فرحة عارمة تملكت الحكمة الدولية المصرية شاهندة المغربى، فور إعلان لجنة الحكام بالاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا»، اختيارها لأول مرة ضمن قائمة الحكام لإدارة مباريات كأس العالم للسيدات تحت 20 عامًا فى كولومبيا التى ستقام خلال الفترة من 31 أغسطس حتى 22 سبتمبر؛ وذلك بمشاركة 24 دولة. الفراشة المصرية شاهندة الشهيرة بكولينا، تمتلك تاريخًا رائعًا مع كرة القدم، حيث مارست اللعبة كلاعبة وانتقلت إلى عالم التحكيم فى بداية موسم 2014-2015، وشاركت فى مباريات بالدورى الممتاز بدعم من كبار التحكيم المصرى عصام عبدالفتاح وجمال الغندور وأحمد الشناوى وغيرهم.. هنا حوار معها. كيف كانت بداية المشوار؟ فى بداية المشوار بالتأكيد الأمور تكون صعبة، ومع التحكيم الأمور أغرب للبنت التى تقدم على الإبحار فى هذا المجال.
بدأت حياتى فى التحكيم، بإدارة مباريات الكرة النسائية، سواء للناشئات أو الكبار، ثم بعد ذلك بدأت تدريجيًا، فى إدارة مباريات الرجال فى دوريات الناشئين، ثم بعد ذلك ظهرت مطلع موسم 2017 فى دورى الدرجة الرابعة والثالثة. بالتأكيد تعرضت لمواقف محرجة وغريبة مثل باقى المحكمات، فما هى؟ أنا مثل الجميع، كنت أتعرض لتعليقات سلبية من اللاعبين حين تُسند إلى إدارة مباراة فى دورى كرة القدم فى القسم الثالث أو الثانى للرجال، وكنت أتفهم جيدًا ما يتردد وما يظهره اللاعبون، لكنى كنت أتعامل مع هذه المواقف من خلال الرد فى الملعب والاجتهاد فى اتخاذ قرارات صحيحة وحاسمة. ماذا يمثل لك أنك أول فتاة تدير مباراة فى الدورى المصرى؟ شعرت بتحدٍ كبير كأول فتاة حكم ساحة فى الدورى المصرى، وعندما أطلقت صافرة قيادة مباراة سموحة وفاركو فى الجولة 34 والأخيرة من دورى الموسم الماضى، كنت أشعر أننى طائر، وكنت أشعر أننى فى امتحان لأثبت كفاءتى، وأن المرأة المصرية قادرة على القيام بكل الأعمال الصعبة.. ولا ننسى هنا تقديم الشكر لكل إخوتى الحكام الكبار الذين وقفوا بجانبى حتى أجتاز هذا الاختبار القوى بمعلومة، وبالنصائح. من تشجعين فى الدورى المصرى؟ لا أشجع أى فريق مصرى، كونى حكمًا دوليًا لكرة القدم، فأحكم لجميع الفرق دون أى تحيز أو انتماء.. ولكن أشجع فريق ليفربول الإنجليزى، وأى فريق أوروبى يلعب له فخر العرب المصرى محمد صلاح. أغرب المواقف التى تعرضت له؟ سأقول موقفًا كوميديًا أولًا.. أحد المدربين تقدم لخطبتى خلال إحدى المباريات، اعتذرت له ومر الموقف بشكل لطيف.
الموقف الثانى صعب.. فى إحدى المباريات، قام أحد اللاعبين غير المصريين باللعب بعنف، قمت بتحذيره من التهور بعد تدخله بعنف ضد أحد اللاعبين، فقام بالبصق علىَّ، وبمنتهى القوة أشهرت فى وجهه البطاقة الحمراء فورًا. من أين جاءت شهرتك شاهندة كولينا؟ يرى البعض أننى موهوبة فى عالم التحكيم، وهو ما جعل كثيرًا من المتابعين يطلقون علىّ لقب «شاهندة كولينا»، نسبة للحكم الإيطالى الشهير بييرلويجى كولينا، نظرًا لقوة الشخصية والحياد والتحكم فى زمام المباراة التى أديرها. من قدوتك؟ بالتأكيد صديقتى الحكم نعمة رشاد، من فتحت الباب أمامى، والتى أدارت من قبل ديربى المحلة بين الغزل والبلدية للرجال، وحكمت مباراة نصف نهائى بطولة أفريقيا للسيدات 2016 بالكاميرون، وعلى مستوى الرجال هناك عدد كبير مثل الكابتن جمال الغندور، والكابتن عصام عبدالفتاح والكابتن أحمد الشناوى، والكابتن سمير عثمان، وعلى المستوى الدولى كولينا بالطبع. كيف تنمين قدراتك؟ بأساليب كثيرة.. الحفاظ على لياقتى البدنية والذهنية، ومتابعة التطور فى عالم التحكيم، ومشاهدة مباريات الدوريات الأوروبية، والعالمية. ما حلمك؟ بالتأكيد أسعى للنجاح فى مونديال الشباب بكولومبيا، وأن أشرف بلدى وأدير المباراة النهائية، كما أحلم أن أكون حكمًا رئيسيًا فى مباراة تجمع بين قطبى الكرة المصرية ناديى الأهلى والزمالك. بالمناسبة ما الفارق بين التحكيم المصرى والأجنبى؟ من وجه نظرى لا يوجد أى فوارق بين التحكيم المصرى والأجنبى، الحكام المصريون يعملون بجد، ويقومون بأداء عملهم بكل شفافية، ولكن البعض يفضلون الحكام الأجانب على المصريين لأسباب فى عقولهم وتعصبهم لعقدة الخواجة، رغم أن قانون التحكيم فى كرة القدم موحد ومطبق على مستوى العالم. بعض الحكام الرجال لا يتحملون انتقادات الجماهير والإعلام كيف ترين هذا؟ بالفعل التحكيم يقع تحت ضغوطات كبيرة، لأنه لا يرضى طرفى كل مباراة، فدائمًا الكل يرى أن فريقة مظلوم، وأن الحكم يقف بجوار منافسه، وهذا تفكير غير صحيح ونحن يجب ألا نقع تحت هذه الضغوط. من أشهر حكمات كرة القدم؟ هناك كثيرات مثل: الألمانية بيبيانا شتاينهاوس، البرازيليتان إيدينا ألفيس، وفرناندا كولومبو، اليابانية يوشيمى ياماشيتا، الإنجليزية إيمى إليزابيث فيرن، الرواندية ساليما موكاسانجا، الفرنسية ستيفانى فرابارت. بطاقة تعارف : الاسم: شاهندة سعيد المغربى مواليد محافظة الإسكندرية، 12 ديسمبر عام 1989 بدأت ممارسة كرة القدم فى عام 2004، فى نادى سموحة بالعصر الذهبى مع أسطورة التحكيم المصرى نعمة رشاد، ثم انتقلت لنادى الطيران، ومنه إلى مصر المقاصة. أصبحت حكمًا 2014 وحكمًا دوليًا باعتراف الفيفا عام 2017.
