خلال ساعات البقاء بالمنزل، التزاما بإجراءات منع انتشار كورونا، يشعر الكثيرون بملل وضيق، لكن البعض قرروا أن يكسروا هذا الحاجز الصحى، ليكتشفوا ذواتهم ، ويمارسوا هواياتهم، وأيضا تعلم أشياء ظلوا يرجئونها لأوقات طويلة، وكله فى البيت. علا: لقيت نفسى مع الجيتار قررت المحاسبة بإحدى الشركات الخاصة، علا محمد، ذات ال 29 عاما، أن تتعلم شيئا كانت تريد أن تتعلمه منذ أعوام وبسبب ضغط الشغل أجلت البداية، «حلمى تعلم العزف على الجيتار، لا أريد أن أضيع وقتى فى مواقع التواصل الاجتماعى ومتابعة كورونا، فذهبت لتعلم الجيتارعن طريق دورات تدريبية أونلاين وأيضا الدروس الموجودة على يوتيوب». علا تطهر المكان الذى تجلس فيه ثم تفتح اللاب توب. وتتابع «الدورة التدريبية» أحيانا تأخذ معظم وقتى لأنى أريد أن أتعلم أكبر كم من طرق العزف لكى لا أتكاسل حين أرجع للعمل مرة أخرى لأنى أصبحت مرتبطة بالجيتار بشكل كبير، وعندما أنجح فى تكوين لحن مسموع أشعر أننى أفيد نفسى وأننى فى فترة عزلة عن أصدقائى وعائلتى لكى أجد نفسى مع عزف الجيتار، وقمت بتحميل الكثير من الكتب الأونلاين عن تعلم العزف على الجيتار وأقوم بقراءتها». بدأت علا بتعلم أساسيات العزف والجلسة الصحيحة ومرتبة القدم ونقاط التلامس وشكل الأظافر المطلوبة للعزف وضرب الوتر وضربة الإسناد وإتقانها. وانتقلت لتعلم ضرب الأوتار مع بعضها البعض كى تصدر نغمة خاصة، والآن بدأت فى تعلم قراءة النوتة الموسيقية لكى أعرف ما هى الطريقة الصحيحة للعزف. هادى: من مدرس لطباخ بريمو بعكس علا جاء هادى محمد، صاحب ال 34 عاما ، مدرس اللغة الإنجليزية بإحدى المدارس الخاصة، والذى شعر بملل بعد قرار تعليق الدراسة، وأيضا توقف الدروس الخصوصية، فقرر أن يركز فى هوايته، وأن يتغلغل أكثر فى طهى أصناف من الأكل، فبدأ بمساعدة زوجته فى المطبخ وأيضا بدأ بتعلم بعض المأكولات واكتشف نفسه ومهارته فى الطبخ فأصبح يعمل الكثير من أصناف الحلوى والحادق وتفوق على زوجته فى بعض الأكلات فقالت له «له أنت بتطبخ أحسن منى بقيت طباخ بريمو». آية تتعلم اللغة اليابانية من الإنترنت أما آية رزق، الطالبة بكلية الفنون الجميلة، فقررت الاستفادة من وقت حظر التجوال فى تعلم اللغة اليابانية لأنها تحب الثقافة اليابانية وكانت معظم الوقت تشاهد مسلسلاتهم وأيضا أفلامهم. آية بدأت رحلة تعلم أساسيات اللغة اليابانية بتحميل كتب المستوى الأول فى تعلم اللغة، وأبلكيشن العاب خاصة بتعلم اللغة اليابانية لكى تمارسها معظم الوقت، بالإضافة أنها قامت بتحميل الكثير من الروايات من الإنترنت، كانت تنوى من قبل أن تقرأها خلال إجازة نهاية العام، فبدأت فى قراءتها وانتهت من قراءة 3 روايات وأيضا قامت برسم لوحة كاملة قائلة «أنا مبسوطة بالإنجاز إللى وصلتلة فى الإجازة دى». كورشيه للبنات تجربة إلهام أحمد، التى تعمل موظفة فى الشهر العقارى، تجربة مختلفة، فبعد جلوسها بالمنزل بسبب كورونا تعرفت أكثر على أولادها وعلى مشاكلهم واقتربت منهم بشكل كبيرقائلة «اليوم كان بيخلص فى شغلى والدروس وتدريب النادى فكل هذا جعلنى أبتعد عن بناتى، «بدأت فى تعليم بناتى اللاتى لم يتجاوزن 15 عاما الكورشيه لكى لا يشعرن بالملل، نظمنا الوقت بين تعلم الكورشيه وقراءة القصص والجمباز حتى لا ينسوا التدريبات التى أخذوها أو جسمهم يتغير بسبب قعدة المنزل، هذا طبعا مع المذاكرة». احذر الوسواس القهرى وتنصح د. هناء أحمد، إخصائية الأمراض النفسية، بعدم المبالغة فى الخوف من فيروس كورونا لأنه يضعف جهاز المناعة ويجعلنا أكثر عرضة للفيروس، وأيضا يؤثر على الجهاز التنفسى وكل أجزاء الجسم ولأن العامل النفسى يلعب دورا مهما فى الإصابة بالأمراض، بسبب القلق و التوتر. وحذرت هناء، من الخوف المبالغ فيه من الإصابة بفيروس كورونا ، الذى قد يتحول لدى بعض الناس إلى الوسواس القهرى والقلق، الذى يتمثل فى غسل اليدين بشكل مفرط، والإفراط فى استخدام الكحول والكلور مما يضر الجلد بشكل كبير. ونصحت دكتورة هناء المواطنين بممارسة نشاطات تقلل من القلق والهلع بسبب فيروس كورونا، وقبلها التقليل من فترة متابعة الأخبار أو مشاهدة برامج التلفاز ومتابعة وسائل التواصل الاجتماعى، لصالح تخصيص وقت لتنظيف المنزل باستمرار لتعزيز الراحة النفسية، ويمكن تعلم لغة جديدة عن طريق تطبيقات الموبايل أو اليوتيوب، وأيضا زيارة المتاحف حول العالم دون أن تغادر منزلك عن طريق الهواتف الذكية وخاصية Google arts & culture التى تمكنك من التجول خلالها عبر مجموعة من المتاحف الدولية فى باريس وحتى نيودلهى ، أو قراءة الرويات من خلالها تنزيلها من الإنترنت أو بشكلها الورقى، إذا كانت متوافرة فى مكتبة المنزل أو أى كتب تحبها، وأيضا ممارسة الرياضة من الأشياء المهمة فى هذه الفترة لأنها تقوى المناعة، والنوم ساعات كافية لتعزيز جهاز المناعة وتقويته.
