بعد قيام ثورة 25 يناير تغيرت مصر، وعبر عن هذا التغيير فئات عديدة: مطربون وملحنون وفنانون، وهذه المرة الفنانون التشكيليون الذين طوعوا أدواتهم وفرشاتهم للتعبير عن مصر الجديدة في معرض فني متنوع الرؤي والاتجاهات بعنوان «فجر جديد» بقاعة دروب بجاردن سيتي، وقد استطاع 25 فنانا وفنانة أن يعبروا عن فرحتهم بالثورة وبزوغ فجر جديد علي مصر، والأجمل أن هؤلاء الفنانين تنوعت أعمارهم بين الأطفال والشباب والكبار وكلهم قالوا رأيهم في الثورة بالألوان والفرشاة والنحت وخامات أخري. المعرض الذي افتتحه د.عماد أبوغازي وزير الثقافة ويستمر حتي أوائل الشهر القادم شهد تنوع الأساليب والخامات والرؤي واتسم بالإبداع والطزاجة والصدق الفني، مزج بين الهواة والمحترفين، وهناك طفلان لا يتجاوز عمرهما ال 13 عاما هما أحمد علي حسن الذي رسم الشعب المصري بعد الثورة بالألوان الفلوماستر، والطفل وليد شيحة الذي رسم طيور الحرية باللونين الأخضر والأبيض، أما بقية الفنانين فقد تعددت مساهماتهم بين التصوير والنحت والخط العربي والعرائس والحلي فالفنان خالد السماحي رسم لوحة كبيرة بعنوان «ملحمة ميدان التحرير» عبر فيها عن مظاهرات التحرير والتأكيد علي شعاراتها «حرية، عدالة، ديمقراطية» بينما رسم الفنان جلال الحسيني مليونية ميدان التحرير بخامة الباستيل في حين صور الفنان طاهر عبد العظيم موقعة الجمل بألوان الدم والمواجهة، أما فنان الخط العربي صلاح عبدالخالق ومحمد حسن فقد رسم صلاح شكل النسر بالخط متضمنا عبارة «ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين»، أما محمد حسن فكتب بخط عربي جميل عبارة «أول الغيث قطرة» ونعود للتصوير لنجد فناننا محمد الطراوي يرسم لوحة معبرة عن روح الثورة باللون الأحمر الصارخ في حين صور الفنان أيمن طاهر حوارا سياسيا بالأزرق والأحمر. ويجد النحت مكانا في أعمال المعرض حيث جسد النحات حليم يعقوب طائر الحرية، وهي التيمة التي تكررت عند أكثر من فنان نحات مثل طارق الكومي الذي قدم نحتا لطائر شامخ بخامة البوليستر، في حين عبر الفنان عمار شيحة بطائره عن الحرية والمستقبل، وعبر الفنان محمد مندور بالخزف عن طيور السلام، في حين جسدت الفنانة نادية حسن مجسما ثلاثي الأبعاد لفلاحة من مصر ومعها طفلتها وتحتفل الاثنتان بالثورة، أما مصممة الحلي نجوي مهدي فقد استلهمت روح الثورة في أعمالها ذات الألوان الثلاثة الأحمر والأبيض والأسود التي تعبر عن علم مصر، وهكذا تتضافر أعمال الفنانين جميعا للتعبير عن أعمال المعرض الذي حرصت صاحبة فكرته سوسن سالم مديرة قاعدة دروب علي إعداده انطلاقا - كما تقول - من ثورة 25 يناير وإيمانا بمصداقيتها وشفافيتها للوصول بمصر إلي حياة أفضل. وقد أعطت مهلة للفنانين ثلاثة أسابيع ليجهزوا أعمالهم ولم تكن تتخيل أن تكون بهذا التميز والتنوع والإبداع وهو ما عبر عنه وزير الثقافة الذي أعجب بفكرة المعرض وتنوع معروضاته وأعماله والحرص علي المزاوجة بين أعمال الشباب والكبار.