مع بداية كل عام جديد، ينتظر الكثير منا افتتاح معرض القاهرة الدولى للكتاب بشغف، وذلك لتعطشهم لقراءة كل ما هو جديد.. ولأن معرض الكتاب هو المكان الوحيد الذى يروى عطشهم، فإن الإقبال عليه دائما يكون كبيرا.. المعرض يضم العديد من الكتب لكبار الكتاب والمؤلفين والمؤرخين والأدباء والروائيين فى كل أنحاء الشرق الأوسط، سواء كانت هذه الكتب نادرة أو مشهورة.. ولكن معرض الكتاب هذا العام لاقى إقبالا جماهيريا لايسبق له مثيل.. وعندما سألنا عن سبب زيادة الإقبال هذا العام.. علمنا أن هناك مبادرة جديدة أطلقتها وزارة التموين والتجارة الداخلية بالتعاون مع وزارة الثقافة ومؤسسة «بتانه»، وهى مبادرة «كتاب ورغيف».. وقد تم اختيار هذا الاسم ليكون هو المعنى الحقيقى للعيش والحرية.. فقد ذهبنا على الفور إلى معرض الكتاب لكننا لم نجد الطوابير الهائلة التى سمعنا عنها فى جناح «المبادرة» وهناك تعرفنا أكثر على هذه المبادرة وآراء الناس حولها. فى البداية تحدثنا مع محمد المصرى أحد مسئولى «مؤسسة بتانه» للنشر ليخبرنا أكثر عن المبادرة قائلا: «مؤسسة بتانه» هى همزة الوصل بين وزارة الثقافة ووزارة التموين.. فمثلما تقوم وزارة التموين بتدعيم الخبز والأكل للمواطن، ووزارة الثقافة بتدعيم الفكرة والإنتاج الفكرى فى مصر.. قمنا نحن المؤسسة «مؤسسة بتانه» بتوافق التدعيم التموينى والثقافي، ومن خلالهما جعلنا المواطن يحصل على كتاب مدعم من خلال بطاقه التموين.. ومن هنا جاءت لنا فكرة مبادرة «كتاب ورغيف».. حيث تتضمن المبادرة خصم 90% من قيمة أى كتاب خلال فترة المعرض.. وكل بطاقة تموين لها كتاب واحد فقط هنا فى القاعة الرئيسية.. ولأول مرة تنفذ هذه المبادرة هنا فى المعرض.. وستمتد لمدة سنة.. حيث سيتم عقد مؤتمر صحفى بعد الانتهاء من المعرض سنعلن فيه الأماكن التى سيتم فيها تنفيذ المبادرة فى القاهرة والجيزة والمحافظات الإقليمية.. فقد لاقينا إقبالا كبيرا من الناس لم نكن نتخيله بالمرة ومن مختلف الأعمار.. فهناك مؤسسات، كالهيئة العامة للكتاب أو المجلس الأعلى للثقافة أو المركز القومى للترجمة جاءوا يدعمون المبادرة بالمؤلفات الخاصة بهم.. وهذا فى الحقيقة لم نتوقعه وقد أدركت الناس هذا. وأثناء حديثنا تدخلت ابتهال عضو مؤسس بتانه لتكمل قائلة: المجلس الأعلى للثقافة أهدانا 2000 كتاب ومع بداية المبادرة أهدانا 1200 كتاب.. والهيئة العامة للكتاب أهدتنا أيضا 2400 كتاب.. كما أن هناك دور نشر خاصة قامت بعمل خصومات لنا تصل إلى 50% على الكتب، كدار الدار وبيت الياسمين وروافد.. ولدينا كتب فى التاريخ والفلسفة والكمبيوتر وفى كل المجالات، الإقبال على كل الكتب وليس كتاب معين بعينه.. حيث يوجد من كل كتاب عشر نسخ.. ومنذ بداية المعرض وحتى الآن انتهينا من بيع 5000 كتاب.. كما كان لدينا كتب لنجيب محفوظ وحسن طالب فى الشعر ومؤمن المحمدى مؤرخ ولدينا كتب للمسرح وكتب لفتحية العسال.. معظم الكتب الموجودة تصل أسعارها إلى نصف جنيه. أما عن سبب تسمية المبادرة بهذا الاسم، فتقول: لقد أطلق الروائى الدكتور عاطف عبيد هذه المبادرة.. حيث قام بتقديم الفكرة لوزارة التموين ووزارة الثقافة ورحبوا بها على الفور.. فمن خلال هذه المبادرة نحاول أن نحقق شعارها.. وهى مواجهة الإرهاب والتطرف والعنف بالثقافة.. أما بالنسبة للرغيف، فالناس لن تستطيع العيش بدون طعام.. ومن هنا جاء اسم المبادرة.. فنحن نحاول أن نجعل الثقافة فى المواجهة.. بمعنى عندما يجد المواطن دعم 90% على الكتاب طوال السنة سيحصل خلال السنة على 12 كتابا، وهذا سيفرق معه فى ثقافته وفى فكره وفى كل شيء. تركتهم وذهبت للناس كى أعرف رأيهم فى هذه المبادرة. • الكتب محدودة مدحت منصور - مدرس لغة عربية - يبدى رأيه فى المبادرة قائلا: المبادرة جيدة، ولكن الكتب مجالاتها محدودة جدا.. ولا يوجد مجال للاختيارات.. توقعت أننى سأجد كتباً لسيبويه ولأسماء عملاقة!!.. المبادرة بها كتب أدب، سياسة وتاريخ.. ولكنها ليست بالشكل المرضى. تركته لأجد عدنان خارجا من جناح «كتاب ورغيف» ممسكا فى يده كتابا وعلى ملامح وجهه ترتسم علامات عدم الرضا، ليخبرنى قائلا: بصراحة لست مقتنعا بالمرة.. ولن أجد شيئا نال إعجابى.. فمعظم الكتب اكتشافات علمية وموسيقى.. لا يوجد روايات لأشخاص معروفة.. المبادرة فى أساسها تعتبر شيئا إيجابيا، ولكنهم يعرضون من خلالها كتبا ليس عليها إقبال كبير.. وبالتالى سعرها رخيص. أما إيمان محمد، فتقول: الكتب ليست قيمتها كبيرة، كى يقوم بعمل خصم عليها.. فمعظم الكتب تتراوح أسعارها ما بين الثلاثة جنيهات أو جنيهين.. فمن المفترض أن يقوم بعمل خصم على الكتب التى تتراوح أسعارها بين ال50 جنيها او ال70 جنيها أو حتى ال 30 جنيها.. وخصوصا أن لكل فرد كتاب واحدا فقط.. فأعتقد أن هذا ليس له «لازمة».. فهى ليست كتب صفراء وليست أيضا كتبا ذات قيمة كى تعرض فى معرض. •