«الولا ده الولا ده الولا ولا ولا مين، الحلو ده الحلو ده كلنا كلنا حلوين، الولا ده لما بيمشى الدنيا تقوم ولا تقعدشى، على نظرة عينه مانقدرشى، جراحة عيونه تقول سكاكين».. «افرض مثلا.. مثلا يعنى إنى خاصمتك يوم، ما أنت تاعبنى ومغلبنى ومنسينى النوم».. « لولاكى.. لولا لولا لولا.. لولاكى لولا لولا.. لولاكى ما حبيت، لولاكى ما غنيت، لا الشمس تطلع لا لا لا، بدر السما عالى، لا القلب يعشق لا لا لا، لا القلب يعشق ليا عزيز غالى».. «يا من ملك روحى بهواه روحى بهواه، الأمر لك طول الحياة طول الحياة، الماضى لك وبكرة لك وبعده ليك». « يلا يا أصحاب بينا نسهر بينا نفرح، يلا فى أحلى ليلة فيها شجر الحب يطرح».. «رافضك يا زمانى يا أوانى يا مكانى.. أنا عايز أعيش فى كوكب تانى، فى عالم تانى فى لسة أمانى، فى الإنسان لسة إنسان عايش للتانى». ألوان جديدة متعددة من الأغانى والألحان أنتجها فنانو الثمانينيات، نقلت الطرب إلى مساحة جديدة عما كانت عليه فى السبعينيات وما قبلها. «نهاية عهد الجمهور بالمطربين الكبار كانت فى السبعينيات زى فريد الأطرش وأم كلثوم وعبدالحليم حافظ، وبدأ الجمهور يحس بفراغ فى الساحة الغنائية، فظهر جيل جديد بشكل جديد من الغناء قدر يجذب الجمهور له مرة تانية.. أمثال محمد وعلى الحجار ومدحت صالح ومحمد الحلو». هكذا بدأ د.زين نصار، أستاذ النقد الموسيقى بأكاديمية الفنون، وصفه لموسيقى وأغانى الثمانينيات، ونجومها ومنهم أيضا عمرو دياب وإيهاب توفيق وعلاء عبدالخالق وعمر فتحى ومحمد فؤاد وحمدى بتشان وحنان ومنى عبد الغنى وحنان ماضى وغيرهم، مؤكدا أنهم حققوا نجاحا جماهيريا كبيرا فى عصر الكاسيت، لأنهم قدموا نوعا جديدا من الغناء. «الأصدقاء والفور إم» تألقت الفرق الغنائية وقتئذ وأشهرها «الأصدقاء» التى أنشأها الموسيقار عمار الشريعى، على شاكلة الفرق الأجنبية التى ظهرت آنذاك، وأنتج لهم أكثر من ثلاثين أغنية، وغنى فى الفرقة علاء عبدالخالق، منى عبدالغنى، حنان، الذين غنوا «حبيبتى بتعلمنى أحب الحياة، هنغنى، مع الأيام، الموضات». وفرقة الفور إم، التى أسسها نهاية السبعينيات الراحل عزت أبوعوف وشقيقاته الأربع، واتسعت شهرتها فى الثمانينيات، وقدمت أغانى التراث المصرى بتوزيع موسيقى مختلف وصياغة جديدة، فكانت «الليلة الكبيرة، لا عجبك كدة ولا كدة، قولى ولا تخبيش يا زين، ودبدوبة التخينة» ثم قدمت 8 ألبومات وصلت شهرتها أرجاء الوطن العربى. ورغم أن محمد منير بدأ فى السبعينيات، لكن يتوقف عنده د.نصار مؤكدا أن تألقه وانتشاره كان فى الثمانينيات، التى أصر خلالها بذكاء على تقديم لونه الغنائى الخاص معبرا عن ثقافة أهل النوبة وموسيقاها التى لم يعرفها القاهريون. الموسيقى التصويرية المتطورة «المؤلفون الموسيقيون المصريون تمكنوا من تطويع آلات الموسيقى الغربية لصالحهم، خاصة فى الموسيقى التصويرية التى قامت عليها أفلام السينما المصرية والأعمال التليفزيونية، وتمكن المؤلفون أمثال إبراهيم حجاج وفؤاد الظاهرى وعلى إسماعيل وغيرهم، ممن درسوا الموسيقى العربية والعالمية دراسة دقيقة، من تحويل الأوركسترا الغربى إلى عازفين للموسيقى العربية بجدارة، وهو ما عرف بالموسيقى المصرية المتطورة». بحسب نصار. الرقابة قبل الفضائيات والنت لكن الملحن حسن اش اش، يشير إلى ما عاناه الفنانون خلال الثمانينيات من الرقابة على ما يقدم من فنون استعراضية وغنائية، على الكلمات والشكل النهائى للاستعراض، تلك الرقابة التى تمكنت من شركات الإنتاج، قبل التطور الرقمى وانتشار الفضائيات وعالم الإنترنت. كانت هناك لجان مشاهدة واستماع بماسبيرو، فلم يتمكن أى مطرب من الغناء وممارسة هذه الحرفة إلا بموافقة خبراء المجال، فلم تكن الأغانى أغانى «إفيه»، بحسب وصفه، «كان المطرب بيروح للملحن ويقوله عايز أغنية فيبدأ الملحن يتواصل مع المؤلف لتحضير أغنية تناسب آداء وطبيعة المطرب ولونه الخاص». ليالى التليفزيون وأضاف إش إش أن الاعتماد على الآلات الموسيقية الأصيلة كان الداعم لمطرب الثمانينيات، وهو ما لا نجده الآن بعد التطور الرقمى التكنولوجى واللعب فى الأصوات الطبيعية وطغيان المؤثرات الصوتية على الأغنية لإخفاء عيوب صوت مقدمها. «لم يكن هناك فضائيات، فالاعتماد على الإذاعة كان الأساس للاستماع إلى مطربى هذه الحقبة بألوانها المختلفة، وليالى التليفزيون وأضواء المدينة التى ينتظرها الجميع وكأنها سهرة عائلية احتفالية». ويقسم إش إش حقبة الثمانينيات إلى مدرستين، الأولى التى حاول فيها المطربون المزج بين الأغانى الطربية والنمط الشبابى الجديد، متأثرين بأداء المطربين فى الحفلات ويظهر ذلك بحفلات محمد الحلو وعلى الحجار. والثانية الموسيقى التى قدمها حميد الشاعرى وعلى حميدة صاحب الأغنية الأشهر على الإطلاق بهذا التوقيت «لولاكى» والتى لاقت نجاحا شعبيا كبيرا وترجمت وقتها لست لغات، كما احتلت المرتبة الثالثة عالميا بعد أغانى مايكل جاسكون. ومن بعدها أطلق على أغانى إيهاب توفيق ومدحت صالح وهشام عباس ومحمد محيى «الأغنية الشبابية»، للأجهزة الحديثة كالأورج وما عرف بالسيكونس التى دخلت إلى عالم الموسيقى والتى يعتمد عليها باقى رتم الأغنية، فأحدثت نوعا جديدا من الموسيقى مختلفا عن الوتريات المعهودة فى العقود الماضية. اختفت «اللزمة الموسيقية» كما أطلق عليها إش إش، وهى المقدمة الموسيقية للأغنية الطربية القديمة قبل بدأ الأغنية. ويصف الملحن الكبير حلمى بكر، جيل الثمانينيات بجيل «الوسط» الذى انحصر بعنق الزجاجة الآن، فليس باستطاعته العودة لما قدمه ببداياته، وغير قادر على مسايرة النمط الحالى، فأصبح تواجدهم الآن اسما وليس فنا كما قال، فظهورهم كان فى مرحلة «بين البينين» هكذا وصف.