«التضامن» تقر تعديل قيد 3 جمعيات بمحافظتي القاهرة والفيوم    اللواء سمير فرج: مصر الدولة الوحيدة التي حررت أرضها بالكامل من الاحتلال    مصر تحتضن المسابقة الإقليمية الأولى لمدارس الأبطال الموحدة للأولمبياد الخاص    وزير الأوقاف يمثل الرئاسة المصرية في حفل تنصيب الرئيس الإندونيسي الجديد    وزير الإسكان يوجه بإتاحة المزيد من الفرص الاستثمارية بمدينتي «المنيا وملوى» الجديدتين    البنك الأهلى يحتفظ بشهادة الجودة «ISO 9001» فى مجال الإمداد اللوجيستى من BSI للعام الثانى على التوالى    400 مليار جنيه محفظة تمويلات لصالح كبار المطورين العقاريين لدى بنك مصر    الإسكان تناقش الموقف التنفيذي لمشروعاتها وحصر مختلف المبانى الخدمية وتسليمها لجهات التشغيل    وزير الخارجية يكشف لإفريقية النواب أهم 3 ملفات تؤثر على الأمن القومي المصري    «التحرير الفلسطينية»: المعارضة الإسرائيلية تطالب بالذهاب إلى اتفاق لوقف الحرب وتبادل الأسرى    الحكومة السودانية: فتح مطارات كسلا ودنقلا والأبيض لتسهيل انسياب المساعدات الإنسانية    ترامب ينتقد فوكس نيوز.. ويوجه رسالة لمؤسسها مردوخ    أبو الغيط: حكومة لبنان هي وحدها من يتفاوض باسم البلد    سيدات يد الأهلي يفوز ببرونزية بطولة إفريقيا للأندية    القرعة توقع المصري البورسعيدي في المجموعة الثانية بكأس رابطة الأندية    براءة إمام عاشور من تهمة التعدى على فرد أمن بالشيخ زايد    القبض على متهمين بالاعتداء على طفل والتسبب في إصابته بالطالبية    وزارة الداخلية تقرر السماح ل63 مواطناً مصرياً بالحصول على جنسيات أجنبية    احتفالية خاصة بمئوية "الشرنوبي" في بيت الشعر العربي    تكريم جيهان قمري بالمهرجان الدولى للتعليم والثقافة في دورته الثانية    الاستلقاء فوق حبات الزيتون، طقوس غريبة لجذب العريس في بلاد الشام    استمرار صرف مقررات تموين شهر أكتوبر 2024 لأصحاب البطاقات    الرئيس السيسى: إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة السبيل لنزع فتيل التوتر الإقليمى    تذكرتى تعلن طرح بطاقة Fan ID للموسم الجديد 2024 - 2025    حكم قضائي جديد ضد "سائق أوبر" في قضية "فتاة التجمع"    وزير الكهرباء يكشف عن أسباب سرقات التيار وإهدار ملايين الجنيهات    وزيرة التنمية المحلية: النهوض بموظفي المحليات ورفع مهاراتهم لجذب الاستثمارات    رغم امتلاء بحيرة سد النهضة، إثيوبيا تواصل تعنتها وتخفض تدفق المياه من المفيض    تأجيل محاكمة بائع خضار لاتهامه باستدراج سائق تروسيكل وقتله بشبين القناطر لجلسة الأربعاء المقبل    جامعة دمنهور تعقد أولى الجلسات التعريفية حول سوق الصناعات الغذائية (صور)    خبراء ل"صوت الأمة": نتائج إيجابية للاقتصاد أهمها توفير منتجات للسوق الداخلي وتقليل البطالة    رفع الإشغالات بمنطقة السيد البدوى بطنطا بعد انتهاء الاحتفالات    فرق المتابعة تواصل المرور على الوحدات الصحية لمتابعة الانضباط الإداري بالزرقا بدمياط    عميد طب الأزهر بأسيوط: الإخلاص والعمل بروح الفريق سر نجاحنا وتألقنا في المنظومة الصحية    ضبط 3 طلاب تحرشوا بسيدة أجنبية في القاهرة    استعدادات مكثفة لاتحاد كرة السرعة قبل إقامة بطولة العالم في مصر    6 غيابات تضرب يوفنتوس أمام لاتسيو.. وعودة فاجيولي وويا    مدبولي: القطاع الصحي ركيزة رئيسية ضمن خطط تطوير الدولة المصرية    رئيس الوزراء: شبكة الطرق الجديدة ساهمت في زيادة الاستثمارات وخلق فرص عمل    محافظ السويس يشارك أبطال أفريقيا و100متسابق في ماراثون الدراجات بالكورنيش الجديد    «آثار أبوسمبل» تستعد للاحتفال بتعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني    بالاسم .. الصحة تدشن موقعاً إلكترونياً لمعرفة المثائل و البدائل للادوية الهامة    داعية بالأوقاف: الانشغال بالرزق قد يبعدنا عن ما طلبه الله منا    مصر تشدد على ضرورة إيقاف العدوان الإسرائيلي وفك الحصار عن قطاع غزة    ارتدوا الملابس الخريفية.. الأرصاد تكشف حالة الطقس المتوقعة خلال الأيام المقبلة (تفاصيل)    5 لاعبين أمام المحاكم.. ضرب إمام عاشور وسحر مؤمن زكريا الأبرز    14 عبادة مهجورة تجلب السعادة .. عالم أزهري يكشف عنها    التصرف الشرعي لمسافر أدرك صلاة الجماعة خلف إمام يصلي 4 ركعات    إعلام عبرى: انفجار الطائرة المسيرة بمنزل نتنياهو فى قيسارية أحدث دويا كبيرا    11 شهيدا وعدد من المصابين جراء قصف الاحتلال منزلا بمخيم المغازى وسط غزة    ستترك أثرا خلفها، سكان الأرض على موعد مع ظاهرة فلكية خريفية مميزة تزين السماء    الشيخ أحمد كريمة يوجه رسالة لمطرب المهرجانات عمر كمال    تطورات جديدة بشأن مستقبل جافي مع برشلونة    «مينفعش الكلام اللي قولته».. إبراهيم سعيد يهاجم خالد الغندور بسبب إمام عاشور    عمرو أديب: المتحف المصري الكبير أسطوري ولا يضاهيه شيء    تامر عاشور ومدحت صالح.. تفاصيل الليلة الثامنة من فعاليات مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية    أفضل 7 أدعية قبل النوم.. تغفر ذنوبك وتحميك من كل شر    الصور الأولى من حفل خطوبة منة عدلي القيعي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المايسترو كمال هلال.. أول قائد مصرى للموسيقى العالمية

فى الوقت الذى تحتفل فيه أكثر من جهة ثقافية وفنية بذكرى ميلاد موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب حالياً بحثت عن اسم «كمال هلال» أول قائد أوركسترا مصرى للموسيقى العالمية كان له السبق فى تطوير الموسيقى والأغنية المصرية للعالمية ولم أجده، ولعل أشهر ما قدمه فى هذا الصدد رؤيته الجديدة فى موسيقى أغنية «عاشق الروح» التى جمع فيها بين المطرب محمد الحلو والمطربة إيمان عبد الحميد وتم تقديمها بشكل أوبرالى بحضور موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب.
ولذلك قصة مُثيرة بدايةً من تكليف المايسترو كمال هلال من قبل دار الأوبرا المصرية فى بداية التسعينيات بتقديم حفل خاص بعيد ميلاد موسيقار الأجيال ومرورا برد فعل محمد عبدالوهاب عندما علم بالأمر، البداية كانت عندما كُلف المايسترو كمال هلال بتقديم حفل عيد ميلاد الموسيقار عبدالوهاب وكانت فُرصة كبيرة له لكى يرتفع بمستوى الموسيقى العربية إلى العالمية من خلال تقديم ألحان الموسيقار محمد عبدالوهاب بالأوركسترا السيمفونى بالأسلوب العالمى خاصةً إعادة تلحين أغنية «عاشق الروح» برؤية مُختلفة وقدمها فى دويتو جمع فيه المُطرب محمد الحلو بالمُطربة إيمان عبد الحميد، ولتلك الأغنية قصة جمعت بين المايسترو كمال هلال والموسيقار محمد عبدالوهاب: فى إحدى المرات التقى كمال هلال بسعد عبدالوهاب ابن شقيق عبدالوهاب وانتهز كمال هلال الفرصة وقال له: بلغ الأستاذ عبدالوهاب أننى بدأت تأليف مُقدمة موسيقية جديدة لأغنية «عاشق الروح»، وكان الأمر مُفاجأة كبيرة بالنسبة لعبدالوهاب وطلب من ابن شقيقه إبلاغ كمال هلال بضرورة الاتصال بمحمد عبدالوهاب، وبالفعل حدث اتصال وقال له الأخير مُداعباً: «جرى إيه يا كمولة؟! إنت مش عاجبك المزيكا اللى أنا عاملها ل «عاشق الروح» أنا سمعت أنك قُمت بتأليف افتتاحية موسيقية جديدة، وهذا يُعنى عدم رضاك على شُغلى! فقال له كمال هلال: أنا من شدة حُبى وتقديرى حدثت لديّ انفعالات جديدة تعبر عن جيلى، فطلب منه عبدالوهاب الاستماع لموسيقى «عاشق الروح» الجديدة وغنى له كمال هلال لحن المُقدمة الموسيقية على الهاتف، ومن شدة إعجاب عبدالوهاب بها طلب منه إعادة الاتصال وإبلاغه بما يزداد عنده من انفعالات موسيقية لهذا العمل، وبعد اكتمال العمل حدد له عبدالوهاب موعدًا فى منزله بالزمالك وذهب له حاملاً معه النوت الموسيقية ل «عاشق الروح» وحاول كمال هلال اختصار الجُزء الخاص بالكورال لأن هذا الجُزء به تكثيف فى الآهات المصرية الأوبرالية إلا أن عبدالوهاب طلب منه الإبقاء عليها كاملة وسأله: لماذا ستتواجد مُطربة بالأغنية بجوار المُطرب فقال له كمال هلال: رؤيتى الجديدة أن الشكوى من الحُب تكون من الطرفين. ويوم الاحتفال حقق الحفل نجاحًا غير مسبوق فى وجود الموسيقار محمد عبدالوهاب وتأكد ذلك من مطالبة محمد عبدالوهاب بإعادة كل فقرة من البرنامج مرتين، وكانت أُمنيته بعد انتهاء الحفل عند تهنئته للمايسترو كمال هلال أن يدعو كبار المسئولين بالدولة ليروا ماذا فعل كمال هلال فى تطور الموسيقى والأغنية المصرية من المحلية للعالمية. وصاحب هذا الحدث الفنى بمصر رد فعل جيد من تليفزيون السويد، حيث تمت إعادة تقديم «عاشق الروح» فى السويد وتمت إذاعتها بالقناة الأولى بالسويد فى 18 سبتمبر 2006.
• مدرسته
شخصية كمال هلال تستحق التوقف عندها ليس لكونه أول قائد مصرى للموسيقى العالمية فقط، بل لوطنيته وحبه لمصر وحرصه على استفادة بلده من الشهادات التى حصل عليها بالخارج رغم الحروب الفنية التى كانت تحرضه على الرحيل بشكل غير مباشر.. ولد كمال هلال فى منطقة القلعة بالقاهرة 31 مارس عام1931.. كانت سنه لا تتعدى الخامسة عشرة عندما التحق بأحد المعاهد الموسيقية غير الرسمية خلف قصر عابدين وقد أنشأه إبراهيم شفيق وكان يدرس بنفس المعهد محمد قنديل وعلى فراج، ثم التحق كمال هلال بعد ذلك بالمعهد العالى للموسيقى المسرحية وهو تابع لوزارة التربية والتعليم وقد أنشأه الدكتور محمود أحمد الحفنى والد المرحومة رتيبة الحفنى وكان يقوم بالتدريس به أساتذة أجانب بنسبة 90%. وهو آخر معهد عالٍ فى مصر قام بتكوين أول أوركسترا سيمفونى مصرى من الطلبة المصريين، وكان القائد لهذا الأوركسترا الإيطالى مسيو «برونتى»، وقد تخرج فى هذا المعهد الفنان المرحوم كمال الطويل فى الغناء الأوبرالى وعبدالحليم حافظ كعازف موسيقى على آلة «الأبوا» قبل افتتاح أكاديمية الفنون.
• أول قائد
التاريخ يؤكد أن قادة أوركسترا الموسيقى العالمية فى مصر حتى نهاية الخمسينيات كانوا من الأجانب لدرجة أن الخديوى إسماعيل أسند مُهمة وضع موسيقى وألحان «أوبرا عايدة» التى قدمت فى افتتاح دار الأوبرا الخديوية عام 1869 بعد بنائها مباشرة إلى الفنان العالمى فردى، وقدمت بنجاح وغيرها من الأوبرات وحفلات الموسيقى العالمية كلها من الأجانب وبقيادة فنانين أجانب، إلى أن جاء عام 1958 وبدأ المجلس الأعلى لرعاية الفنون يفكر فى كيفية وجود متخصص مصرى فى قيادة الموسيقى العالمية، ولكى يحدث ذلك تم تشكيل لجنة فنية على أعلى مستوى برئاسة المايسترو «فرانزلتشاور» لاختيار فنان واحد من ضمن المُتقدمين للبعثة بعد اجتيازه للاختبار! ونجح المايسترو كمال هلال ليصبح هو الترشيح الأول للقيام بالسفر كأول قائد مصرى يتم إعداده ليتخصص فى الموسيقى العالمية.
وسافر كمال هلال إلى النمسا «أكاديمية فينا» فى بعثة 6 سنوات درس خلالها فن التأليف الموسيقى على يد «توماس كريستيان»، وحصل على الدبلوم، كما حصل على دبلوم قيادة الكورال مع الدكتور راين هولد شميد بخلاف دراسته لقيادة الأوركسترا على يد الأستاذ العالمى «هانز إشفارروفسكى»، بالإضافة لدراسات خاصة مع الفنان العالمى «زولتان كوداى» فى فرنسا بالأكاديمية العالمية بمدينة «نيس» الفرنسية، ورشحه أستاذه لقيادة أول حفل مع الأوركسترا السيمفونى لمدينة «نيس» وكتبت عن نجاحة بالحفل الجرائد الفرنسية، كما قدم حفلات فنية ناجحة بأكاديمية «فيينا» أثناء دراسته، ولعل أشهرها فى بداية الستينيات عندما قام أستاذه فى التأليف الموسيقى بإقامة حفل للذين يدرسون تأليف موسيقى واختار الفنان كمال هلال أغنية «سالمة ياسلامة» ليطورها بشكل أكاديمى ودرب عليها كورال أكاديمية فيينا بالنمسا باختلاف جنسياته، وقاد الحفلة بنجاح ووضعت نُسخة من هذا العمل فى مكتبة أكاديمية «فيينا». والطريف أن كمال هلال بحث عن أصل الأغنية واكتشف أن لحنها من الفولكلور مصرى الأصيل وكان يغنيها أهل باب الشعرية «ناعمة يا غريبا أه يا ناعمة ياغريبا» أى أن اللحن لا يخص سيد درويش رحمه الله.
• سياسة التطفيش
بعد كل هذه الشهادات العُليا من أكاديمية «فيينا» بالنمسا والحفلات التى قدمها على مسارحها ومسارح فرنسا عاد كمال هلال للوطن فى مُنتصف الستينيات تقريباً مُتفائلا بنقل نجاحاته التى حققها بالخارج لوطنه الذى صرف عليه 6سنوات لكى يصبح أول قائد مصرى فى تاريخ مصر، وكانت دار الأوبرا فى ذلك الوقت يُديرها الصاغ «صالح عبدون» الذى تعود على التعاقد مع القادة والفنانين الأجانب، ولأول مرة يُفاجأ بأول قائد مصرى للموسيقى العالمية وحاربه بشراسة حتى لا يُحرم من المزايا التى يحصل عليها من قادة الأوركسترا الأجانب الذين كانوا يدعونه لزيارة أوروبا كُل عام. ولم يجد كمال هلال أول قائد أوركسترا للموسيقى العالمية سوى اللجوء لوزير الثقافة وقتها ثروت عكاشة، وللأسف لم يكن لقاءً مُثمرًا على الإطلاق، أولاً الوزير لم يعرفه. وهنا بدأ كمال هلال يعرف الوزير بنفسه والشهادات التى حصل عليها وأنه حضر لمصر لكى تستفيد منه بلده التى صرفت عليه 6 سنوات كاملة، بالإضافة إلى أنه ضحى بالعائد المادى الكبير جدا الذى كان يجنيه من عمله فى الفرقة الماسية التى ساندت عبدالحليم حافظ فى مشوار الفنى، والمعروف أن هذه الفرقة كانت تغطى 90% من العمل الموسيقى فى مصر سواء حفلات أو تسجيلات من أجل وطنه وعند عودته لم يجد من يقدر ذلك، حيث حدد له الصاغ صالح عبدون مُرتب 15 جنيها فقط لا غير، وفى ذات الوقت كان يساند هذا المسئول قادة الأوركسترا الأجانب. فقال له الوزير: ماذا كُنت تعزف قبل سفرك للبعثة فقال له على آلة «التشيللو» فقال له الوزير: اكتب ورقة وستقوم بتدريس هذة الآلة بمُرتب 80 جنيها، فقال له الفنان: وماذا أفعل فى نفسى كقائد أوركسترا عائد من بعثة رسمية وتركت هذه الآلة 6 سنوات فكيف سأقوم بتدريسها فقال له الوزير: اكتب الورقة ثم نرى بعد ذلك ما سيتم فعله. ولعدم اقتناع الفنان كمال هلال بهذا الحل قرر العودة مرة أخرى إلى فيينا «النمسا» مع مُغنية الأوبرا المجرية «أيديت» التى تعرف عليها وتزوجها أثناء تعميق دراستها الأوبرالية بأكاديمية «فيينا»، وأنجب منها ابنته الثانية سميرة لتكون شقيقة لابنته الكبرى وفاء من زوجته الأولى.. الأمر لم يكن سهلاً عليه فى «فيينا» لم يكن يملك ما يكفى لمصاريفه اليومية واضطر للعمل كعازف «تشيللو» فى إحدى الحفلات ثُم جاءه عقد من إذاعة الكويت كعازف تشيللو ثُم عمل فى فرقة إخوان رحبانى وفيروز وبعد هجرة أسرته للسويد اضطر للحاق بهم.
• أُستاذ فى السويد
وبعد انتقاله للسويد استمر كفاحه ما بين التدريس وقيادة الحفلات، المُثير أن كمال هلال فى هذه الفترة استطاع تطوير أغنية «وإن لاقاكم حبيبى سلمولى عليه» بشكل أكاديمى ودرب الكورال السويدى عليها وتم تسجيلها على أسطوانات مطبوع عليه علم مصر وتم بيعها ووقتها كتبت السفارة المصرية بالسويد تقرير عن هذا الحدث الفنى.
عام 1972 دفعه الحنين للوطن لكتابة رسالة لوزير الثقافة وقتها الأستاذ يوسف السباعى يشكو له حنينه لمصر! فأرسل له الوزير دعوة لقيادة حفل مع أوركسترا القاهرة السيمفونى كقائد زائر. وبالفعل حضر القاهرة على حسابه الشخصى لأن المسئول عن استكمال إجراءات حضوره الصاغ صالح عبدون أبلغه عدم إمكانية إرسال تذاكر طيران له ولا أى إمكانيات مالية سوى مائة جنية فقط لا غير، المهم حضر كمال هلال وقاد الحفلة بنجاح رغم محاولة إفساد حفلته التى تدرب على برنامجها شهور، (حيث تم إبلاغه قبل موعد حفلته بوقت بسيط أن من ضمن برنامجه عزف على البيانو لسلوى ابنة عزيز الشوان، وهو مؤلف ومُلحن درس التأليف الموسيقى فى موسكو، وقد اختارت ابنته التى درست بالخارج عزف أحد مؤلفات والدها ورغم نجاح الحفلة إلا أن المايسترو كمال هلال كان مُعرضًا لارتكاب خطأ فنى، كان من المقرر أن تكون حفلة ابنة عزيز الشوان قبل حفلة كمال هلال واستغلت «د. سمحة الخولى» عميد معهد الكونسرفتوار وقتها ومسئولة فى ذات الوقت عن تقديم نشاط فنى مع الأوركسترا وتنسيق مواعيدالحفلات الفرصة لضرب كُل من كمال هلال وابنة عزيز الشوان وجمعت بينهما فى حفلة واحدة دون أن يتدرب قائد الأوركسترا على البرنامج المُعدل كمحاولة منها لإلغاء الفنان المصرى الناجح).
• العودة للوطن
وقبل عودته للسويد ذهب ليودع وزير الثقافة فهنأه الوزير على نجاح حفلته وطلب منه العودة للوطن والاستفادة منه كقائد أوركسترا وأكد له بأنه سيصدر له القرار فوراً، لكن كمال هلال طلب من الوزير وقف القرار حتى عام 1974 ليرتب جميع أموره ويعود نهائياً للوطن، وتم ذلك بالفعل، حيث استقالت زوجته من وظيفتها فى أوبرا «فيينا» للانتقال للقاهرة. اعتقد كمال هلال أن الأمور ستسير للأفضل بعد تعيينه قائد أوركسترا فى وطنه، لكن نفس الشخص صالح عبدون الذى أصبح مدير قسم الموسيقى حاول إذلال كمال هلال من خلال مُرتب ضئيل لا يتجاوز 100 جنيه حتم عليه الوقوف فى طابور الجمعية فى الوقت الذى كان يتعاقد مع فنانين أجانب ويتم دفع ثمن تذاكر الطيران والإقامة كاملة بخلاف أجر الحفلة نفسه.
• فرقة رضا
فى منتصف السبعينيات حدثت نقلة فنية لقائد الأوركسترا كمال هلال الذى يقدم الموسيقى والسيمفونيات العالمية بشكل لا يتوقعه أحد. ولا هو شخصياً حيث توفى على إسماعيل مؤلف وموزع كل الرقصات والتابلوهات الاستعراضية لفرقة رضا - التابعة للبيت الفنى للفنون الشعبية والاستعراضية تحت إشراف وزارة الثقافة - وبوفاته حدث ارتباك شديد فى فرقة رضا هدد استمرارها، ورغم استعانة رئيس الفرقة محمود رضا ببعض الأسماء إلا أنهم لم يحققوا النجاح الذى اعتادت عليه فرقة رضا فى زمن على إسماعيل.. خطر على ذهن محمود رضا اختيار قائد مُتخصص لفرقة رضا وكان جريئاً فى اختياره لقائد أوركسترا القاهرة السيمفونى كمال هلال! لأن فرقة رضا معنية بالحكايات والاستعراضات الشعبية فكيف إذاً يختار قائدًا موسيقيًا يقدم سيمفونيات عالمية ليقود فرقة فنون شعبية؟
العرض كان وقعه غريبًا على كمال هلال لدرجة أنه لم يوافق مُباشرة ولم يجد كمال هلال مُنقذًا له من هذه الورطة سوى طلب النصيحة من الدكتور حسين فوزى وكيل وزارة الثقافة وقتها الذى انزعج من الأمر، ورغم تبرير المايسترو كمال هلال موافقته على عرض محمود رضا بأن فرقة رضا ستُقربه للجمهور أكثر لأن هناك مسافة كبيرة بين الشعب المصرى وأوركسترا القاهرة السيمفونى إلا أن الدكتور حسين فوزى لم يشجعه على الأمر وقال له أنت مسئول عن نفسك وتحمل نتيجة قرار لا أوافقك عليه.
المهم وافق الفنان كمال هلال على عرض محمود رضا ووقع عقدًا مدته عامان، وبدأت الفرقة تنزل دعاية فى الشوارع عن حفلاتها وهى دعاية لم تكن متوافرة فى الحفلات السيمفونية بالأوبرا، وقد اشتغل كمال هلال فى العام الأول من مؤلفات على إسماعيل وفى العام التالى كانت الفرقة حصلت على ميزانية جديدة وتم تلحين أعمال جديدة ناجحة ارتفعت بمستوى الفرقة من المحلية للعالمية وحملت اسم كمال هلال أشهرها «جرحونى عيونة يابا» للمطرب عُمر فتحى رحمة الله، ورغم النجاح الساحق للأغنية التى جعلت عُمر فتحى من أوائل النجوم السوبر ستارز بين أبناء جيله إلا أن كمال هلال كان يجد حرجًا من أنه مُلحنها، ومن استعراضاته الناجحة أيضاً «جنية البحر» و«بنات النيل».
• الأوبريتات
امتدت نجاحات كمال هلال للأوبريتات الوطنية التى قدمها على مسرح البالون، حيث قام بالتوزيع الموسيقى وقيادة أوبريت «مصر بلدنا» ألحان محمد سلطان وغناء فايزة أحمد وهانى شاكر ولبلبة وشكوكو وقد حضر الأوبريت الرئيس الراحل محمد أنور السادات، بخلاف أوبريت «عالم قرود» إخراج السيد راضى.
بعد مرحلة مسرح البالون «فرقة رضا وفرقة الفنون المسرحية» عاد الفنان كمال هلال لأوركسترا القاهرة السيمفونى ليُقدم بنجاح الأعمال العالمية وأهمها تقديمه الموسيقى العالمية للسويد، وكان حريصًا على شراء النوت الموسيقية لبعض المؤلفات العالمية لإسعاد أهل وطنه.
• هو والثورة
رغم أن المايسترو كمال هلال وصل لسن المعاش فإنه يحمل حماس وروح الشباب فى العمل فقد حرص على تلحين وتوزيع أكثر من أغنية للثورة منها أغنية «المصريين» غناء مدحت صالح وكلمات سمير الطائر و«الجيش والشعب أيد واحدة» كلمات يسرى محمد ولنفس الشاعر لحن أيضًا أغنية «الثورة».
• أزمات مالية
فى ظل الأزمات المالية التى واجهت المايسترو كمال هلال عندما كان لا يجد التقدير المادى اللائق به كأول قائد مصرى للموسيقى العالمية من الصاغ صالح عبدون استطاع التعامل بمرونة فى الأمر، حيث لم يتردد فى وضع الموسيقى التصويرية لبعض الأفلام سواء الروائية مثل «المتمردون» إخراج توفيق صالح و«لن أغفر أبداً» إخراج سيد طنطاوى أو التسجيلية مثل «ست الدار الفرعومية» حيث حصل على درجة الامتياز على تأليف موسيقى الفيلم بخلاف جائزة مالية، كما كان المسئول الفنى لفرقة سمير صبرى الاستعراضية، كما لحن له بعض الأغانى التى وضعها بفيلمه «نشاطركم الأفراح» منها «لاميتين ولاتلتماية» و«تعالى» بخلاف أغانٍ أخرى للأفراح.
• اعتراف بأستاذيته
المُثير أن المايسترو كمال هلال فوجئ بعد 30 سنة وبالتحديد بعد نجاحه المُبهر كقائد كونشيرتو بيانو «لشومان» لعازفة بيانو سكندرية بمُكالمة من الصاغ صالح عبدون يهنئه على ألقه فى قيادة البيانو! أخيراً اعترف الصاغ صالح عبدون الذى حاربه سنوات بموهبته.. أتمنى لو أن إيناس عبدالدايم تُعيد لنا حفلات هذا المايسترو الاستثنائى من خلال دار الأوبرا الفترة القادمة لتتعرف الأجيال الجديدة على موهبة أول قائد مصرى للموسيقى العالمية. •


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.