كل يوم تثبت البنت المصرية أنها بمئة راجل.. فقط إذا توفرت لها الفرصة والإمكانيات.. ومع تألق كل فتاة يظهر على السطح سؤال.. ماذا لو أعطيت كل بنت مثلها مجرد فرصة!! وهنا جاءت فرصة لمجموعة من الفتيات من خلال مبادرة «بأيدينا نحقق حلمنا» اشترك فيها كل من الإدارة المركزية لمراكز الإنتاج الفنى التابع لقطاع الفنون التشكيلية ووزارة الشباب والرياضة ومؤسسة «من أجل مصر» للتنمية الشاملة. وكانت المبادرة مقدمة لفتيات من الصعيد والوادى الجديد لتدريبهن على صناعات تراثية وحرفية من نسيج ونحاس وجلود وخيامية لمدة شهر على أيدى المدربتين عزة صبحى ونوار أحمد لإعدادهن كمدربات وإكسابهن الخبرة لتوفير حياة كريمة لهن وعرض منتجاتهن فى مهرجان بوكالة الغورى للاحتفال بتخرجهن تحت رعاية وزارة الثقافة فى وجود نقيب التشكيليين حمدى أبوالمعاطى وتم عرض المنتجات وسط أجواء تراثية تحمل من الأصالة التى استمدت من عبق الماضى المتمثل فى هذا المكان الرائع.. وكانت الفرحة التى زينت وجوه ثلاثين بنتاً تؤكد أنهن قد وضعن أقدامهن على طريق الأمل والنجاح.. مما يؤكد ضرورة تضافر كل الجهود لتكرار هذه التجربة على نطاق أوسع للشباب فيما يخص الحرف التراثية. وقد أصدرت وزارة الشباب والرياضة قرارا بدمج وتشغيل فتيات «مبادرة بأيدينا هنحقق حلمنا» ضمن خطة أندية الفتاة الشهرية، على أن توفر مؤسسة «من أجل مصر» لهن خامات التدريب». • الشباب يصنع المستحيل الدكتورة سلوى الشربينى رئيس الإدارة المركزية لمراكز الإنتاج الفنى تقول: عندما تجتمع الإرادة وتتوفر الإمكانيات يستطيع الشباب عمل المستحيل ويكون لديهم الحافز فنحن نفتح ذراعنا للبنات ندربهن ولأن الصناعات التراثية فى دمنا كمصريين استوعبت الفتيات وبرعن فيما تعلمنه والأستاذ علاء فاضل اشترك معنا بالخامات وتضافرت الجهود لصالح الفتيات.. والإدارة منقسمة من زمان فى الهيكلة تابعة لقطاع الفنون التشكلية مختصة بالحرف التقليدية والتراث والحرف البسيطة اليدوية التى لا تكلف مبالغ ضخمة وتباع فى منافذنا بأجور زهيدة وعندنا منافذ بالمانسترلى نطالب بفتحها ثانية ولكن الإجراءات بطيئة.. وعندما سألتها عن سبب عدم بيع هذه المنتجات فى الخارج فى مناسبات تستضيفها جالياتنا فى الدول الأجنبية خاصة مع تقدير الأجانب لهذه الحرف أجابت: «إقامة هذه المعارض تتوقف على العلاقات الثقافية الخارجية ولدينا إدارة عامة للتسويق أثناء الدورة التدريبية لفتيات الصعيد المشكلة أنهم كانوا يأخذون الحرفيين فى كل دورة تدريبية فاقترحت على رئيس القطاع أن تكون هناك إدارة للتدريب لأننا ملزمون فى كل 3 شهور بحجم إنتاج معين وحددنا أفراداً للتدريب ليكون الأمر أكثر تنظيماً». وقال علاء فاضل رئيس مجلس أمناء مؤسسة من أجل مصر: «بدأت فكرة المشروع بتدريب فتيات القرى النائية والفقيرة بصعيد مصر، وتطورت إلى جعلهن مدربات يشاركن فى تنمية قراهن، وجعلها قرى منتجة. وكان الأمر بمثابة تحدٍ بإحضار بنات من بنى سويف والمنيا والوادى الجديد ووفرنا على مدى 35 يوماً زمن الدورة لهن الخامات والنتيجة كانت رائعة فقد تعلمن وأنتجن وعرضن منتجاتهن فى المهرجان وتسلمن شهادة من الإدارة المركزية للبرامج التطوعية والثقافية بوزارة الشباب والرياضة لدمج هؤلاء الفتيات فى أندية الفتاة فى قراهن كمدربات وكل الجهات ساهمت فى إنجاح الهدف ولكن للأسف «صدمنا بروتين وموظفين فى المنيا فمديرية الشباب والرياضة فى الأقاليم لا تريدهن مع أن الوزير مضى على أوراقهن. وتدخل ليأخذن حقهن فقد رأينا من الفساد والمحسوبية بين بعض الموظفين ما وضع أمامنا تحدٍ.. والحمدلله تم دمج فتيات مبادرة «بأيدينا هنحقق حلمنا»، الدفعة الأولى، كمدربات للحرف اليدوية فى أندية الفتاة الشهرية التابعات لها بمحافظتهن كمدربات معتمدات وأخذنا وعدا بإنشاء نادى فتاة فى مطاى أيضا». نجوى صلاح مدير برامج الفتاة بوزارة الشباب تقول: «البنات بالفعل «عايزة تشتغل» والحكومة تنمى ثقافة العمل الحر ومن خلال أندية الفتاة فى الأقاليم ننمى ثقة البنت بنفسها من خلال الأنشطة المختلفة ونعمل لهن تسويقا إلكترونيا عندما يبرعن ويدخلن على برامج ومعارض الصندوق الاجتماعى ونقوم من خلال نادى الفتاة فيما يخص الصناعات الحرفية فى كل المدن الشبابية بدورات وإعطائهن شهادات كمدربات وكما نجحت تجربة البنات من الصعيد هناك أكثر من معسكر فى المستقبل القريب فى أبوقير وكذلك الغردقة». • حلمنا هنحققه من بين البنات اللاتى اشتركن فى الدورة التدريبية سارة عبدالنعيم 24سنة تخرجت فى كلية رياض الأطفال ودرست بمعهد الخط العربى تحكى تجربتها «عرفت من فرع المؤسسة فى مركز مطاى عندنا فى محافظة المنيا عن معسكر تدريب الفتيات على الحرف اليدوية تشجعت وطلبت الالتحاق به أول الأمر اعترض أبى أنى بنت وهاسافر لوحدى ولكن أقنعته أنا ووالدتى خاصة أنه تابع لوزارة الشباب وأنه مغلق للفتيات فقط فوافق بعد إلحاح وحببتنى المدربة الأستاذة عزة صبحى ونوار أحمد وعرفونا أماكن شراء الجلود وكيفية التعرف على أنواعها واكتشاف أى ديفوهات وفرحت جدا عندما عرضت حقيبة جلدية فى المهرجان وعندما أصدر الوزير كتشجيع لينا قرار دمجنا وقابلتنا الأستاذة دينا فؤاد مدير عام البرامج التطوعية ومضت قرار دمجنا بنوادى الفتاة المنتشرة فى كل محافظة لنكون مدربات فى فى نادى الفتاة فى مراكز الشباب ولكن للأسف لا يوجد عندنا فى مركز مطاى نادى فتاة فوعدتنى بإنشائه». • تحمست للفكرة ناهد صلاح الدين - 22سنة خريجة تربية رياضية من مركز إدفا سمالوط: «علمت عن التدريب من مكتب مؤسسة من أجل مصر وكنت فى مركز الشباب أمرن جمباز.. وتحمست جدا للفكرة شدتنى فكرة تعلم حرفة بعد أن كان كل تفكيرى فى الرياضة ساعدتنى والدتى وتحمست للفكرة ووافق أبى بعد إلحاح وبعد أن اطمأن أن وزارة الشباب سوف تنقلنا إلى القاهرة وشجعنى خطيبى على هذه الخطوة بعدما رجعنا اصطدمت بردود فعل الموظفين التابعين لوزارة الشباب والرياضة فى المنيا, هبطوا من عزيمتنا وأحبطونا وبعد أن وعدنا الوزير بأن نكون مدربات فى نوادى الفتاة بمراكز الشباب أخذوا يعرقلوننا بالروتين وأننا لا يوجد بند فى القانون المهنى يفيد بمكاننا وإلى أن نعين هناك قررت أن أبدأ بالعمل الخاص بعد أن تعلمنا كيفية شراء المواد الخام ومعرفة الديفوهات فقد ساعدتنا الأستاذة عزة صبحى ونوار أحمد ودربتنا كثيرا وحببتنا فى الموضوع وزاد حماسنا منتجاتنا الجلدية التى أشاد بها الجميع لذا سنشترى ونصنع المحافظ والحقائب وأبيعها لتجار وأبدأ مشروعى الخاص الذى أحلم به». •