الزراعة: الدولة تضع الفلاح المصري على رأس أولوياتها    بايدن يعلق على تهديدات الرئيس الروسي: لا أفكر كثيرا في بوتين    ليونيل ميسي يعود اليوم إلى الملاعب بعد غياب شهرين    تعرف على خريطة إجازات 2025.. وموعد المناسبات والأعياد القومية والدينية    رسميا الآن.. لينك تنسيق الدور الثاني 2024 الثانوية العامة.. سجل رغباتك عبر موقع التنسيق الإلكتروني    الدولار يتراجع إلى أقل مستوى في 9 أشهر مقابل الين    "4 أيام متتالية" خطة قطع المياه في القاهرة الجديدة    ضمن مبادرة «صيف شبابنا».. ندوات دينية عن الاحتفال بالمولد النبوي بالمنيا    حماية الطفل بالمنيا تنظم دورات تدريبية لمعلمات رياض الأطفال    بابا الفاتيكان يحث الكاثوليك الأمريكيين على اختيار "أخف الضررين" بالانتخابات    هاريس: ترامب سعى عندما كان رئيسا لإنهاء برنامج الرعاية الصحية من دون خطة بديلة    الجيش الأمريكي يعلن مقتل قادة بتنظيم داعش بالتعاون مع العراق    احتفالات المدارس باليوم الوطني السعودي 94 تمتد ل 9 أيام    حملات توعية عن قضايا السكان والهجرة غير الشرعية بالمنيا    عبدالناصر زيدان: توقعت فشل صفقة بوبيندزا مع الزمالك منذ البداية    موقف أرتيتا من مشاركة ستيرلينج أمام توتنهام    مواعيد مباريات اليوم السبت في الدوري الإنجليزي والقنوات الناقلة    «الساعي لعيب كبير ولكن».. سيد عبدالحفيظ يعلق على صفقات الأهلي الجديدة    حلمي عبد الباقي: الجيل الحالي من المطربين محظوظ    بالأسود.. هنا الزاهد تبهر جمهورها بأحدث ظهور    شاهد.. كاظم الساهر ينشر كواليس مع فرقته الموسيقية    أسباب وأعراض أورام تحت اللسان، ومتى يجب زيارة الطبيب؟    فلسطين.. غارة جوية إسرائيلية عنيفة على مدينة غزة    موعد مباراة الزمالك والقنوات الناقلة في كأس الكونفيدرالية الإفريقية.. موقف الصفقات الجديدة اليوم    مرتضى منصور: لماذا لا ندعم المظلومين إلا بعد وفاتهم؟ (فيديو)    بحضور نجوم كرة القدم.. أول صور من حفل زفاف ابنة ربيع ياسين    احذروا الرطوبة.. الأرصاد تعلن حالة الطقس اليوم السبت 14 سبتمبر 2024    أول صورة للطفل مروان ضحية انقلاب ترويسكل ببحر البطس بالفيوم    مصرع طفل سقط فى بيارة صرف صحى بقرية البغدادى جنوب الأقصر    سيارة شرطة تدهس سيدة ونجلها في الإسكندرية.. ما حقيقة الأمر؟    عمرهما 5 و 6 أعوام.. إصابة شقيقين بطلقات نارية في ظروف غامضة بقنا    حريق هائل بشقة سكنية بالإسكندرية وإصابة 5 أشخاص باختناقات    انقلاب سيارة نقل على أخرى ملاكي وإنقاذ صاحبها ونجله بأعجوبة بحدائق أكتوبر (فيديو)    انتشال جثة شاب غرق في ترعة المحلة الكبرى    6 ساعات متواصلة.. الكهرباء: قطع التيار عن 10 قرى في بني مزار بالمنيا (جدول المواعيد)    قفزة بسعر الذهب اليوم في السعودية وعيار 21 الآن ببداية تعاملات السبت 14 سبتمبر 2024    الجيش الإسرائيلي: دوي صفارات الإنذار في مستوطنة "المنارة" شمالي البلاد    برج الجدي.. حظك اليوم السبت 14 سبتمبر 2024: خبر سار في العمل    أنغام توجه رسالة خاصة للملحن رياض الهمشري وتهدي له هذه الأغنية من حفل جدة    محمد السعيد يبهر لجنة تحكيم «كاستنج» وعمرو سلامة: «هايل»    عمرو أديب: "عايزين قانون إجراءات جنائية متوافق عليه.. إحنا أكتر شعب بيدخل القسم"    معلومات عن مسلسل «حق آدم» لحسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025    تكريم 247 طالبا وطالبة من حفظة القرآن الكريم والمتقوقين دراسيا بالمحلة.. صور    أحمد عمر هاشم: أؤمن بكرامات الأولياء مثل السيد البدوي    الصومال ترفع علاقتها مع مصر إلى أعلى مستوى.. وتحذر إثيوبيا    دراسة تكشف طرقا يتمكن بها الناموس من ملاحقة البشر    يحدث ل2% من الحوامل، أعراض ومضاعفات الحمل خارج الرحم    سعر الدولار الآن مقابل الجنيه والعملات العربية والأجنبية السبت 14 سبتمبر 2024    صرف منحة المولد النبوي للعاملين بالقطاعين الحكومي والخاص.. مرتب شهر أو "علبة حلاوة"    الآن رابط تنسيق الدور الثاني للطلاب الناجحين في الثانوية العامة.. كليات المرحلة الثالثة    وكيل صحة البحيرة يحيل المدير المناوب وأحد العاملين للتحقيق بمستشفى حميات كفر الدوار    بعد سلق "الإجراءات الجنائية"..غضب نقابي وسياسي من هجوم تشريعية النواب على نقيب الصحفيين خالد البلشي    أرفض الإساءة والتهديد.. نقيب المهندسين يتضامن مع خالد البلشي بسبب "الإجراءات الجنائية"    وكيل أوقاف الفيوم يفتتح مسجد الرحمة بقرية شرف الدين    سقط في الركعة الثانية.. وفاة رجل أثناء الصلاة داخل مسجد بالمنوفية    محافظ بني سويف يتابع استعدادات التعليم لتدريب 1455 ضمن مسابقة 30 ألف معلم    ما حكم شراء الحلوى وأكلها في ذكرى المولد النبوي؟.. الأزهر يجيب    خبيرة تغذية يكشف أخطر أنواع حلوى المولد.. وهذه الأقل ضررًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«هاريس».. ترامب أعداء الأمس حلفاء اليوم
مناظرات
نشر في صباح الخير يوم 28 - 08 - 2024

يحتدم الصراع بين المرشحين المحتملين فى الانتخابات الرئاسية فى الولايات المتحدة الأمريكية التى ستُعقد فى الخامس من نوفمبر هذا العام، وقد أبدت استطلاعات الرأى الشعبية الأخيرة، تقدم الديمقراطية كامالا هاريس على الجمهورى دونالد ترامب بنسبة 46.8-43.7، لذا تبدو هاريس حاليًا هى المرشحة الأوفر حظًا للفوز، إذ ارتفعت شعبيتها منذ انسحاب بايدن.
وقد أثارت هذه النتائج الصحافة الأمريكية للتساؤل: كيف ستبدو سياسات كلٍ منهما الخارجية؟ خاصة فى ظل رفع هاريس شعار «ما يمكن أن يكون، لا يلزم أن يتبع بما كان» فى إعداد سياساتها الخارجية للاعتراف بعالم متعدد الأقطاب من خلال التراجع عن أصدقائها فى مواجهة أعدائها.

ريشة: خضر حسن

هاريس «الكارثية»
صحيفة «ناشونال إنتريست» ترى أن خبرات هاريس فى السياسات الخارجية لن تختلف عما اتبعه رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية السابقون، ومع ذلك، فإن مواقفها المعلنة تجاه أزمات الشرق الأوسط ستكون كارثية لما تشكله من خطر على النفوذ الأمريكى فى تلك المنطقة المضطربة.
ويرى بعض المحللين والنقاد الأمريكيين أن هاريس تفتق للرؤية الدبلوماسية السليمة وستعتمد فى قراراتها على توجيهات الخبراء العسكريين فى إدارات بايدن وأوباما وكلينتون، ما يوحى باستمرارية النهج الأمريكى المتبع تجاه دول الشرق الأوسط، وهو ما يتماشى مع أهواء الديمقراطيين.
لكن هذه فرضية خاطئة، فى الواقع، تتمتع هاريس بخبرة فى السياسة الخارجية الممثلة للسلطة التنفيذية أكبر بكثير مما يتمتع به ترامب فى عام 2016 وأكثر من منافسيه الجمهوريين فى عامى 2012 و2008، وقد زارت هاريس 21 دولة فى 17 رحلة خارجية كممثلة للرئاسة الأمريكية، والتقت بأكثر من 150 شخصًا، من بينهم قادة الدول الحليفة للولايات المتحدة، بمن فى ذلك قادة الصين وروسيا.
وقادت هاريس الوفد الأمريكى فى ثلاثة مؤتمرات أمنية فى ميونيخ، حيث اجتمع قادة الناتو لمناقشة التهديدات الأمنية العالمية وتشمل هذه الاجتماعات رؤساء وزراء ووزراء دفاع ووزراء خارجية وجنرالات وأدميرالات ودبلوماسيين.
صحيفة «سليت» الأمريكية أيدت أيضًا الرؤية ذاتها حول تمتع هاريس بخبرات دبلوماسية داخل البيت الأبيض، واعتماد المخابرات الأمريكية على موجز يومى من إعداد هاريس، وحرصها على حضور جميع اجتماعات مجلس الأمن القومى، بالإضافة إلى تحليل للتطورات المختلفة على كافة الأصعدة من قبل خبراء سياسيين وعسكريين وكبار موظفى البيت الأبيض، لذا فإن فكرة عدم وجود آراء لدى هاريس فى السياسة الخارجية هى فكرة مثيرة للضحك.
إذن، ما هى تلك الرؤى السياسية التى ستعلن عنها حملة هاريس الانتخابية؟
هشاشة ائتلاف المرشحة للرئاسة الأمريكية لن تسمح بالكشف عن نواياها تجاه دول الشرق الأوسط، حتى لا تتضاءل شعبيتها، ومع ذلك، فإن تصريحاتها المعلنة مسبقًا، بصفتها عضوًا فى مجلس الشيوخ الأمريكى ونائبة للرئيس، تشير إلى أنها مستعدة لإجراء بعض القطوع الحادة مع الماضى - خاصة فيما يتعلق بإيران وإسرائيل.
وسبق أن دعت هاريس بصفتها عضوًا فى مجلس الشيوخ، إلى العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015، وهى صفقة مع إيران لتخفيف العقوبات مقابل إبطاء تراكمها النووي، وهو ما عارضه رئيس الوزراء الإسرائيلى قبل انتهاء فترة رئاسة ترامب.

ريشة: أحمد جعيصة

خصوم أمريكا
صحيفة «بوليتيكو» واكبت هى الأخرى نظرية ميول هاريس لالتزام سياسة أكثر اتزانًا تجاه خصوم أمريكا، فقد أدانت الضربة العسكرية فى يناير 2020 ضد الجنرال الإيرانى الكبير قاسم سليمانى وشاركت فى محاولات فاشلة لمنع المزيد من الأعمال العسكرية ضد القادة والأهداف الإيرانية.
وكان سليمانى مرتبطًا بشكل مباشر بقتل مواطنين أمريكيين، بمن فى ذلك جنود يرتدون الزى الرسمى. وقد أثبتت الضربات العسكرية الأمريكية أنها غيرت، بشكل مؤقت استخدام إيران للميليشيات التابعة لها لتنفيذ هجمات ضد إسرائيل وحلفاء الولايات المتحدة الآخرين.
هذا يوضح أن موقف هاريس بشأن استخدام القوة العسكرية ضد الخصم الرئيسى لأمريكا فى الشرق الأوسط يمثل خروجًا صارخًا عن نمط الرؤساء الخمسة السابقين.
وعارضت هاريس العلاقة طويلة الأمد مع المملكة العربية السعودية، بسبب غضبها من الهجمات الجوية على المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران فى اليمن، صوتت لصالح قرار للحد من مبيعات الأسلحة والمساعدات العسكرية للمملكة.
«فورين بوليسي» لم تختلف فى نظريتها حول أجندة هاريس بالشرق الأوسط، إذ أوضحت أن «شعار» هاريس المتمثل فى تفضيل «ما يمكن أن يكون، غير مثقل بما كان». ومن الناحية العملية، يُظهر هذا «الشعار» وتصريحاتها العامة تسامحًا واضحًا معها.
على أرض الواقع تبدو أجندة هاريس أكثر تعقلاً فى احتواء النفوذ الإيرانى من خلال تطبيع العلاقات الأمريكية - الإيرانية بشكل علنى لتقارب المصالح وفقًا للوضع الحالى فى الشرق الأوسط، وهو ما سيغير من الأجندة الأمريكية تجاه دعم حليفها المحتل الإسرائيلى.
فلا يمكن إنكار رغبات إيران فى تطويق النفوذ الإسرائيلى فى الشرق الأوسط ولكنها مقيدة بالولايات المتحدة، بالرغم مما هو معلن عنه إعلاميًا عن السيادة الإيرانية فى اتخاذ قرارات لشن هجوم على دولة الاحتلال، ولكن فى الحقيقة تظل إيران قابعة تحت السيادة الأمريكية منتظرة السماح لها شن هجمة صورية متفق عليها مسبقًا بين أجهزة المخابرات الأمريكية والإسرائيلية والإيرانية حفظًا لماء الوجه الإيرانى بعد اغتيال قائد حماس إسماعيل هنية.
ففى غرب إسرائيل تدعم إيران حماس، وفى الشمال الإسرائيلى تقدم الدعم العسكرى لحزب الله، فيما يهيمن وكلاء إيران على جانبى مصب البحر الأحمر، شرقاً فى اليمن تهاجم صواريخ المتمردين الحوثيين وطائراتهم بدون طيار السفن المدنية وحتى السفن الحربية الأمريكية، وغرباً فى السودان يتبع نظام البرهان الجديد السياسات الإيرانية.
واستنادًا إلى التصريحات السابقة، فإن هاريس ستكون أكثر قلقًا بشأن رد إسرائيل على الهجمات الإيرانية أكثر من الهجمات نفسها، كما ستقدم الولايات المتحدة حماية غير مباشرة للحوثيين والميليشيات الإيرانية المتواجدة فى الشرق الأوسط.
أما بالنسبة للسودان، فالوضع أكثر خطورة، إذ ستؤدى الحرب الأهلية والإبادة الجماعية إلى إثارة أزمة اللاجئين، ربما بحجم أزمة إثيوبيا فى الثمانينيات، فى الوقت الذى تسيطر فيه إيران وحلفاؤها قريبًا على بعض الساحل الأفريقى للبحر الأحمر، مما يحرم الولايات المتحدة من الانتفاع بطريق رئيسى للتجارة العالمية.
وحسب «فورين بوليسي» قد تضطر هاريس على مضض إلى فرض عقوبات اقتصادية وسياسية على السودان تحت ضغوط كبيرة ومستمرة من الكونجرس الأمريكى، لكنها ستعدل عن محاكمة المجرمين فى لاهاى بتهمة ارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية.
«صفقة» مع إيران
ما صرح به مسئولو حملة هاريس الانتخابية يؤكد أن كل ما سبق ليس مجرد فرضيات ولكنها أجندة حقيقية ستحدث بالفعل حال فوز هاريس فى السباق الانتخابى المقبل.
وتتضمن التصريحات الإعلان عن بداية محادثات السلام مع طهران لوقف الهجمات الصاروخية مقابل رفع العقوبات وتحرير التجارة، وبمجرد حصول إيران على الأسلحة النووية، فإن المفاوضات سوف تصبح سريالية وعديمة الجدوى مثل المحادثات التى أجريت مع كوريا الشمالية على مدى العقود الثلاثة الماضية.
أما بالنسبة لإسرائيل؟ سيتعين عليها أن تكتفى بدعم أقل حتى مما تلقته فى عهد بايدن، وإذا صوت شعبها على استبعاد حزب نتنياهو وانتخبوا زعيم حزب يسار الوسط، فقد يتم تسهيل عملية الانتقال بعيدًا عن الدعم الأمريكى.
وبالطبع سيتبع هذه الخطوات تقارب أمريكى روسى وتنحى كامل عن القضية الأوكرانية، نظراً لاحتياج الاقتصاد الأمريكى إلى الأراضى الروسية لتعزيز التبادل التجارى فى أى «مؤتمر سلام» تعقده هاريس مع روسيا.
مصير أفغانستان وكمبوديا وفيتنام الجنوبية يطارد اليوم الكيان المحتل، وهو ما تدركه تل أبيب بالفعل لذا يحاول فرض السيطرة الكاملة فى غزة، وربما فى لبنان، بارتكاب جميع المجازر الوحشية، لفهمها الكامل بأن تلك هى الفرصة الأخيرة لها، قبل فقدان إمكانية الوصول إلى الدعم العسكرى والسياسى الأمريكى فى ظل إدارة هاريس.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.