التخطيط: 4.4% تراجع في الدين الخارجي لمصر إلى 160.6 مليار دولار خلال الربع الأول من 2024    أوكرانيا تحصل على دفعة مساعدات قيمتها 1.9 مليار يورو من الاتحاد الأوروبي    بوليتيكو: ارتفاع مخاطر اندلاع حرب بين الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله    باحثة بالمركز المصري للفكر والدراسات تكشف أهمية مؤتمر "القرن الأفريقي" بالقاهرة    عاجل.. تفاصيل اجتماع إدارة الزمالك لحسم موقف لقاء سيراميكا.. تطور جديد    تحذير من طقس الإسكندرية غدا.. رفع الرايات الحمراء على الشواطئ بسبب الأمواج    بورسعيد تستقبل غدا الدراما الاستعراضية الغنائية «نوستالجيا 80 90»    نصف مليون.. إيرادات فيلم "عصابة الماكس"    تباطئ معدل نمو الاقتصاد المصري إلى 2.22% خلال الربع الثالث من العام المالي 2024-2023    فليك يطلب بقاء نجم برشلونة    "المصريين": ثورة 30 يونيو ستبقى علامة فارقة في تاريخ مصر    حماة الوطن: نجدد الدعم للقيادة السياسية في ذكرى ثورة 30 يونيو    على مساحة 165 مترًا.. رئيس هيئة النيابة الإدارية يفتتح النادي البحري فى الإسكندرية (صور)    ما هي الضوابط الأساسية لتحويلات الطلاب بين المدارس؟    إصابة 5 أشخاص فى حادث تصادم سيارة ميكروباص بعمود إنارة ببنى سويف    وكيل صحة الدقهلية يتفقد مستشفى نبروه المركزي (صور)    محمد مهنا: «4 أمور أعظم من الذنب» (فيديو)    أفضل دعاء السنة الهجرية الجديدة 1446 مكتوب    قائد القوات الجوية الإسرائيلية: سنقضى على حماس قريبا ومستعدون لحزب الله    لطيفة تطرح ثالث كليباتها «بتقول جرحتك».. «مفيش ممنوع» يتصدر التريند    يورو 2024.. توريس ينافس ديباى على أفضل هدف بالجولة الثالثة من المجموعات    انطلاق مباراة الإسماعيلي والمصري في الدوري    أيمن غنيم: سيناء شهدت ملحمتي التطهير والتطوير في عهد الرئيس السيسي    فيروس زيكا.. خطر يهدد الهند في صيف 2024 وينتقل إلى البشر عن طريق الاختلاط    «الرعاية الصحية» تعلن حصاد إنجازاتها بعد مرور 5 أعوام من انطلاق منظومة التأمين الصحي الشامل    مستشار الأمن القومى لنائبة الرئيس الأمريكى يؤكد أهمية وقف إطلاق النار فى غزة    «رحلة التميز النسائى»    أيمن الجميل: تطوير الصناعات الزراعية المتكاملة يشهد نموا متصاعدا خلال السنوات الأخيرة ويحقق طفرة فى الصادرات المصرية    مع ارتفاع درجات الحرارة.. «الصحة» تكشف أعراض الإجهاد الحراري    بائع يطعن صديقة بالغربية بسبب خلافات على بيع الملابس    هند صبري تشارك جمهورها بمشروعها الجديد "فرصة ثانية"    وزيرة التخطيط: حوكمة القطاع الطبي في مصر أداة لرفع كفاءة المنظومة الصحية    لتكرار تجربة أبوعلى.. اتجاه في الأهلي للبحث عن المواهب الفلسطينية    شوبير يكشف شكل الدوري الجديد بعد أزمة الزمالك    مواجهات عربية وصدام سعودى.. الاتحاد الآسيوى يكشف عن قرعة التصفيات المؤهلة لمونديال 2026    حمى النيل تتفشى في إسرائيل.. 48 إصابة في نصف يوم    انفراجة في أزمة صافيناز كاظم مع الأهرام، نقيب الصحفيين يتدخل ورئيس مجلس الإدارة يعد بالحل    محافظ المنيا: تشكيل لجنة للإشراف على توزيع الأسمدة الزراعية لضمان وصولها لمستحقيها    "قوة الأوطان".. "الأوقاف" تعلن نص خطبة الجمعة المقبلة    بالصور.. محافظ القليوبية يجرى جولة تفقدية في بنها    إصابة 5 أشخاص في حادث تصادم بالطريق الإقليمي بالمنوفية    جهاز تنمية المشروعات يضخ تمويلات بقيمة 51.2 مليار جنيه خلال 10 سنوات    شيخ الأزهر يستقبل السفير التركي لبحث زيادة عدد الطلاب الأتراك الدارسين في الأزهر    21 مليون جنيه حجم الإتجار فى العملة خلال 24 ساعة    تفاصيل إصابة الإعلامي محمد شبانة على الهواء ونقله فورا للمستشفى    تفاصيل إطلاق "حياة كريمة" أكبر حملة لترشيد الطاقة ودعم البيئة    أمين الفتوى: المبالغة في المهور تصعيب للحلال وتسهيل للحرام    ضبط 103 مخالفات فى المخابز والأسواق خلال حملة تموينية بالدقهلية    أماكن صرف معاشات شهر يوليو 2024.. انفوجراف    بكاء نجم الأهلي في مران الفريق بسبب كولر.. ننشر التفاصيل    موسى أبو مرزوق: لن نقبل بقوات إسرائيلية في غزة    حظك اليوم| برج العذراء الخميس 27 يونيو.. «يوما ممتازا للكتابة والتفاعلات الإجتماعية»    حظك اليوم| برج السرطان الخميس 27 يونيو.. «يوم مثالي لأهداف جديدة»    الكشف على 1230 مواطنا في قافلة طبية ضمن «حياة كريمة» بكفر الشيخ    هل يوجد شبهة ربا فى شراء شقق الإسكان الاجتماعي؟ أمين الفتوى يجيب    شل حركة المطارات.. كوريا الشمالية تمطر جارتها الجنوبية ب«القمامة»    انقطاع الكهرباء عرض مستمر.. ومواطنون: «الأجهزة باظت»    بيان مهم بشأن حالة الطقس اليوم.. والأرصاد الجوية تكشف موعد انتهاء الموجة الحارة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



استغاثة مستشفى بهية.. أغلق أبوابه بسبب قلة التبرعات!!

لقب بالمرض الخبيث والوحش المدمر.. يقتحم جسم الإنسان دون تمهيد.. يخشاه الجميع ويتجنبونه فى صمت.. لا يرحم كبيرا ولا صغيرا.. بل يترك آثاره على أجسادهم الهزيلة، ليظهر للجميع أنه الأقوى والأكثر تأثيرا عليهم.. فهو ليس من الأمراض التى من الممكن مصاحبتها والتأقلم معها.. فخبثه يدمر صاحبه.. وإذا تمت السيطرة عليه، يظل كامنا داخل جسده، ليستعيد قوته من جديد ويبدأ بهجمة أخرى شديدة داخل أجسادهن.. ليتركهن يعانين ويتألمن فى رحلة العلاج الكيماوى الشاقة.. فمريضات سرطان الثدى بطلات قررن أن يهزمن هذا المرض الخبيث، بإيمانهن القوى وإرادتهن فى التغلب عليه، خاصة بعد أن ساعدهن مستشفى بهية فى ذلك.. وقدم لهن يد العون وفتح أبوابه لسيدات مصر للاطمئنان على أنفسهن من خلال الكشف المبكر.. ولكن للأسف تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن، فسرعان ما أغلق المستشفى أبوابه فى وجه مريضاته.. بسبب قلة الفلوس والتبرعات.
لذلك ذهبت إلى مستشفى بهية وهناك التقيت بالدكتور أحمد حسن عبدالعزيز - رئيس قسم طب الأورام- بالمستشفى، ليخبرنى عن وضع المستشفى، حيث سألته فى البداية قائلة:
• كيف تأثر مستشفى بهية بظروف البلد الآن؟..
- افتتح المستشفى فى شهر مارس 2015.. وكانت بدايتنا قوية جدا.. وفتحنا الباب على مصراعيه لكل سيدات مصر، اللاتى يعانين من مرض سرطان الثدى.. لأن هدف المستشفى هو مساعدة كل السيدات .. وبدأت السيدات يترددن على المستشفى فمنهن من كانت تأتى للكشف المبكر فقط للاطمئنان على نفسها، ومنهن من كانت تعانى من أورام سرطانية ويحتجن إلى العلاج.. وبالفعل استقبلنا الحالات، واكتشفنا أن المستشفى حتى الآن استقبل 27 ألف سيدة ما بين كشف مبكر وعلاج.. فمريضات سرطان الثدى رحلة علاجهن طويلة جدا ومكلفة جدا.. حيث يخضعن لعمل الفحوصات والتحاليل والأشعات والجراحة، وأحيانا جراحة تجميلية لو المريضة صغيرة فى السن.. وبعد الجراحة نبدأ فى العلاج الكيماوى والعلاج الهرمونى وعلاج موجه وعلاج إشعاعى وعلاج طبيعى ودعم نفسى.. فهناك حالات رحلة علاجها تكلفنى 30 و60 ألف جنيه، وحالات 400 و450 ألف جنيه وهذه تكلفة الحالة الواحدة.. وحاليا لدينا ما يقرب من 2000 سيدة يتلقين علاجًا كيماويًا وهرمونيًا وعلاجًا موجهًا وإشعاعيًا ودعمًا نفسيًا.. وهذا وضعنا فى مأزق كبير، لأننا وجدنا أن طاقتنا لن تتحمل استقبال مرضى جدد إلا بعد الانتهاء من ال2000 سيدة اللاتى يتلقين العلاج داخل المستشفى.. خاصة أن زيادة الأعداد تزامنت مع تعويم الجنيه، وهذا أثر علينا بشكل سلبى وتزامن أيضا مع قرار وزارة الصحة بزيادة أسعار الأدوية بنسبة 40% خاصة المستوردة.. وهذه كانت من أهم الأسباب التى جعلتنا نتوقف عن استقبال مرضى جدد، إلى حين الانتهاء من العدد الموجود الآن داخل المستشفى الذى يقرب من 2000 سيدة.
• ألم تكن لديكم ميزانية لتغطية هذه الأزمة؟
- بالعكس، فقد وضعنا ميزانية 2017 من الربع الأخير من السنة الماضية أى من شهر 10 الماضى، وبالتالى هذه الأزمة لم تكن فى حساباتنا.. فقرار الوزارة أربكنا كثيرا.. لأن الزيادة ال40% لم يكن مقدرًا لها فى ميزانية 2017.. وبالتالى أصبحت المشكلة لدينا الآن، ليست فى استقبال الحالات الجديدة، بل فى علاج الحالات التى تم استقبالها، ومن المفترض أنه سيتم علاجها على مدار السنة القادمة.. فأنا لا ألوم وزارة الصحة فى هذا القرار، لأنه أمر طبيعى ومتوقع مع ارتفاع الأسعار.
• وكيف ستتخطون هذه الأزمة؟
- سنتخطاها من خلال إجراءين، الأول زيادة الدخل.. لأن دخلنا بالكامل قائم على فلوس الزكاة والتبرعات، مثل 57357 وهذا يأخذ وقتًا فى التنفيذ، أيضا حملات الدعاية والإعلان نجنى ثمارها فى رمضان.. فكان لابد من إجراء آخر سريع يخرجنا من هذه الأزمة، هو أننا نغلق الباب ونتوقف عن استقبال حالات جديدة.. ولكن هذا لا يعنى أننا لم نستقبل حالات بالمرة.. بل قنّنا من استقبال الحالات.. فبدلا من استقبال ما يقرب من 300 حالة فى الشهر لإجراء كيماوى وجراحة، أصبحت أستقبل الآن 40 أو 50 حالة فقط فى الشهر.. لكن عيادات الكشف المبكر مازالت مفتوحة وتستقبل الناس.. لكن بالنسبة للحالات التى تأتى لنا وتخبرنا أنها مريضة سرطان وتريد أن تتلقى العلاج هنا فى بهية.. للأسف أرفض استقبالها، لأن ليس لدى العلاج الكافى، وأيضا ليس لديَّ ميزانية مرصودة لهذا الكم الهائل من السيدات، خاصة بعد تعويم الجنيه.. فلديّ أجهزة طبية مازلت أسدد أقساطها حتى الآن.. ولذلك فنحن مضطرون لهذا.
• أليس هذا إجراء قاسيا خاصة أنكم السبيل الوحيد لعلاج مريضات سرطان الثدى فى مصر؟
- لسنا السبيل الوحيد.. ولسنا بديلا عن وزارة الصحة.. ولا بديلا أيضا عن المستشفيات الجامعية والتأمين الصحى.. فنحن مجموعة من الأطباء، عددنا 30 طبيبًا نعمل فى مستشفى كبير من 6 أدوار.. لذلك من الصعب علينا أن نعالج كل مريضات السرطان فى مصر.. ولا أقصد بهذا أن طاقتنا البشرية لن تتحمل، بل بالعكس فطاقتنا البشرية والمهنية والمكانية تسمح باستقبال أعداد أكبر من التى نعالجها الآن.. لكن طاقتنا المادية لن تتحمل كل هذه الأعداد.. فكل ما نفعله هو أننا نساعد البلد والتأمين الصحى ووزارة الصحة ومنظومة الصحة كلها فى مصر، بأننا نحمل جزءًا عن كاهلها.
• هل تأخر العلاج تسبب فى حدوث وفيات؟
- من المؤكد حدوث وفيات، لأننا نعالج سرطانًا.. لكن الوفيات ليست من قلة الدواء أو حتى تأخره.. بل على حسب المرحلة التى اكتشف فيها المرض.. فقد قمنا بعمل تقرير لمعرفة نسبة الوفيات لدينا هنا فى المستشفى، مقارنة بالتقارير العالمية.. فوجدنا أن النسبة تتماشى مع المعدلات العالمية.. فلدينا 2000 سيدة يتلقين العلاج توفى منهن 54 سيدة.. لتصبح بذلك النسبة 2.5% مقارنة بالمعدلات العالمية 2%.. فمن بين كل 8 سيدات سيدة مصابة بسرطان الثدى.
• رحلة العلاج ودعم وزيرة التضامن
• وكم تستغرق رحلة العلاج؟
- رحلة علاج سرطان الثدى ليست مثل عمليات اليوم الواحد التى يجريها المريض ويذهب بعدها إلى البيت.. فمتوسط رحلة العلاج، يأخذ من 6 شهور إلى سنة، وأحيانا فى حالات تصل إلى 5 سنوات فى مدة العلاج.. و75% من الحالات هنا فى المستشفى مدة علاجها ستأخذ على الأقل 5 سنوات.. والربع المتبقى من 6 شهور إلى سنة.
• لماذا لم تطلبوا دعمًا من الوزارات؟
- بالفعل طلبنا.. واستجابت لنا على الفور وزيرة التضامن الاجتماعى السنة الماضية وأيضا وزيرة التعاون الدولى لكن الميزانية المرصودة ضعيفة جدا .. والآن نذهب للبنوك والمدارس الدولية ونطلب منهم تبرعات.. فنحن الآن نطرق كل الأبواب.. كما حصلنا على تبرع من أستراليا قيمته 300 ألف جنيه عن طريق الدكتورة نبيلة مكرم عندما قامت بزيارتنا قبل سفرها إلى هناك.. كما أننا اتفقنا مع شركة دعاية وإعلان كبيرة.. وقمنا بتصوير إعلان الآن.. وبدأنا نكثف من حملاتنا الإعلامية، بحيث مع قدوم رمضان يكون لدينا تبرعات نستطيع أن نستند عليها، ونفتح الباب لاستقبال الحالات مرة أخرى.
• لماذا تصاب السيدات فقط بهذا المرض؟
- لأن أنسجة الثدى عند السيدات أكبر من الرجالة.. فالغدد والدهون فى الثدى عند الرجل أقل بكثير من السيدات.. أيضا من الأشياء التى تغذى سرطان الثدى هى هرمونات الأنوثة.. لأن الدهون تفرز الأستروجين أى هرمون الأنوثة.. وبالتالى فالسيدات البدينات أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدى.
• هل هذا المرض يعتبر وراثيا؟
- لا، بالعكس فمعظم الحالات التى نستقبلها فى بهية لم تكن وراثية.
• ما سبب انتشار هذا المرض بشكل ملحوظ الآن؟
- هذا المرض موجود من زمان، ومنتشر طوال عمره.. لكن لم يكن هناك وعى كافٍ.. ولم يظهر وقتها الإنترنت ولا فيس بوك ولا تويتر ولا قنوات فضائية توعى الناس.. لكن التكنولوجيا أصبحت موجودة الآن فى كل بيت، وأصبحت الناس على قدر كافٍ من الوعى.
• هل هناك قوافل طبية وتوعية تذهب لمريضات سرطان الثدى فى ضواحى القرى والمحافظات؟
- للأسف لا، فنحن مهتمون كثيرا بهذا الموضوع، لأنهم هدفنا الأول.. لكن ليس لدينا الإمكانيات التى تجعلنا نذهب إليهم، فى حملات توعية.. فنحن مجموعة محدودة من الدكاترة مقسمون داخل المستشفى، إما داخل العمليات أو داخل غرف الكشف مع المرضى.. ففى 2016 قمنا بعمل 42 حملة توعية وكانت بمعدل أربع حملات كل شهر.. لكنها لم تكن خارج القاهرة.. لأن المستشفى لا يملك سوى سيارة واحدة فقط، تقوم بنقل المريض أو شراء المستلزمات الطبية التى يحتاجها المستشفى.. مما يضطر الطبيب إلى التنقل بسيارته وعلى نفقته الخاصة فى حملات التوعية التى تجرى داخل القاهرة.. مما يصعب علينا ذلك الخروج خارج نطاق القاهرة.
• الاسعاف حلت المشكلة
• وهل وجدتم حلاً لهذه المشكلة؟!
- نعم، فقد توصلنا مع هيئة الإسعاف بأنها ستقوم بعمل نقطة ارتكاز هنا داخل المستشفى تخدم المنطقة.. ولنا الحق أيضا فى استخدامها لنقل حالاتنا إلى المستشفيات المتفق معها لإجراء العمليات الجراحية بها .. فسيارة الإسعاف الواحدة تكلفتها ما يقرب من 2 مليون جنيه.. وهذه التكلفة لم تكن فى استطاعتنا.. فمستشفى بهية يفتقر إلى الطوارئ وغرف عناية المركزة.. لذلك نضطر إلى إجراء العمليات خارج المستشفى بالاتفاق مع بعض المستشفيات الخاصة.
• ما أعراض سرطان الثدى؟
- تغير فى شكل الثدى وتغير فى حجمه.. إفرازات مدممة، الشعور بالتورم، قرح فى الثدى، ظهور أوردة دموية جديدة لم تكن موجودة من قبل.. كل هذه التغيرات تنبئ السيدة بحدوث بورم تحت الثدى.
• ما نسبة الشفاء من هذا المرض؟
- على حسب كل حالة، فإذا اكتشف المرض مبكرا فى الحالة الأولى تكون نسبة الشفاء فيها من 90 إلى 98%.. والمرحلة الثانية نسبة الشفاء فيها من 70 إلى 80 %.. المرحلة الثالثة بنسبة 50% .. بينما المرحلة الرابعة، للأسف لم يكن بها شفاء ويكون الغرض من العلاج تثبيت الوضع على ما هو عليه والإطالة من عمر المريض.
• وكيف تتلقى المريضة خبر مرضها؟
- من خلال لجنة طبية تتكون من دكتور جراحة ودكتور أورام وأيضا دكتور إشعاعى ينظران فى أوراق وحالة المريضة ويضعان لها خطة علاجية متكاملة.. بالإضافة إلى مجموعة من المتطوعين فى الدعم المعنوى مدربين على أعلى مستوى بالتعاون مع الهلال الأحمر وشركة نوفارتس.
• كم تبلغ تبرعاتكم فى السنة؟
- تبرعاتنا متغيرة، وليست ثابتة على وتيرة واحدة.. ففى شهر رمضان تكون تبرعاتنا بنسبة 60 أو 70%.. لأن الناس تكثر من زكاتها وصدقتها خاصة فى هذا التوقيت من السنة.. وأحيانا فى بعض الشهور تكون تبرعاتنا قليلة جدا.. فهى متغيرة من وقت لآخر ومن سنة لأخرى.. لذلك نأمل فى 2017 أن نحصل على تبرعات كثيرة، تجعلنا نفتح الباب مرة أخرى لاستقبال حالات جديدة.
• جمعية رسالة من أكبر الداعمين لكم، رغم ما يتردد حولها من أقاويل؟
- لا تعنينى هذه الأقاويل.. فأنا مؤسسة تعالج السرطان، ولست مكانا للتقصى.. فكل ما أريده هو فلوس التبرعات لعلاج مرضى سرطان الثدى.. فنحن نتبع لوزارة التضامن، التى تقوم بعمل حملات تفتيش كل فترة لمعرفة مصدر الفلوس من أين أتت، وأين ذهبت؟.. فهم المخولون بالتقصى.. ومن أكبر الداعمين لنا أيضا البنك الأهلى وجهينة.. وعلى ذكره جمعية رسالة فرئيس لجنة تقصى أموال الإخوان يقوم بالتبرع لنا.
• كم مستشفى بهية من المفترض أن يكون فى مصر؟
- نحن فى أمس الحاجة لزيادة عدد المستشفيات غير الحكومية فى القاهرة، كى نرفع عن كاهل الصحة، لكن الاهم من المستشفيات هو الدعم المادى.. فالمستشفى هنا به أطباء وممرضون ومجهز بأحدث الأجهزة الأمريكية.. لكننا لا نؤدى الخدمة الطبية 100%.. بل نعمل ب 30 % من طاقتنا بسبب عجز الإمكانيات.
• هل من الممكن أن تستقبلوا حالات مستعدة لدفع علاجها كاملا؟
- بالطبع، مادامت هناك فلوس ستدخل المستشفى لن أرفضها.. فلديَّ مريضات يرفضن العلاج بالمجان، لأنهن مقتدرات ماديا.. وهن من يبادرن بذلك.. كما أننا فتحنا بعض الخدمات خاصة مثل المعامل والأشعة، وتعاقدنا مع البنوك والجهات فى عمل الفحوصات عندنا فى بهية، بحيث نستغل هذا فى توفير دخل للمستشفى.
• بماذا تنصح الناس؟
- أنصحهم بشيئين أولا، على الناس المقتدرة والميسورة ضرورة التبرع لمستشفى بهية، لأنه فى أمس الحاجة الآن لهذه التبرعات.. ثانيا أطمئن السيدات أن سرطان الثدى ممكن الشفاء منه إذا اكتشف مبكرا، لذلك عليهن زيارتنا.. والشىء الأخير الذى أود أن أقوله للسيدات جميعا، بداية من سن الأربعين يجب أن تأتى لعمل الكشف المبكر على الأقل كل سنة، للاطمئنان على نفسها.
• وما خططكم القادمة للنهوض بالمستشفى؟
- إننا «نشحت» على قد ما نقدر.. هذا هو هدفنا الأساسى الآن.. فإذا توافرت الفلوس سنؤدى الخدمة على أكمل وجه.. لأن مستشفى بهية لا ينقصه سوى الفلوس.. وهذا أكثر احتياج للمستشفى الآن.
أنهيت حديثى مع الدكتور أحمد، واصطحبتنى بعدها «مى أبو السعود» - منسق قسم الأورام - فى جولة داخل المستشفى.. وأكثر ما لفت انتباهى داخل مستشفى بهية الهدوء والنظافة وطريقة التعامل مع المريضات فيها نوع من الرحمة والألفة.. فالمستشفى يعمل بنظام الحجز، بمعنى أن المريضة تأتى وتدخل فى الميعاد المحدد لها لتتلقى العلاج الخاص بها ثم تخرج.. لأن مريض السرطان لا يتحمل الانتظار.. فبهية مستشفى كبير، مكون من 6 طوابق.. وكل دور به العيادات الخاصة به.. وأثناء تجولى فى الدور الثانى دور عيادات الأورام، وغرف الكيماوى والصيدلية الإكلينكية والعادية، التقيت بالدكتور «أحمد البسطويسى» - استشارى الأورام بمستشفى بهية- ليخبرنا باستفاضة أكثر عن أورام سرطان الثدى وطرق الوقاية منه، قائلا: فى الماضى كان هذا المرض يسبب ذعرا كبيرا عند السيدات.. لكن الأمور الآن أصبحت تحت السيطرة، بشرط إذا اكتشفناه مبكرا، من خلال الكشف المبكر الذى ننادى به دائما من خلال الحوارات الصحفية والحملات الإعلانية.. لأن نسبة الشفاء من المرض فى الاكتشاف المبكرا تكون 97%.. كما يجب على السيدة أن تكون فى حالة صداقة مع ثديها.. بمعنى أنها تتعرف على شكله جيدا، بحيث لو حدث فيه أى تغير، تتجه لنا على الفور أو إلى الطبيب المختص بعلاجها.
• سلاح العلاج
فمريضة سرطان الثدى تعالج بسلاحين: الأول العلاج الإشعاعى والعلاج الموجه وهو أحدث علاج فى العالم لمرضى سرطان الثدى.. وذلك يتم عن طريق توجيه شعاع على مكان الورم وبعدها يتم استئصال الورم وليس الثدى، عن طريق العلاج الجراحى.. والسلاح الثانى هو العلاج الكيماوى والهرمونى.. فالأورام السرطانية لا تحترم مكانًا معينًا، لذلك أقوم بفحص الثديين وكل الجسم، كى أطمئن بأن الورم مازلنا مسيطرين عليه فى منطقة الثدى ولم ينتشر فى الجسم.. فإن تقنيات أخذ العينة الآن أصبحت أسهل بكثير من قبل.. حيث إنها تؤخذ بإبرة عن طريق دكتور معملى.. فقد حدث تطور كبير فى العلاجات التقليدية والعلاجات المساعدة.. لأن هدفنا هو أن نقول للسيدة لست وحدك، وبالتالى نهتم بنفسية المريض، بل نعرض عليها تجارب الآخرين الذين مروا بهذا المرض فى مراحل سابقة ونجحوا فى الشفاء منه.
• نصيحة..
أنبه السيدات إن ليس كل ما يقرأنه على الإنترنت يعتبر معلومات طبية موثوقًا فيها.. فلابد من الرجوع إلى الطبيب المعالج واستشارته فى هذا الكلام.. لأن هناك إشاعات كثيرة تكتب على مواقع التواصل الاجتماعى، بأنها تسبب السرطان، وكان من ضمن هذه الإشاعات استخدام مزيلات العرق وارتداء حمالة الصدر أثناء النوم وغيرها من هذه الإشاعات.. فلم يثبت علميا حتى الآن بأن هناك علاقة مباشرة تثبت بأن هذه الأشياء تسبب أوراما فى الثدى.
• العوامل المهيئة لمرض الثدى..
فهناك عوامل مهيئة لهذا المرض، وأشهرها هو العامل الجينى، بمعنى أننى لدى استعداد جينى لاستقبال هذا الورم.. العامل الثانى التعرض كثيرا لأدوية الهرمونات وبشكل متكرر.. فإن أورام الثدى تتغذى على هرمونات الأنوثة.. لذلك السيدة التى تستخدم حبوب منع الحمل، يجب أن تكون تحت إشراف طبى وليس من نفسها.. كما أن الرضاعة الطبيعية تقلل من الإصابة بأورام الثدى.. أيضا تأخير سن الحمل مع توافر عوامل أخرى، يسبب احتمالية الإصابة.. مؤخرا تدخين السيدات يرفع من نسبة الإصابة بسرطان الثدى، بالإضافة أيضا إلى العادات الغذائية السيئة.. لذلك أقول دائما إن الرياضة المنتظمة هى الوقاية الوحيدة من هذا المرض.. فكلما استؤصل المرض فى مراحل مبكرة، زادت نسبة المريضة فى الشفاء وتجنبت العلاج الكيماوى.
• تحليل الأنسجة..
أنهيت حديثى مع الدكتور البسطاويسى فى الدور الثانى وأثناء تجولى فى الدور الثالث التقيت بالدكتورة «إيمان جودة» رئيس قسم البثولوجى لتخبرنى عن هذا القسم قائلا: تحليل الأنسجة يعتبر أول مرحلة قبل بدء العلاج.. فتأتى المريضة وتقوم بالفحص الدورى وطبقا لهذا الفحص، نعرف إذا كانت تشتكى من ورم أم التهابات أم نشاط هرمونى.. وإذا اكتشف وجود ورم من خلال التشخيص الذى يجرى لها.. نقوم نحن هنا فى قسم البثولوجى «تحليل الأنسجة» بأخذ عينة تسمى «عينة نسيجية».. ونقوم بعمل فحص يسمى بدلالات الأورام نبحث من خلاله عن مستقبلات الهرمون لديها.. ومنها نحدد استجابتها لنوع العلاج التى ستأخذه.. وبعد أن يتم فحص العينة تحت الميكرسكوب ومرورها فى مراحل تسمى «التمرير»، يوجد اثنان من الأطباء الاستشاريين يقومان بمراجعتها كى يعطى هذا دقة أكثر للتقرير.. ولأن هذا هو دورنا هنا فى مستشفى بهية.
• العلاج الطبيعى..
بينما التقيت بالدكتور مارينا فى الدور الرابع - إخصائى العلاج الطبيعى - لتخبرنى قائلة: دورى هو تأهيل المريض للعلاج الطبيعى بعد عملية استئصال الثدى.. ولكن للأسف تواجهنى مشكلتان عقب عملية استئصال الثدى أو اسئصال الغدد اللمفاوية.. أولاها ارتفاع الكتف بعد العملية، مما يحدث هذا مشكلة فى رفع حركة اليد، وما يصحبها من حدوث آلام والتهاب فى الكتف.. المشكلة الثانية هى تورم اليد بسبب استئصال الغدد الليمفاوية، لأن دورها هى تنظيم الدورة الليمفاوية التى تسير فى الذراع.. واستئصالها يؤدى إلى تراكم السوائل فى اليد. . وأثناء حديث الدكتورة معى، كنت أتفقد غرفة العلاج الطبيعى، حيث إنها مليئة بأحدث أجهزة العلاج الطبيعى التى تساعد مريضات السرطان على التعافى سريعا، لممارسة حياتها الاجتماعية بشكل طبيعى وبدون ألم.. وهنا كانت نهاية رحلتى داخل مستشفى بهية، أكبر مستشفى لعلاج مرض سرطان الثدى فى مصر.. لكن الحلو لم يكتمل، فعلى الرغم من أنه مجهز بالكامل، لكنه يفتقر إلى المال والتبرعات. •


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.