أبرزها دعم الموازنة.. «الحكومة» تكشف مميزات مؤتمر الاستثمار المصري الأوروبي    يائير لابيد: نتحدث مع الجميع وسنسقط الحكومة الإسرائيلية    رسالة حاسمة من «التعليم» لطلاب الثانوية العامة بشأن امتحان الفيزياء    سميرة سعيد تنعى والدة ملك المغرب    مدبولي يثمن توقيع أول عقد ملزم لشراء الأمونيا الخضراء من مصر    محمد حلاوة: ثورة يونيو نقطة تحول تاريخية في مسار الدولة المصرية.. ولابد من تكاتف جميع قوى الشعب للحفاظ على مكتسباتها    استئناف مباراة منتخب ألمانيا ضد الدنمارك بعد التوقف فى يورو 2024    موعد مباراة سويسرا في ربع نهائي يورو 2024 بعد الفوز على إيطاليا    مانشستر يونايتد يفتح خط اتصال مع دي ليخت.. والأخير يحدد موقفه    أحمد موسى يكشف سر تأخير تشكيل الحكومة الجديدة    تحرير 13 محضرا تموينيا ضد مخابز بالفيوم لصرفهم وتهريبهم دقيق مدعم    يضم 124 باكية.. محافظة القاهرة تستعد لفتح سوق سوهاج للفاكهة بمصر الجديدة    متظاهرون يتوجهون لمقر نقابة العمال العامة في إسرائيل لإعلان إضراب شامل    السفير محمد حجازى: تزايد الصراعات العالمية لعدم الالتزام بقواعد الشرعية الدولية    رمضان عبد المعز: الصلاة على النبى تنصرك على آلام وأحزان ومصاعب الدنيا    وزير النقل يبحث مع وفد من كبرى الشركات الألمانية الموقف التنفيذي لعدد من المشروعات الجاري تنفيذها    أستاذ تمويل يوضح مكاسب مصر من ترفيع العلاقات مع أوروبا    مصرع شقيقين داخل بيارة صرف صحي ب ساحل سليم في أسيوط.. ما القصة؟    وفد شؤون الأسرى المفاوض التابع للحوثيين يعلن وصوله إلى مسقط    الأوقاف تعلن افتتاح باب التقدم بمراكز إعداد محفظي ومحفظات القرآن الكريم - (التفاصيل)    رئيس الوزراء يلتقي رئيسة منطقة شمال إفريقيا والمشرق العربي بشركة إيني الإيطالية    مبابي يختبر قناعا جديدا قبل مواجهة بلجيكا في أمم أوروبا    حدث في 8 ساعات|أخطاء في بعض أسئلة امتحان الفيزياء.. وموعد تشكيل الحكومة والمحافظين الجدد    بعد 8 أعوام.. الجامعة العربية تلغي تصنيف حزب الله "منظمة إرهابية"    حبس 20 متهماً بتهمة استعراض القوة وقتل شخص في الإسكندرية    وزير الصحة يبحث مع ممثلي شركة «إيستي» السويدية تعزيز التعاون في القطاع الصحي    «مياه الشرب بالجيزة»: كسر مفاجئ بخط مياه بميدان فيني بالدقي    ليفربول يحاول حسم صفقة معقدة من نيوكاسل يونايتد    مانشستر سيتي يخطف موهبة تشيلسي من كبار الدوري الإنجليزي    عمرو دياب يطرح ريمكس مقسوم لأغنية "الطعامة"    الداخلية تكشف ملابسات واقعة طفل الغربية.. والمتهمة: "خدته بالغلط"    بماراثون دراجات.. جامعة بنها الأهلية تحتفل بذكرى ثورة 30 يونيو    استشارية أمراض جلدية توضح ل«السفيرة عزيزة» أسباب اختلاف درجات ضربة الشمس    عرض أول لفيلم سوفتكس لنواز ديشه في مهرجان كارلوفي فاري السينمائي بالتشيك    إحالة أوراق المتهم بقتل منجد المعادي للمفتي    ننشر أسماء الفائزين في انتخابات اتحاد الغرف السياحية    المجاعة تضرب صفوف الأطفال في شمال قطاع غزة.. ورصد حالات تسمم    القاهرة الإخبارية: لهذه الأسباب.. الفرنسيون ينتخبون نواب برلمانهم بانتخابات تشريعية مفاجئة    جامعة سوهاج: تكليف 125 أخصائي تمريض للعمل بمستشفيات الجامعة    وفد من وزارة الصحة يتفقد منشآت طبية بشمال سيناء    برقية تهنئة من نادي النيابة الإدارية للرئيس السيسي بمناسبة ذكري 30 يونيو    مهرجان المسرح المصري يكرم الفنانة سلوى محمد على خلال دورته ال 17    عضو "طاقة النواب": مصر نجحت في عمل بنية تحتية جاذبة للاستثمار    الأهلى تعبان وكسبان! ..كولر يهاجم نظام الدورى.. وكهربا يعلن العصيان    ضحية إمام عاشور يطالب أحمد حسن بمليون جنيه.. و14 سبتمبر نظر الجنحة    بعد إحالته للمفتي.. تأجيل محاكمة متهم بقتل منجد المعادي لشهر يوليو    مصر تدعو دول البريكس لإنشاء منطقة لوجستية لتخزين وتوزيع الحبوب    الصحة: اختيار «ڤاكسيرا» لتدريب العاملين ب «تنمية الاتحاد الأفريقي» على مبادئ تقييم جاهزية المرافق الصيدلانية    مجلس جامعة الأزهر يهنئ رئيس الجمهورية بالذكرى ال 11 لثورة 30 يونيو    الصحة: الكشف الطبى ل2 مليون شاب وفتاة ضمن مبادرة فحص المقبلين على الزواج    كيف فسّر الشعراوي آيات وصف الجنة في القرآن؟.. بها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت    شرح حديث إنما الأعمال بالنيات.. من أصول الشريعة وقاعدة مهمة في الإسلام    الإفتاء: يجب احترم خصوصية الناس وغض البصر وعدم التنمر في المصايف    حظك اليوم| برج العذراء السبت 29 يونيو.. بشائر النجاح والتغيير بنهاية الشهر    حكم استئذان المرأة زوجها في قضاء ما أفطرته من رمضان؟.. «الإفتاء» تٌوضح    الأنبا باسيليوس يتفقد النشاط الصيفي بكنيسة مارجرجس ببني مزار    «غير شرعي».. هكذا علق أحمد مجاهد على مطلب الزمالك    البنك الأهلي: تجديد الثقة في طارق مصطفى كان قرارا صحيحا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار حضارات فى الرياض
نشر في صباح الخير يوم 14 - 12 - 2022

تكثف النشاط الرئاسى خلال القمة «العربية - الصينية» الأولى التى استضافتها العاصمة السعودية الرياض، ضمن ثلاث قمم شهدتها المملكة خلال أيام قليلة شملت «السعودية- الصينية»، و«الخليجية- الصينية».
وبخلاف الكلمة الرسمية لجمهورية مصر العربية للقمة، التقى الرئيس عبدالفتاح السيسى عددًا من الرؤساء والمسئولين على هامش القمة من أجل التباحث حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية، وكذا مناقشة آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية.
والتقى الرئيس فى الرياض مع صاحب السمو الملكى الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولى عهد المملكة العربية السعودية، الذى أكد اعتزاز السعودية بمسيرة العلاقات المتميزة التى تربط البلدين الشقيقين وما يجمعهما من مصير مشترك ومستقبل واحد، وحرص السعودية على دعم أطر التعاون الثنائى على مختلف الأصعدة، مع الإشادة بالجهود المصرية المساهمة فى إنجاح القمة «العربية - الصينية» الأولى.
وأعرب الرئيس السيسى عن تقديره لحفاوة الاستقبال، مؤكدًا أهمية اللقاء مع ولى العهد السعودى، لا سيما فى ظل هذا التوقيت الدقيق الذى يشهد العديد من التطورات المتلاحقة على الصعيدين الإقليمى والدولي، ومعربًا عن الاعتزاز والمودة التى تكنها مصر قيادةً وشعبًا للسعودية وللأواصر التاريخية الوثيقة التى تجمع بين البلدين، مع التأكيد على أهمية استمرار وتيرة التشاور والتنسيق الدورى والمكثف بينهما حول القضايا محل الاهتمام المشترك على أعلى مستوى، بما يعكس التزام البلدين بتعميق العلاقات الاستراتيجية الراسخة بينهما، ويعزز من وحدة الصف العربى والإسلامى المشترك فى مواجهة مختلف التحديات التى تتعرض لها المنطقة فى الوقت الراهن.
وتناولت المباحثات سبل تعزيز مختلف جوانب العلاقات الثنائية بين البلدين، لا سيما على الصعيدين الاقتصادى والاستثمارى، وتدشين المزيد من المشروعات المشتركة فى ضوء ما يتوافر لدى الجانبين من فرص استثمارية واعدة، فضلًا عن الاستغلال الأمثل لجميع المجالات المتاحة لتعزيز التكامل بينهما.

كلمة الرئيس السيسي في القمة العربية الصينية الأولي

كما التقى الرئيس عبدالفتاح السيسى، مع الرئيس شى جين بينج، رئيس جمهورية الصين الشعبية، حيث تقدم الرئيس بالتهنئة مجددًا على إعادة انتخاب الرئيس شى جين بينج أمينًا عامًا للحزب الشيوعى الصينى لفترة ثالثة، معربًا عن ثقته فى استمرار الصين فى المضى قدمًا على طريق التنمية تحت قيادته، والتطلع للعمل المشترك معه خلال الفترة المقبلة للارتقاء بالعلاقات بين الجانبين، خاصةً فى ظل روابط الصداقة التاريخية والممتدة التى تجمع البلدين والشعبين المصرى والصيني، مؤكدًا حرص مصر على تطوير التعاون المشترك على مختلف الأصعدة، سواء فى الإطار العربى الجماعي، أو فى الإطار الثنائى من خلال «الشراكة الاستراتيجية الشاملة» التى تجمع بين البلدين.
ومن جانبه، قدم الرئيس الصينى التهنئة للرئيس على التنظيم المصرى الرفيع المستوى للقمة العالمية للمناخ «COP 27» بشرم الشيخ والنجاح الكبير الذى حققته، مؤكدًا أن بلاده تعتز بعلاقاتها مع مصر وتسعى دائمًا للارتقاء بشراكتها معها فى جميع المجالات، وتوسيع وتنويع أطر التعاون المختلفة، فضلًا عن دعم مصر فى مسيرة التنمية الحالية بقيادة الرئيس، مشيرًا إلى أن مصر بها فرص واعدة للاستثمارات والشركات الصينية، ومن ثم هناك آفاق واسعة للارتقاء بالتبادل التجارى والتعاون الاقتصادى بين البلدين الصديقين.
وتناول اللقاء استعراض أوجه التعاون الثنائى بين البلدين، حيث أشار الرئيس إلى تكامل المبادرة الصينية «الحزام والطريق» مع جهود مصر التنموية، خاصةً المتعلقة بتنمية محور قناة السويس، وتطوير البنية الأساسية بالدولة، خاصة فى مجالات الطرق والموانئ البحرية والطاقة، كما أعرب الرئيس عن التطلع لتعزيز التدفقات السياحية الصينية إلى مصر، فضلًا عن تشجيع الشركات الصينية على تعظيم استثماراتها فى مصر، بما فى ذلك مجالات توطين التصنيع المشترك ونقل التكنولوجيا الصينية.
وشهد اللقاء تبادل الرؤى بالنسبة لتطورات الأوضاع فى الشرق الأوسط، فى ظل التحديات التى تواجهها المنطقة، حيث ثمن الرئيس الصينى الدور المصرى الرائد فى صون السلم والأمن والاستقرار فى المنطقة، خاصةً من خلال مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، أو عن طريق الجهود المصرية الفاعلة فى تحقيق التسوية السياسية لمختلف الأزمات فى محيطها الإقليمى، وهو الدور الذى تعول عليه الصين فى ترسيخ الشراكة الصينية - العربية.
لقاءات عربية
وعلى هامش القمة فى الرياض التقى الرئيس مع محمد شياع السودانى، رئيس وزراء جمهورية العراق، حيث جدد الرئيس التهنئة لأخيه رئيس الوزراء العراقى على نجاحه فى نيل ثقة البرلمان وتشكيل الحكومة، متمنيًا له خالص التوفيق فى أداء مهام منصبه، ومؤكدًا على التقدير الكبير للعراق حكومة وشعبًا والاعتزاز بالروابط الأخوية الوثيقة والتاريخية التى تجمع بين مصر والعراق، والحرص على دفع أطر التعاون الثنائى بين البلدين إلى آفاق أرحب.
كما أكد الرئيس على الثوابت الراسخة للسياسة المصرية بدعم العراق وتعظيم دوره القومى العربى، فضلًا عن تقديم الدعم الكامل للشعب العراقى على مختلف الأصعدة، ومساعدته على تجاوز كافة التحديات، لا سيما ما يتعلق بحربه على الإرهاب، واستعادة الأمن والاستقرار، سواء فى إطار آلية التعاون الثلاثى مع المملكة الأردنية الشقيقة، أو على المستوى الثنائى من خلال إقامة شراكة استراتيجية بين البلدين الشقيقين تعتمد على التكامل وتحقيق الأهداف التنموية المشتركة.
وأشار الرئيس الى أهمية الإسراع فى عملية تنفيذ المشروعات المشتركة بين مصر والعراق، بحيث تتواكب الإنجازات الاقتصادية مع نظيرتها السياسية بين الجانبين.
من جانبه، أكد السودانى تقدير بلاده للجهود المصرية الداعمة للشأن العراقى على كافة الأصعدة، والتطلع لتعزيز أطر التعاون مع مصر؛ سواء على المستوى الثنائى أو فى إطار آلية التعاون الثلاثى مع الأردن، وذلك للاستفادة من تجربة النجاح المصرية الملهمة على صعيد بناء مؤسسات الدولة وتحقيق التنمية المستدامة والمشروعات القومية ونقلها إلى العراق، خاصةً فى مجال البنية التحتية والطاقة الكهربائية، فضلًا عن تعزيز مجالات التعاون الاقتصادى والتجارى والاستثمارى، مع تثمين الدور المصرى الداعم للعراق والذى يمثل عمقًا استراتيجيًا لبلاده على المستويين الإقليمى والدولى، لا سيما فيما يتعلق بمواجهة التحديات المشتركة، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية.

لقاء الرئيس السيسي مع شياع السودانى رئيس وزراء العراق

كما التقى الرئيس السيسى مع الرئيس التونسى «قيس سعيد»، حيث أشاد الرئيس بتميز العلاقات الثنائية الأخوية بين مصر وتونس، متمنيًا كل التوفيق والنجاح للسلطة التنفيذية بتونس تحت قيادة الرئيس قيس سعيد فى إدارة الدولة خلال هذا المنعطف المهم من تاريخ الشعب التونسى الشقيق، ومؤكدًا حرص مصر على بذل المزيد من الجهد للدفع قدمًا بأطر التعاون الثنائى على شتى الأصعدة، لا سيما فيما يتعلق بتعزيز قنوات التواصل بين البلدين الشقيقين على المستوى الاقتصادى وتعظيم حجم التبادل التجارى وزيادة الاستثمارات البينية.
من جانبه، أكد الرئيس التونسى اعتزاز بلاده بما يربطها بمصر من روابط وعلاقات وثيقة على المستويين الرسمى والشعبي، مثمنًا ما حققته مصر خلال السنوات الماضية على الصعيد الداخلى من إنجازات فى مجالات الأمن والاستقرار والتنمية، فضلًا عن ثقلها السياسى البارز على الصعيدين الإقليمى والدولى، وما لذلك من انعكاسات إيجابية على العمل الأفريقى والعربى المشترك، وجهود التوصل لتسويات سياسية للأزمات القائمة بالمنطقة.
فى السياق ذاته، التقى الرئيس مع الفريق أول عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالى السودانى، حيث شدد الرئيس على ثبات موقف مصر من الحفاظ على أمن واستقرار السودان والحرص الدائم على دعم السودان إقليميًا ودوليًا وذلك فى إطار العلاقات الأخوية المتينة والأزلية بين مصر والسودان، التى تتطلع مصر لتعزيزها وتطويرها فى جميع المجالات خاصة على المستوى الأمنى والعسكرى والاقتصادى والتجارى.
كما أكد الرئيس دعم مصر الكامل لجهود مجلس السيادة فى تحقيق الاستقرار السياسى والأمنى فى السودان، وذلك انطلاقًا من الارتباط الوثيق للأمن القومى المصرى والسودانى، والروابط التاريخية التى تجمع شعبى وادى النيل.
كما أكد الرئيس دعم مصر للاتفاق السياسى الإطارى الذى تم توقيعه أخيرًا بشأن الفترة الانتقالية فى السودان، باعتباره خطوة مهمة ومحورية لإرساء المبادئ المتعلقة بهياكل الحكم فى السودان ودعم الدولة السودانية لإنجاح العملية السياسية عبر توافق سودانى خالص يضمن استقرار ورخاء السودان.
من جانبه، أعرب رئيس مجلس السيادة السودانى عن التقدير العميق الذى تكنه السودان لمصر على المستويين الرسمى والشعبى، واعتزازه بالروابط الممتدة التى تجمع بين البلدين الشقيقين، والتقارب الشعبى والحكومى الراسخ بين البلدين.
كما تم تبادل الرؤى فيما يخص تطورات ملف سد النهضة، حيث تم تأكيد التوافق حول الأهمية القصوى لقضية المياه بالنسبة للشعبين المصرى والسودانى باعتبارها مسألة أمن قومى، ومن ثم تمسك البلدين بالتوصل إلى اتفاق قانونى ملزم لعملية ملء وتشغيل السد، بما يحقق المصالح المشتركة لجميع الأطراف.
خطاب الرئيس
وفى كلمته للقمة «العربية - الصينية»، قال الرئيس: نعلم جميعًا، ما يجمع دولنا وشعوبنا، من روابط ممتدة عبر التاريخ فدولنا المجتمعة، أسست الحضارة الإنسانية الحديثة التى نعيشها حين ترافقت الحضارات الفرعونية، وحضارة بلاد ما بين النهرين، وغيرها من حضارات منطقتنا العربية، مع الحضارة الصينية القديمة لتمثل شموسًا بازغة، لترشد الإنسانية فى مهدها، وتساعدها على أن تخطو خطواتها الأولى.
وأضاف الرئيس: تعززت الشراكة بين شعوبنا وبلادنا، مع نهوض الحضارتين العربية والإسلامية فتلاقتا مع الحضارة الصينية العريقة، على قاعدة متينة وراسخة، من التواصل الإنسانى والثقافى والتجارى بما كفل تبادل الأفكار، وتلاقى الثقافات فقدمت بلداننا، منذ فجر التاريخ إلى العالم، مفهوم الدولة الوطنية بكامل أركانها وتمسكت فى سعيها نحو التقدم الحضارى، بالتوازن بين الجانبين المادى والروحى للوجود الإنسانى ثم خضنا معًا فى التاريخ الحديث، معارك متعددة، من أجل التحرر والاستقلال السياسى، ومن أجل التنمية وبناء الاقتصاد وما زلنا نعمل، على إقرار نظام عالمى أكثر عدالة، يتأسس على القيم الإنسانية وقواعد القانون الدولى وصولًا إلى التعاون «العربى – الصيني» المثمر، من خلال «المنتدى العربى - الصينى» وآلياته المختلفة.
وأكمل الرئيس: لقد تأسس التعاون العربى الصينى، على تعظيم المنفعة والمصالح المشتركة ومواجهة التحديات التنموية، وتعزيز التعاون «جنوب/ جنوب» وتقديم أولويات حفظ الأمن والسلم الدوليين وصيانة النظام الدولى، المرتكز على ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولى وإيجاد حلول سياسية سلمية للأزمات الدولية والإقليمية واحترام خصوصية الشعوب وحقها فى الاختيار، دون وصاية أو تدخلات خارجية ورفض التسييس لقضايا حقوق الإنسان وتعزيز حوار الحضارات وتقارب الثقافات والتعاون فى مواجهة تحديات التغيُّر المناخى وتفشى الأوبئة وانتشار أسلحة الدمار الشامل ومكافحة خطر الإرهاب والأفكار المتطرفة، كلما وجدت.. وأينما كانت.
وقال الرئيس: لعل من أخطر ما يواجهه العالم - وبخاصة الدول النامية – اليوم، هو أزمة الغذاء وتبعاتها وهو ما يدفعنا لتوثيق الشراكة «العربية - الصينية»، فى مواجهة هذا التحدى عبر تعزيز أطر التعاون متعدد الأطراف، لتطوير الاستجابة الدولية السريعة والفعالة، لحاجات الدول النامية والعمل فى إطار التعاون «جنوب - جنوب»، لتطوير الزراعة والصناعات الغذائية ونقل وتوطين التكنولوجيا، وبناء القدرات وتحسين البنية التحتية فى المناطق الريفية ونقل تكنولوجيا الزراعة ونظم الرى الحديثة المستدامة.

الرئيس السيسي مع الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني

وأوضح الرئيس: لقد أثقلت هذه الأزمات كذلك، كاهل دولنا وموازناتها الحكومية وهو ما يتطلب دفع المجتمع الدولى، لتخفيف عبء الديون على الدول، التى تعانى من ارتفاع فاتورة استيراد الغذاء والطاقة مع العمل على تعزيز النظام التجارى متعدد الأطراف، القائم على القواعد وإعادة صياغة أطر حوكمة الاقتصاد الدولى، والمؤسسات المالية الدولية، لتكون أكثر عدالة وشفافية فتشمل الجميع، ولا تستبعد الدول النامية وتكون أكثر استجابة، للتحديات التى تواجهها تلك الدول وأن يعاد تركيز مهامها، على تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وفى القلب منها «القضاء على الفقر».
وأشار الرئيس الى التحديات العالمية، قائلًا: رغم التحديات العالمية التى أشرت لبعضها، والاستقطاب الدولى الحاد، نجحت الرئاسة المصرية للقمة العالمية للمناخ «COP-27» فى إقناع المجتمع الدولى، بالتوصل إلى توافق حول عدد كبير من الأمور الحيوية على رأسها إنشاء صندوق الخسائر والأضرار والاتفاق على خطوات جادة، لتفعيل وتنفيذ التعهدات الدولية الخاصة بالتمويل إضافة إلى إجراءات التكيف والتخفيف، وذلك على نحو متوازن.
وقال الرئيس: إننى أثق فى أن تعاوننا جميعًا، طوال فترة الرئاسة المصرية - سواء ثنائيًا أو من خلال «منتدى التعاون العربى الصينى» - سيكفل تنفيذ التعهدات الدولية الخاصة بالمناخ وعلى رأسها، تلك المتعلقة بالتمويل من جانب الدول المتقدمة.
وأضاف الرئيس قائلًا، لن ندخر جهدًا، من أجل تعزيز ودعم الشراكات القائمة بيننا وعلى رأسها، الشراكة فى إطار مبادرات «الحزام والطريق» و«التنمية الدولية»، وما تحمله من فرص، لتعميق التعاون العربى - الصينى وزيادة فرص الاستثمار فى مختلف المجالات.
ودعا الرئيس إلى اعتبار انعقاد هذه القمة، بمثابة علامة انطلاق جديدة، للتعاون الاقتصادى بين العالم العربى والصين حيث إن الصين، ورغم كونها بالفعل الشريك التجارى الرئيسى، لعدد كبير من دولنا العربية فضلًا عما يجمعنا، من تعاون استثمارى جوهرى؛ فإن آفاق التعاون بين بلداننا، ما زالت رحبة وبإمكاننا تحقيق المزيد والمزيد، فى مجالات اقتصادية وتنموية وتكنولوجية عدة.
وقال الرئيس، إن آفاق التعاون العربى - الصينى، وفرص تطويره لا تقتصر فقط على الشق الاقتصادى والتنموى بل تمتد إلى الآفاق السياسية والثقافية، فقد كانت السياسات الصينية المتوازنة، تجاه مختلف القضايا العربية بشكل عام وتجاه القضية الفلسطينية بشكل خاص ودعم الجانب الصينى للحق الفلسطينى المشروع، فى إقامة الدولة الفلسطينية، على خطوط الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها «القدس الشرقية» محل تقدير واحترام بالغين فى العالم العربى.
وأضاف الرئيس: لقد بادلت الدول العربية تلك المواقف الصينية المتزنة والداعمة بمواقف مساندة للصين، ومتفهمة لقضاياها وشواغلها.. وإن هذا التقارب فى الرؤى والمنطلقات، يشجعنا على المزيد من التنسيق، إزاء مختلف القضايا الدولية والإقليمية، ذات الأولوية لكل منا واستنادًا على قاعدة احترام سيادة الدول، وعدم التدخل فى الشئون الداخلية يمكننا التعاون لبحث سبل معالجة الأزمات، فى سوريا وليبيا واليمن، وغيرها من الملفات وفى مواجهة الإرهاب بكافة صوره وأشكاله وإنهاء معاناة الشعوب، وإحلال الأمن والسلام، وتقديم أولويات التنمية على الصراع والتنازع..
واكد الرئيس على قضية الأمن المائى قائلًا: أعيد التأكيد مرة أخرى، على قضية، أثق أنها تؤرقنا جميعًا لما تحمله من قيود على التنمية وتفرضه من مخاطر، ترقى إلى حد التهديدات الوجودية ألا وهى قضية «الأمن المائى العربى».. مضيفا، أدعو إلى وضع هذه المسألة، على رأس أولويات تعاوننا المستقبلى، ضمن منتدى «التعاون العربى الصينى» وبحث كيفية التعاون لمواجهة هذا التحدى بمختلف الأدوات التكنولوجية والاقتصادية، والسياسية..
وقال الرئيس: أجدد الدعوة للأشقاء فى إثيوبيا، إلى الانخراط بحسن النية الواجب مع مصر والسودان، للتوصل إلى اتفاق قانونى ملزم يؤمن للأجيال الحالية والمستقبلية حقها فى التنمية ويجنبها ما يهدد استقرارها وأمنها وسلامتها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.