شعر : عمار الفار ريشة : فاطمة حسن عجوزة قاعدة تحت السور وبتعيط بصوت مسموع وأنا ماشى على شغلى قولت أشوف إيه الموضوع قالت لى يا بنى أنا فعرضك الولاد هاتموت م لجوع أبوهم ابنى غاب عنى ومش باينله يا بنى رجوع طابور ساعتين وأنا صابره لحد ما جالى ضربة كوع وأنا مش حمل دى مهابره ونَفَسِى يا بنى راح مقطوع عشان رغيفين ورحت الفرن طوَّالى أجيب لها عيش لاقيت الفرنه مزحومه تقولش الجيش ولا شوفتش رغيف طالع ولا نازل ولا راجع حاولت أدخل على الشباك لاقيت الألف ميت مانع وشدونى وشتمونى وزنقونى وفعصونى ووقعت الأرض وداسونى عشان رغيفين وقلت يا واد خلاص هانت وش الفرنه أهى يا بنت ولحظة دخولى خلاص حانت ولما ناديت على الشباك صاحب الفرن استقبلنى بكلامه الحلو راح قاللى. يا زباله يا ولاد الكلب يا لمامه وطبعا مش قاصده يزعلنى خدت الشتمه فى جنابى وبلعت ساعتها أنا لسانى عشان رغيفين عنها وجه بتاع التموين قلت القطر هايدوسهم إن شاالله فداهيه.. يا رب آمين لاقيت الباشا بيبوسهم وولاد الست يا ناس جعانين والباشا حرامى وفاكره معين جاته زفت يعوصو ويعوصهم وعدَّا ساعات وأنا واقف عشان رغيفين وجبت رغيفين بالتيله وهدومى يا ناس بقت نيله ولا تنفع فيها الحيله يا فرنه جعانه وبخيله وكل دا عشان رغيفين والعجوزه اللى تحت السور خرجت لاقيتها يا ناس ماتت أحرَّك فيها ولا حركه أنادى عليها ما تردش خدت تأشيرة الآخره خلاص ماتت وفإيدى العيش. يا ناس رغيفين ولا عارف لها عنوان ولا أتعرَّف عليها إنسان فتشت جيوبها مالقيتش غير نص جنيه ولا بطاقة ولا كارنيه ولا عنوان ناخدها عليه ما تقول يا وطن . حلك إيه زعلان منك يا وطن فقيرك ليه من غير كفن ومالوش كمان عنوان سكن وحاله مهين وشكله كئيب ويموت فى وسط بلده غريب جعان عشان رغيفين