أبداع أحمد فؤاد نجم فى كل الأغراض الشعرية وتميز بأنه..الشاعر المصرى الوحيد الذى أصدر ديوانا شعريا كاملا عن كرة القدم المصرية فى الستينيات من القرن العشرين تحت عنوان «حكاية الأهلى والزمالك» الذى جاءت روعته فى بساطته التى يمتلكها و«ينثرها» نجم على نجوم الكرة ومظاليمها، وجاء رصده لكبار مشجعى الأهلى والزمالك طلبة صقر وجورج سعد فى سجال شعرى رائع وكأنه رسالة فارقة فى حياة جماهير الكرة بما فى هذا السجال من عفة لسان وانتماء لا عنصرى وفخر بالنادى الذى ينتمى له كل مشجع بجماهيره وهى رسالة للأولتراس لعل وعسى يقرأون التاريخ.
إن هذا الديوان المجهول يعلن فيه نجم من البداية عن أهلاويته القوية، لكنه الانتماء الذى لا يجعله يتهجم على الخصوم والمنافسين خاصة الزمالك، بل إنه فى مقدمة الديوان يؤكد على أن صاحب فكرته فهمى عمر الإذاعى الشهير والزملكاوى جداً. ويبرر نجم دلوفه لهذا النوع من الشعر فى مقدمته قائلا: إننى بهذه المحاولة أعتقد أننى قد ساهمت بطريقة ما فى العمل على الارتقاء بهذه الرياضة الشعبية المحبوبة التى أرجو لها كل تقدم وازدهار. وانطلق نجم يرصد حكاية الكورة فى مصر: حكاية الكورة فى بلادنا ولا الروايات صحايف تحكى أمجادنا مع الكبوات ما أشبه الليلة بالبارحة يا أبوالنجوم ومازال ماثلا أمام عيوننا الخروج المهين أمام غانا فى تصفيات كأس العالم. وفى قصيدة أخرى أقتطف منها: حريفة ما حدش ينكرها من آخر الدنيا لأولها إنما لياليكوا وعمايلها بتخلى «الحبشة» بتغلبنا يا كباتن بلدى يا حبايبنا إشارة إلى موهبة اللاعب المصرى وحرفنته دون عائد بطولى لمصر. أما عند الحوار فى المدرجات الذى أنشأه نجم بالستينيات ما بين زعيم جماهير الأهلى طلبة صقر وجورج سعد زعيم وكبير مشجعى الزمالك فما أروعها، حيث يقول جورج: هاتوا الدفاتر تنقرا علشان تشوفوا اللى جرا والأهلى خيبته مسجلة وحاجة آخر مسخرة م الكاس قوامك صيفوه والدورى منه ضيعوه ومشجعينه خلاص فاتوه وكل يوم بيجيب ورا ∎ فيرد طلبة صقر الأهلاوى: مال العتاولة مصهللين وفى العناتلة شمتانين! دا ما كانش دورى من سنين خدتوه أوطنة وهنكرة جمهورنا ما فقدش الأمل ولا بيقعش إلا الجمل والأهلى لو صفه اكتمل حيخليها لكم مجزرة وفى تبارٍ راق يواصل نجم رصده لنجوم الأهلى والزمالك بصورة نقدية ولا أروع. ∎ جورج: الروبى مصفة مفوتة واقف عشان الكروتة «يقصد الروبى حارس المرمى» ∎ طلبة: مش برضه أحسن من يكن ملك الملوك اللى اتركن «يكن حسين» ∎ جورج: طارق سليم لو اتوزن يكفى أورطة فى اليمن ∎ طلبة: ما عندك أحمد مصطفى أبورجل زى المغرفة جورج: وأبوغيدا إيه رأيك بقى ضليع فى فن البعزقة ∎ طلبة: وأبوالرجال الزنبقة ملك ملوك الزحلقة «أحمد رفعت» ∎ جورج: طب والمهندس يا طلب راجل بيلعب بالطلب.. «الفناجيلى» ∎ طلبة: رأفت بتاعكوا اللى عدل دا بأى لاعب يتبدل «رأفت عطية» ∎ جورج: حالتكو يا ابنى اتدهورت ونفاثتكوا اتطلعت «ميمى الشربينى» طلبة: جايبين مصارع م الغابات وموقفينه فى الهافات «عبده نصحى» جورج: ورأيك إيه فى المشيخة صبحت شوطاته مدروخة «طه إسماعيل» حالته بصراحة ملبخة أحسن له يمسك مبخرة طلبة: أهو حالته أحسن من على الفرود السبهللى «على محسن» جورج: يا طلبة بطل هلوسه نادى الزمالك مدرسة طلبة: لو اتغلبنا منكوا يبقى الكلام من حقكوا ونجيب دفاتر تنقرا الكلمات عذبة والنقد قاسٍ يجرح ولا يدمى ويصف بحق حالة اللاعب دون تجاوزات أو تدخلات واقرأ أيها الأولتراس. وفى مسألة الانتقال وضم اللاعبين رغم علامات الاستفهام فى هذا الانتقال وجدواه يقول إثر محاولات الأهلى لضم الشغبى نجم السويس: يا أهلى قوللى ح تعمل إيه/ بالشغبى دا اللى بيحكوا عليه النادى فيه أشبال حلوين/ والشبل لسه فى عمره سنين الخطف ليه ولا التلبيخ/ دا الأهلى له أمجاد وتاريخ. وفى قصيدة صح النوم يقول: صح النوم يا عتاولة/ وأنتوا يا عناتيل خدتوا الكورة مقاولة/ من عهد المساطيل وعملتوا لكم دولة/ زى صحاب الفيل واتربعتوا علاولة/ على عرش البرازيل. أما ما قاله عن هؤلاء النجوم بالفوازير فمنه: ما يقلش أبدا عن بوشكاش/ ولا بونابرت وأمثاله لاعب فنان بس بيطفش/ م الملعب ودا من إهماله جمهور النمسا المتعطش/ ملهوف على فنه وجماله ∎ وعن آخر قال: اتفقوا العالم واختلفوا/ وانتشروا مذاهب ومشارب إنما بالدمياطى اعترفوا/ وبأنه صحيح أحرف لاعب ∎ والثالث قال عنه: فنان يا خسارة ويعجبنى/ لو كان فى الفورمة الأصلية صالح قال فنه بيطربنى/ زى الأنغام الشرقية ∎ وعن صاحب اللغز الرابع: خطاف وحرامى فى الملعب/ وفى بيتهم بيصوم ويصلى أحسن إنسان لو يلعب/ مش لو يتلخبط ويجلى ∎ وفى موضع آخر: يا ظهير ما شافتش العين زيك/ يا لحاف بيغطى الشبكاية إن كان لناديك والا لبلدك/ أديت خدمات ما لها نهاية ∎ بس أنا من رأى عشان اسمك/ إن كان على الكورة بقى كفاية. باختصار يتحدث فى اللغز الأول عن المايسترو صالح سليم ويجسد حالته خلال هذه الفترة ومسألة احترافه بالنمسا. فى اللغز الثانى يصف حال الفناجيلى مهندس الكرة المصرية وينتقل منه إلى نبيل نصير نجم الزمالك، وفى اللغز الرابع يصف حالة الشيخ طه إسماعيل ثم أخيرا عن يكن حسين. وعن الأندية الأخرى فى بساطة ويسر واختصار قال تحت عنوان فوازير: ∎ الأولى: أنا البعبع أنا العفريت/ أنا النملة اللى هزمت فيل ولو «خزنت» ولا مشيت/ تكهرب سنجتى العناتيل ∎ الثانية: الله حى الله حى/ نصبوا أولادنا السيرك ودار عربى رايح طربوش جى/ خلوا الحلقة تشعلل نار ∎ الثالثة: ياللى أمان يا الله يا حمدان/ نغلبهم عنايل وعتاوله حتى الدراويش والمصرى كمان/ هزيمتهم دى علينا مقاولة ∎ الرابعة: من ع الشط يا بويا جابونا/ م المنشية وم المعمورة ∎ الخامسة: خدنا حداشر جون وشربنا/ غلب فتاكة وغلب شاهين زارنا الأهلى على ملعبنا/ بقى دايخ زى المساكين ∎ السادسة: بعد كفاح وكفاح/ من كل الأجناس ظهر الناس ولاح/ وشربنا فى الكاس حل فوازير تلك الأندية بالترتيب: 1- الترام والذى اشتهر بهزيمة الأهلى. 2- الإسماعيلى دراويش مصر المهرة بنجومهم الكبار درويش ميمى وحسن ولولو والعربى وشحتة وغيرهم الكثير. 3- السويس الرياضى أبناء الغريب. 4- السواحل الذى كان منشأ حديثا. 5- بنى سويف الذى صعد للدورى الممتاز فى هذا العام وانهزم 11 صفر. 6- القناة أحد فرق الساحل بجوار المصرى والسويس. هذا جزء من إبداع الفاجومى واعتراف بدوره فى تناول الحركة الكروية بنقد شعرى ولا أروع وما تناولناه قليل من كثير فى خضم بحر الفاجومى رحمه الله.∎
