دائمًا ما يكون الفصل الدراسى الثانى متوترًا، فالمناهج كبيرة لا تتوافق مع مدة التيرم، لكن هذا العام ازداد الوضع سوءًا مع التخوف من فيروس كورونا، الذى أثار ذعر الأمهات والطلاب، وكذلك اقتراب شهر رمضان، مما حمل الكثير من المفاجآت الصادمة للطلاب والمعلمين أيضا.. فى الوقت الذى تهتم فيه الكثير من المدارس بمتابعة الحالة الصحية للطلاب، وقياس درجة حرارة كل طالب، وعدم السماح لمن ترتفع درجة حرارته بالاختلاط بباقى الطلاب، يبقى تكدس الطلاب فى سناتر الدروس الخصوصية، بعيدًا عن الأعين، متروكًا لعوامل أخرى، تختلف من سنتر إلى آخر. وقالت الطالبة هيام محمد، بالصف الثالث الثانوى، إن المدرسين بمراكز الدروس الخصوصية لا يضعون فيروس كورونا فى اعتبارهم، فعدد الطلبة كبير فى الحصة الواحدة، والكثير من الطلبة يأتون الدروس بدون كمامات، ويزيد عدد الطلبة فى المحاضرة الواحدة على 600 طالب. وتكمل: الكثير من الطلاب يأتون للمحاضرة، وهم يعانون من أعراض الأنفلونزا والنزلات الشعبية، مضطرون، لأن المستر لا يعوض الحصة مرة أخرى إن فاتتهم، وإذا وافق على تعويضها يكون علينا الذهاب لسنتر آخر بعيدًا مع مجموعات أخرى، والتيرم لا يحتمل احترازات كورونا، لأننا سوف نبدأ المراجعات فى نهاية شهر مارس، فالمراجعات بالنسبة لنا أهم من الدروس التى كانت فى بداية التيرم، بالإضافة إلى أن الامتحانات اقتربت، لأنها بعد شهر رمضان والعيد مباشرة. مع كورونا السنتر أنظف وقالت المُعلمة فاطمة على، مدرسة رياضيات للمرحلة الابتدائية والإعدادية، وتعطى دروسًا خصوصية فى أحد المراكز بمنطقة الجيزة: نحن فى السنتر حرصنا على وجود بعض المواد المطهرة لكى نتفادى الإصابة بالفيروس، وبدأت صاحبة السنتر بتجميع 100 جنيه من كل مدرس فى الشهر، وبدأت بشراء مواد مطهرة وصابون يقتل الجراثيم بعكس ما كان عليه السنتر من قبل، والذى كان أحيانًا لا يوجد به صابونة لغسل الأيدى. تكمل ميس فاطمة: نحرص كمعلمين على تقليل عدد الطلبة فى المجموعات بالمركز، لأننا نتعامل مع أطفال، لا يستطيعون أن يحافظوا على أنفسهم بشكل كبير، وإذا وجدنا أحد الطلاب لديه دور البرد الموسمى نعطيه إجازة ونبدأ بتعويض الدروس له فى حصص إضافية، ونحرص على تهوية المكان وتطهير القاعة بعد كل حصة. وتطلب مدرسة الرياضيات من الأمهات أن يحافظن على أبنائهن، لأن صحتهم أغلى بكثير من تفويت حصة، لأن بعضهن يصررن دائمًا أن يحضر الطلاب الحصة رغمًا عنا وهم لديهم حساسية أو دور البرد، فنحن كمدرسين مثل الأطباء نتعامل مع كل الفئات فإذا أصبنا أصيبت عائلاتنا أيضًا. كمامات إجبارية وأوضحت الطالبة رحمة محمد، بالصف الثالث الثانوى، أن مستر التاريخ فى أحد السناتر التى تحضر بها الدروس، يقوم بتوزيع الكمامات عليهم وإجبارهم على ارتدائها، وأيضًا يقوم بوضع مطهر على مكتبه، وأثناء خروج الطلبة ودخولهم يقوم بإجبارنا على استخدام هذا المطهر، بالإضافة إلى أنه قام بتغيير القاعة التى كنا نأخذ بها سابقًا بقاعة أكبر وأوسع ولديها شبابيك أكثر، وأثناء الشرح يقوم بفتح جميع الشبابيك فى المكان بدلًا من استخدام التكييف. ترى رحمة أن المستر مبالغ أحيانًا، وأنه يخاف على نفسه بشكل كبير، بعكس باقى المدرسين الذين لم يقوموا بأى احتياطات وبعض السناتر التى لا تهتم بالتهوية. وترى نيفين سالم، الطالبة بالصف الثانى الثانوى، أن التيرم الثانى قصير جدًا قائلة: «إحنا لسه مخلصناش أول باب فى بعض المواد بسبب فيروس كورونا وبعض من المدرسين متخوفون من التعامل مع الطلبة، فيقومون بإلغاء الحصص وبعضهم يعطى للطلبة المريضة أو المصابة بفيروس الأنفلونزا إجازة، وأنا كنت واحدة من اللاتى أخذن إجازة فى بداية الترم الثانى، لأنى أصبت بالتهاب فى الشعب الهوائية، مما جعل الكثير من المدرسين يقومون بإعطائى إجازة لحين شفائى، ولذلك الكثير من الدروس لم أحضرها بسبب مرضى، وبعض المدرسين ليس لديهم وقت لتعويضى الحصص، بالإضافة إلى أن بعض المدرسين بدأوا باستخدام الكمامات أثناء شرحهم لنا وأيضًا فى المدرسة».