في ظل الأوضاع الحالية التي قلبت الحياة في مصر رأسا علي عقب .. قرر بعض منتجي الأعمال التليفزيونية تأجيل أعمالهم الفنية للعام القبل خشية فشلهم في تسويق هذه الأعمال وبالتالي الخسارة المادية الفادحة فيما قرر البعض الآخر المجازفة وبدء التصوير استعدادا لعرض أعمالهم في رمضان المقبل. المنتج محمود شميس: الأحداث الأخيرة ستلقي بظلالها علي نوعية الموضوعات التي يتم تناولها في الأعمال التليفزيونية. في البداية نفي المنتج محمود شميس - شركة عرب سكرين - الشائعات التي ترددت مؤخرا حول تفكير الشركة في الانسحاب وعدم تقديم الأعمال التي تعاقدت عليها.. موضحا: كل ما نشر بخصوص تراجع الشركة عن تعاقداتها في الفترة المقبلة لا أساس له من الصحة لأن خطة الشركة لم يتم تغييرها، أي أن الشركة سوف تقدم هذا العام مسلسل ''كيد النسا'' للفنانتين سمية الخشاب وفيفي عبده والمقرر استكمال تصويره في الأسبوع الأول من مارس المقبل ومسلسل «ابن البلد» للمطرب تامر حسني في أولي تجاربه مع الدراما التليفزيونية والمقرر استكمال تصويره في منتصف مارس. وأضاف: المؤكد أن الأحداث ستلقي بظلالها علي الدراما التليفزيونية بشكل كبير سواء في نوعية الموضوعات التي يتم تناولها في الأعمال الفنية أو العقود الخاصة بالعملية الفنية أو في أجور النجوم الكبار، أي أن حالة الركود الحالية فرضت بالتبعية تخفيض كل ما يتعلق بالعملية الإنتاجية بنسبة 25 بالمائة، ولابد من تضافر جميع العاملين في الحقل الفني لكي تستمر العملية الفنية دون أي مشكلات أو معوقات، أما دون ذلك فالتوقف الإجباري عن الإنتاج سيكون مصير المنتجين وبالتالي سيتوقف الفنانون عن العمل بالتبعية. وأكد شميس: لا توجد نية لدي الشركة لإقحام الأحداث الأخيرة المتعلقة بثورة 25 يناير وتغيير السيناريوهات الخاصة بالمسلسلين المقرر عرضهما في رمضان المقبل إضافة إلي أن الوقت أصبح قليلا لتقديم عمل متكامل عن ثورة 25 يناير التي تستحق وقتا أكبر حتي لا يتم «سلقها» من خلال عمل ضعيف القيمة الفنية. وأفاد المنتج المصري: تأثير الأحداث الأخيرة لم يتوقف عند مسألة الإنتاج الفني لكنه امتد عند مسألة التوزيع الفني التي نخشي تأثرها خاصة في دول الخليج باعتبارها السوق الحقيقية لتوزيع وتسويق الأعمال الدرامية المصرية، أما بالنسبة لمسلسلي «كيد النسا» و«ابن البلد» فلا توجد أي مشاكل في مسألة توزيعهما وتسويقهما خارج مصر. المنتج صفوت غطاس: الرؤية الآن غير واضحة الملامح في سوق الدراما من جهته نفي المنتج صفوت غطاس - منتج مسلسل «فرقة ناجي عطا الله» نية الشركة في تأجيل تقديم العمل للعام المقبل .. قائلا: بعد توقف الإضرابات التي قام بها عمال الاستوديوهات مؤخرا قررت الشركة استئناف تصوير المسلسل الأسبوع الجاري لعرضه في رمضان المقبل، ولا توجد أي نية لتأجيله أو تغيير في خطة العمل الخاصة بالمسلسل، لكن الرؤية الآن غير واضحة الملامح في سوق الدراما، ولا أحد يستطيع معرفة ما سيحدث في الفترة المقبلة خاصة بعد توقف القنوات الفضائية المصرية عن شراء المسلسلات التليفزيونية. وأفاد غطاس: لا يوجد أي اتجاه لتغيير السيناريو الخاص بالمسلسل الذي تم الانتهاء من كتابته قبل اندلاع ثورة 25 يناير وتم البدء في تصويره أيضا، أما فيما يتعلق بالأجور فالمتوقع أن تختلف في ظل الأوضاع الراهنة كذلك عملية التسويق، وعلي كل حال فإن تغير طبيعة الموضوعات التي تتناولها الأعمال الدرامية ربما يكون في الأعوام المقبلة. المنتج جمال العدل: المتوقع أن تقل القيمة المادية للتعاقدات والأجور الخاصة بصناع الدراما التليفزيونية من ناحيته كشف المنتج جمال العدل - شركة العدل جروب- عن خطة الشركة في الفترة المقبلة بقوله: خطة الشركة هذا العام تتضمن تقديم مسلسلي «الشوارع الخلفية» و«الراقصون في النار» اللذين لا يزالان تحت الكتابة ومع اتضاح الرؤية بشكل نسبي قررت الشركة فور انتهاء كتابتهما والاستقرار علي أبطالهما البدء في التصوير في أقرب وقت ممكن لكن ليس بنفس القيمة المادية السابقة للتعاقدات والأجور الخاصة بصناع الدراما التليفزيونية سواء مؤلفين أو ممثلين أو مخرجين أو غير ذلك، وفي حال تعثر إنتاج أي العملين «لا قدر الله» فأعتقد أن الظروف الصعبة الحالية تبيح لأي شركة إنتاج إلغاء تعاقداتها أو التوقف عن إنتاج أعمالها إلي حين تحسن الأوضاع. والتقط أطراف الحديث مدحت العدل مؤلف سيناريو «الشوارع الخلفية» قائلا: سيناريو المسلسل لا يزال رهن الكتابة، والسيناريو لن يتم تغييره لأن له علاقة وثيقة بثورة 25 يناير، لكن في عام 1935 الذي مات فيه عبد الحكم الجراحي وخصص يوم وفاته كإعلان لليوم العالمي للشباب وبالتالي تقترب أحداثه من الأحداث التي تمر بها مصر الآن وأجدها مواكبة تماما. وأضاف: المؤكد أن أحداث 25 يناير سوف تكون ملهمة لكل كتاب ومؤلفي الدراما التليفزيونية لتقديم إبداع فني حقيقي في الفترة المقبلة، لكن هذا الأمر يحتاج إلي فترة طويلة للتأمل في الواقع حتي يتم إنتاج مشروع فني قوي يعكس أهمية هذه الثورة البيضاء، خاصة في هذه المرحلة الهامة في تاريخ مصر. المنتج عصام شعبان: لا يمكن المجازفة أو المخاطرة بإنتاج أي أعمال فنية في الفترة الحالية وفي سياق متصل أشار المنتج عصام شعبان - شركة كينج توت للإنتاج الفني - إلي نقطة مختلفة: لا يمكن المجازفة أو المخاطرة بإنتاج أي أعمال فنية في الفترة الحالية التي أجدها فترة صعبة للغاية، لذلك قررت الشركة تأجيل إنتاج المسلسلات التي كان مقررا أن تنتجها الشركة هذا العام وبدأ تصويرها بالفعل وهي «سمارة» لغادة عبد الرازق و«قضية معالي الوزيرة» لإلهام شاهين و«بين الشوطين» لنور الشريف لأن الأمور لم تتضح حتي الآن ولا أحد يعرف ماذا سيحدث غدا، وأعتقد أن عودة الأوضاع إلي الاستقرار سوف تستغرق وقتا طويلا ولا سبيل لدينا سوي الانتظار حتي إشعار آخر أي حتي تتحسن الأوضاع وتعود الحياة إلي طبيعتها مرة أخري. أما يوسف عثمان - المسئول عن الإنتاج بمدينة الإنتاج الإعلامي - فأكد عدم وجود تغيير في خطة المدينة المتعلقة بمسلسلي ''عريس دليفري'' لهاني رمزي و''ابن موت'' لخالد النبوي .. معتبرا: رغم الحالة الهلامية الموجودة الآن في سوق الدراما إلا أن خطة الشركة لم تتغير، وهناك اتجاه قوي لمدينة الإنتاج الإعلامي لتقديم عدة أعمال درامية أخري تتناسب مع المرحلة القادمة ولا تقل في المستوي الفني عن الأعمال التي قدمتها من قبل، وأعتقد أن هذا الاتجاه مطلوب الآن في ظل عدم وجود خطة إنتاج واضحة المعالم لشركة صوت القاهرة أو قطاع الإنتاج.