أثناء تجولنا فى ميدان التحرير وجدنا شباباً رائعاً متفرقين فى الشوارع وإرشادات المرور يمسكون لوحات إرشادية صنعوها بأنفسهم وجدناهم منهمكين بالفعل فى عملهم فالبعض يقص اللوحات الورقية الكبيرة إلى مربعات وآخرون يكتبون نصائح وإرشادات و الباقون يمسكون باللوحات وبحب كبير وابتسامة صافية من أعماق القلب يتجولون بها حول البشر ووسط إرشادات المرور ويتعاون معهم كل من يرهم.. فتحدثنا مع هؤلاء الشباب. فقالت سالى وجيه طالبة فى الفرقة الثانية بكلية الإعلام: بعدما تنحى الرئيس أردت أن أقوم بفعل شىء إيجابى حتى وإن كان هذا الفعل بالكلمة وبعد تفكير عميق توصلت إلى أن أقوم أنا وزملائى بعمل لوحات كل لوحة تضم نصيحة أو إرشادا ما ونتجول بها فى الشوارع المزدحمة وأمام محلات وعلى الكورنيش وأنا أرى أن هذه الفكرة فعالة أكثر من اليافطات الثابتة فنحن نتفاعل مع البشر وإذا وجدنا أحدهم مخالفاً نرجو منه أن يلتزم بشكل لطيف ولائق وعندما يرانا الناس سيشعرون بالخجل بأن يفعلوا أى فعل مشين بدأنا بكتابة بعض النصائح عند إشارات المرور مثل «ماتكسرش الإشارة» أو «ماتمشيش عكس» أو «برجاء الالتزام بقواعد المرور» وفى الأماكن المزدحمة أو أماكن الأكل والحدائق نقف بإشارات مختلفة مثل «لاتقطف الزهور»، لا تلقى القمامة على الأرض» «نظف مكانك قبل المغادرة» وهكذا كل لوحة نخصص لها المكان المناسب. بلدك أمانة فى ايديك واشترك محمود عبد الحسيب قائلا: أعجبت جداً بالفكرة التى اقترحتها سالى واقترحت عليها أن نقوم بعمل جروب على الفيس بوك وبالفعل قمنا بعمل جروب اسمه «الشهيد» واخترت هذا الاسم لنذكر الجميع بأن هناك شهداء ماتوا من أجل أن يعيش غيرهم حياة كريمة وإن الدور الآن على أن نغير مابأنفسنا وأن كل من كان يرتكب خطأ عليه أن يحاسب نفسه ويرتد عنه فنحن الآن لدينا فرصة أن نعيش فلابد أن نعيش بشكل لائق وننسى ما كان يحدث سابقا من إهمال وفساد وظلم لذلك فأنا حملت العديد من اللوحات مثل احترم من حولك، لا تظلم غيرك بظلم نفسك.. وبلدك أمانة فى إيديك حافظ عليها.... فنحن الآن نمتلك فرصة الحياة التى حرم منها إخواننا وأخواتنا فلابد أن نحافظ على ما فعلوه فمنهم ضحوا بأرواحهم لكى نعيش بحرية وواجب علينا أن نضحى بالتخلص من كل القيود ومن كل فعل خطأ كان أحدنا يفعله. مش هاأعاكس تانى أما أحمد مرعى فيقول عندما رأيت مجموعة جروب الشهيد تطوعت معهم وطلبت أن أشاركهم رحبوا بوجودى معهم وفى حقيقية الأمر كان دافع تطوعى بأن أحمل لوحة يكتب عليها «ماتعاكسش البنات» و «لا للتحرش» وذلك لكى أطهر ما كنت أفعله فأنا كنت دائم «المعاكسة للبنات» فأردت بالفعل أن أتغير وأكون شخصاً جديداً بعد أن أصبحت مصر جديدة فالظلم والقبح والفساد كان مغطى علينا والآن زال كل شىء قبيح ولا بد أيضاً أن نزيل القبح من داخلنا لنري كل شىء جميلاً فعاهدت نفسي بدم الشهداء الأبرياء أن أحافظ على بنات بلدى وأن أهاجم أى أحد يعاكسهن أو يتعرض لهن. لا للواسطة وتقول مروة عبدالقادر 24 سنة: اشتركت فى جروب الشهيد واتصلت بهم واتفقت أن أقابلهم فى حدود الساعة الواحدة ظهراً أمام تمثال عبدالمنعم رياض وبالفعل قابلتهم وأحضرت معى مجموعة من لوحات فارغة وأخرى كتبت عليها لا للتزوير.. لا للواسطة، لا للرشوة والمحسوبية وذلك لأننى بعد تخرجى من الجامعة عانيت كثيراً لكى أجد عملاً فأنا خريجة كلية تجارة تخصص محاسبة ولم أعمل حتى الآن تقدمت إلى العديد من البنوك والشركات الخاصة ولكن دائما كانت هناك الأولوية لأن يختاروا غيرى لأن على «السيرة الذاتية» علامة ما أو تاشيرة معينة وذلك دليل على أن هذا الشخص له واسطة أو بالأصح «كوسة» وله ظهر ليعمل فى هذا المكان لمجرد أنه معرفة فى هذا المكان لذلك كتبت على لوحاتى هذه الكلمات لأنه بالتأكيد هناك العديد عانى مثل ماعانيت. لا للإهمال وتقول رنا محمد رضا: أردت أن أشارك معهم لأهمية ما نفعله فنحن أحياناً نتحاور مع أشخاص ونقنعهم بالصواب وذلك أحسن لنا ولبلدنا فكأنك مرشد تدلهم أوبالأحرى تذكرهم بالصواب فنحن للأسف شعبنا تعود على الفوضى واللانظام طوال 30 عاماً وأصبح الخطأ موروثاً ثقافيا لدينا نستسهل القيام به ولأنى أنا وغيرى عانينا كثيرا أثناء عمل بطاقة واستخراج أية أوراق فلابد جميعا أن نقول «راعى ربنا فى عملك» وأن نواجه أى جماعة مقصرة فى واجبها وأن نلتزم نحن بواجبنا تاركين جملة «وأنا مالى» جانبا وهى جملة شهيرة اعتادها شعبنا لإلقاء المسئولية جانبا.. فلابد أن يتكاتف الجميع لنبنى بلدنا مصر وهذا سيكون بإنجاز كل فرد منا فى عمله دون تكاسل أو إهمال. هدفنا وطننا أما محمد مازن وهو مؤسس جروب هدفنا وطننا ويقوم أيضا على نفس مبدأ جروب الشهيد وهى اللوحات الإرشادية المتحركة وهو الآن يقترح على أعضاء الجروب الواصل عددهم 50 عضواً أن تنتشر حملتهم الإرشادية التوعوية لتصل إلى الجامعات بعد الاتفاق مع رؤساء الجامعات المختلفة أن يكون لهم «فرق» فى الجامعة مسئولة عن هذه اللوحات وأن تكبر دائرة اهتمامكم بالقاهرة لتشمل باقى المحافظات.. كما أكمل قائلا: هذه الحملة تحتاج إلى صبر ومجهود ودعم إعلامى حتى نستطيع الوصول إلى كل الناس لنذكرهم ببعض الإرشادات التى نسوها على مدار الأيام.