحد المخططين لجريمة اغتيال السادات وكأنه بطل قومى!! وفتحنا الأبواب لجماعات السلفيين وعشنا مأساة تطبيق «الحد» على مدرس بقطع أذنه وعلى سيدة بمنعها من دخول بيتها وبعثرة محتويات مسكنها ثم حرق الشقة فى إنذار لكل من يخالف تعاليمهم!! لقد فتحنا كل هذه الأبواب وتعاملنا بكل الصبر والحكمة مع الذين أرادوا إشعال فتنة طائفية وانتظرنا إقامة المحاكمات لهم.. ولكن لم يحدث رغم نداءات حكماء هذا الوطن والمطالبات بالإجراء الحاسم قبل استفحال الخطر ولكن لم يستمع أحد وظللنا ندور فى متاهة.. هل نريدها دولة مدنية.. أم دولة دينية؟ ولم تحسم الإجابة بشكل واضح.. فهناك من يدعى أننا نريدها دولة مدنية.. ولكن كل الشواهد التى أشرنا إليها سابقا، وما يجرى فى قرى ومراكز مصر يعلن بوضوح عن قوة التيار الدينى المتشدد وسيطرته على كل مواقع العمل والإنتاج!1 لقد خرجت مظاهرات الجمعة الماضية فيما عرف بجمعة إنقاذ الثورة تطالب بالحسم السريع لكل الأمور المعلقة منذ اندلاع ثورة 25 يناير.. وتندد بالتباطؤ غير المبرر فى محاكمة رموز الفساد ومحاكمة الذين أرادوا إشعال الفتنة الطائفية.. وطالب المتظاهرون بضرورة تشكيل مجلس رئاسى عسكرى مدنى للحكم.. وضرورة تفسير كل قرار يصدر وطرحه للمناقشة العامة.. ربما نفهم مثلا الحكمة من وراء فتح أبواب مصر لثلاثة آلاف قيادى من جماعة الجهاد للعودة إلى الوطن.. وهل كان الوطن يحتاج إليهم ويناديهم فعلا؟!