تعود من جديد لتصعد إلى المسرح لاستلام التكريم الذى قدمه لها القائمون على الدورة السابعة عشرة من المهرجان القومى للسينما المصرية، لا، والشعب المصرى كله عن مجمل تاريخها الفنى، لا وموقفها البارز وصمودها فى وجه من أطلقنا عليهم مؤخرا طيور الظلام. إنها النجمة إلهام شاهين التى شهد تاريخها الفنى الطويل والضخم العديد من الأعمال الفنية الجادة والتى حصدت بها العديد من الجوائز والتكريمات المحلية والدولية، والذى شهد أيضا تمسكها بموقفها وإصرارها عليه وإيمانها بقيمة الفن والثقافة فى حياة كل الشعوب. ∎ أعمال ضخمة وتكريمات عديدة محلية ودولية وجوائز لا حصر لها شاهد عليها تاريخ النجمة الهام شاهين الفنى، إلا أن هذه المرة التى يتم فيها تكريمك بكل ما يحيط بنا من ظروف صعبة ورسالة يبعث بها المهرجان إلى العالم كله لها تاثيرها الخاص عليك؟
- «أى تكريم فى أى توقيت و فى ظل أى ظروف هو مصدر سعادة بالنسبة للفنان، لأنه يكون بمثابة كلمة شكر وتقدير لمشواره الفنى والذى يشعر من خلاله أنه أدى رسالته تجاه مجتمعه وجمهوره وبلده كما ينبغى، وفى الظروف الحالية قد يمكن اعتبار التكريم أيضا نوعا من المقاومة ضد أى شعور باليأس، فهناك من يحاول أن يشعرنا أننا شعب محبط ولكن إذا كانت مصر حقا تمر بظروف صعبة، فما يحدث ما هو إلا مرض سنظل نقاومه حتى ننجح فى النهاية فى الشفاء تماما منه، هكذا شعرت أثناء تكريمى من خلال المهرجان القومى للسينما المصرية والذى أردنا أن نقول من خلاله، لا.. فالحياة ستستمر وعجلة الحياة مستمرة فى دورانها، مهما حاول المتخلفون عرقلة حياتنا،تفقد حاولوا الرجوع بمصر مئات السنين إلى الوراء ولكننى أود أن أقول لهم أن الفن والثقافة جزء مهم وأصيل فى حياة الشعوب ليس الهدف منه فقط التسلية كما يدعى البعض، فالبعض قال مهرجان فى ظل ما نمر به من ظروف؟! وأنا أقول المهرجان لا يعنى الفرح والاحتفال وإنما هو عمل ودور جزء منا تأثيره كبير، فهو تاريخ لكل لحظة إنسانية، تاريخية، سياسية، وطنية، فالسينما ما هى إلا مواكبة لكل هذا ووجودها لا يقتصر على الأيام الحلوة والهدف منها الترفيه وإنما هى أحيانا تكون بمثابة الجرس الذى يوقظ الناس وهى المرآة العاكسة للواقع وخير معبر عنا وعن كل ما يخص حياتنا فلابد أن تستمر، فهى ركيزة أساسية لمصر و بها يظل العالم مدركاً للدور الذى تلعبه مصر بفنها وثقافتها .
∎ قلت عن هذا التكريم «فخورة به إلا أنه يحملنى مسئولية كبيرة جدا..»؟
- بالضبط فالتكريم ما هو إلا تقدير عن مشوار أى فنان، ومن خلاله تستطيع أن تشعر بمكانة وقيمة الرسالة التى سعيت واجتهدت لتقديمها من خلال هذا المشوار، وهنا تصبح المسئولية أكبر تجاه ما هو آت تجاه بلدى وجمهورى وما يستحقه منى، وأن أجتهد لتقديمه، ومع كل تكريم ومع كل جائزة دائما ما يراود الفنان هذا التفكير فيما هو قادم وفى بكرة وما يجب عليه تقديمه لجمهوره حتى تظل مكانته كما هى لديه بل تكبر وقيمته تكبر بأعماله، فكره والرسالة التى يسعى لتحقيقها وازاى هنا بتكثر، ازاى هقدر احتفظ بقمتى وبقيمة مسيرتى وازاى هقدر أقدم الأفضل من خلال مسيرة طويلة من الفن الهادف له رسالته، مش مجرد أعمال تمر مرور الكرام وبالتالى فنحن نفكر ألف مرة قبل الإقبال على أى عمل».
∎ فى كل مرة يتم ذكر اسم الفنانة إلهام شاهين يتم التنويه عن موقفها من الإخوان والتصدى لهم والذى وصفه الجميع فى الآونة الأخيرة بالتصدى لطيور الظلام وللتطرف والإرهاب، وهذا ما تم التنويه عنه بالفعل أثناء تكريمك؟
«بالتأكيد ومادمنا أخذنا حقنا بالقانون، وهناك قضاء محترم وعادل يطبق حكم الله وعدالته على الأرض فلاداعى للحديث فى هذا الموضوع بهذا الشكل المبالغ فيه فأنا دائما ضد فكرة الانتقام وأحب التفكير فى بكره، والشعور بالتفاؤل أن كل ما هو آت هو أفضل وأحسن مما مضى علينا بكل ما تسبب فيه لنا من ألم، وكما قلت من قبل يكفينا بكاء على الأطلال، ويكفينا الشعور أن مصر بجد بترجع لنا من تانى، وطيور الظلام نجحنا فى التخلص من جزء كبير منهم والجزء المتبقى إن شاء الله هنتخلص منه قريبا وربنا بجد دايما حامينا وحامى هذا البلد وواقف إلى جانبنا، مصر ليست بحاجة منا إلى الوقوف مكاننا ننتقد وإنما فى حاجة منا إلى العمل ومن ينتقد دوره تقديم الأفضل حتى يدرك الجميع الصح والخطأ، فأنا عندما وجدت أن الفن تتم مهاجمته، وجدت أنه من الصح اللجوء للقضاء والحصول على حقى من خلاله، فأنا واجبى تقديم النموذج الصح وأيضا عندما وجدت أن السينما بتضيع والأفلام كلها تافهة وليس لها قيمة وصناعة السينما فى انحدار وجدت أن الصح أيضا أن أتصدى لهذا ليس بأن أتصعب وأبكى وأقول ياعينى السينما ضاعت، بالتأكيد لا ولكن بأن أنزل وأعمل سينما وأمنحها من وقتى ومجهودى وفلوسى، حتى ولو هخسر، فأنا دايما بحب ترجمة الأفكار حتى لا تصبح مجرد شعارات إلى شىء عملى».
∎ من جديد تخوضين تجربة الإنتاج وفى مغامرة لا إنتاجية فقط وإنما أيضا فنية بالتمرد على كل ما هو سائد تصرين على عودة الروح إلى السينما المصرية بعمل سينمائى جاد ذى مضمون وهو «يوم للستات»؟
- «من خلال هذا الفيلم أسعى إلى رفع اسم السينما المصرية، بتقديم فيلم يضم الفن والثقافة والفكر الهادف والجماليات وكل حاجة حلوة ممكن نقولها عن مصر نخرج به للعالم كله ويرفع اسم مصر فوق ونشارك فى مهرجانات دولية من خلال دعاية محترمة للسينما المصرية، فقد حان الوقت حتى نعود إلى زمن الأفلام المحترمة الكبيرة التى نخرج بها للعالم كله رافعين رؤوسنا وفخورين بها.
∎ من اسم الفيلم واضح جدا ارتباط موضوعه بالمرأة وأهم قضاياها، فماذا عن الرجل هل ينتقده من خلال يوم للستات؟
- ليس هناك قضية تتعلق بامرأة إلا ووجدناها لها علاقة برجل، وهذا ما سنشاهده من خلال فيلم يوم للستات الذى تدور أحداثه حول ست بطلات وست أبطال، فاستحالة يكون هناك فيلم موضعه المرأة أو مشكلة خاصة بالمرأة وما تواجد دور رئيسى للرجل ضمن أحداثه لهذا لا يجوز فهم فيلم يوم للستات أنه فيلم نسائى، فالبطولة من خلاله لكل من النجم محمود حميدة، الفنان طارق التلمسانى، النجم فاروق الفيشاوى، أحمد الفيشاوى، أحمد داود وإياد نصار، إلهام شاهين، نيللى كريم، سماح أنور، سميحة أيوب، هالة صدقى، ناهد السباعى، يعنى ست أبطال وست بطلات، اثنى عشر بطلا وبطلة، يعنى عندنا دستة أبطال»
∎ كمنتجة لا كفنانة وممثلة أيهما أكثر مغامرة برأيك الإنتاج الدرامى أم السينمائى؟
- أى إنتاج للفنان هو مغامرة، لسبب بسيط وهو أن الفنان عادة لا يفكر من زاوية المادة وإنما كل ما يعنيه هو الزاوية الفنية للعمل الفنى، وهذا للعلم غصب عنه فالمسيطر عليه دائما هو الجانب الفنى لا الجانب المادى سواء فى الفيديو أو السينما ولكن بالنسبة لى أنا أفضل العمل من خلال السينما، هذه القيمة الكبيرة التى ترفع اسم مصر أمام العالم كله».
∎ أخيرا أنت نجمة بمئة رجل.. ماذا يعنى لك هذا اللقب؟
- ولماذا لا نقول امراة بمائة امرأة وليس بمائة رجل، دائما ما نربط بين القوة والرجل وإن كنت متأكدة أن القوة ليس المقصود منها قوة عضلات وإنما هى قوة التحمل والتصدى واحترام الرأى الخاص بى والإصرار عليه ولكن نظرا لارتباط القوة بالعضلات طبقا لاعتقاد الكثيرين، دعينا نقول أننى سعيدة بهذا الكلام وفخورة به وإن كنت دائما ما أقول الأفضل أن يقولوا ست بمائة ست.