صلاح البجيرمي يكتب: الشعب وانتصارات أكتوبر 73    وصول عدد من الخيول المشتركة فى بطولة مصر الدولية للفروسية    سعر الذهب يواصل الصعود بحلول التعاملات المسائية    جبران يستقبل مُمثلي شركات صينية لتوثيق أوضاع عمالها    حزب الله: قصف شركة للصناعات العسكرية في ضواحي تل أبيب بصواريخ نوعية    القاهرة الإخبارية: اعتداءات بالجملة على المزارعين والأراضي الفلسطينية    قائمة بايرن ميونخ لمواجهة برشلونة في دوري أبطال أوروبا    حتى عام 2027.. مفاجأة بشأن تجديد عقد محمد صلاح مع ليفربول    حبس المتهمين في واقعة تزوير أعمال سحر ل مؤمن زكريا لمدة 3 سنوات    لا يوجد أدلة مقنعة.. حيثيات الحكم على المتهمين باختلاق سحر مؤمن زكريا    الطب الشرعي يفجر مفاجأة في اتهام موظف مدرسة إعدادي بالتح.رش بالطالبات    بسبب القصف الإسرائيلي.. نادين الراسي تغادر منزلها بالبيجاما    صور من كواليس مسلسل "وتر حساس" قبل عرضه على شاشة "ON"    خبير اقتصادى: وجود مصر فى مجموعة "بريكس" له مكاسب عديدة    وزير الصحة يشهد جلسة نقاشية حول التعليم كركيزة أساسية لتحقيق التنمية البشرية المستدامة    بعد تحريك أسعار البنزين.. هل أتوبيسات المدارس الخاصة تتجه للزيادة؟    النائب العام يلتقي نظيره الإسباني لبحث التعاون المشترك    الدفاعات الجوية الأوكرانية تسقط 42 مسيرة روسية خلال الليلة الماضية    طرق طبيعية للوقاية من الجلطات.. آمنة وغير مكلفة    غادة عبدالرحيم: الاستثمار في بناء الإنسان وتعزيز الابتكار أهم ما تناولته جلسات مؤتمر السكان    رسالة غريبة تظهر للمستخدمين عند البحث عن اسم يحيى السنوار على «فيسبوك».. ما السر؟    حبس سيدة تخلصت من طفلة بقتلها للانتقام من أسرتها في الغربية    رئيس القومي للطفولة والأمومة: 60%؜ من المصريات يتعرضن للختان    «سترة نجاة ذكية وإنذار مبكر بالكوارث».. طالبان بجامعة حلوان يتفوقان في مسابقة دبي    وزير الزراعة يبحث مع «إيفاد» نتائج البعثة الإشرافية لمشروع الاستثمارات الزراعية    وزير التعليم العالي: بنك المعرفة ساهم في تقدم مصر 12 مركزًا على مؤشر «Scimago»    لقاءات تثقيفية وورش فنية متنوعة للأطفال بثقافة الإسماعيلية    حركة حماس: ما تشهده جباليا وبيت لاهيا انتهاك صارخ لكل القوانين    ذوي الهمم في عيون الجامع الأزهر.. حلقة جديدة من اللقاء الفقهي الأسبوعي    لهؤلاء الطلاب بالأزهر.. إعفاء من المصروفات الدراسية وبنود الخدمات - مستند    طلقت زوجتي بعد خيانتها لي مع صديقي فهل ينفع أرجعها؟.. وعضو الأزهر للفتوى تجيب- فيديو    مقابل 3 ملايين جنيه.. أسرة الشوبكي تتصالح رسميا مع أحمد فتوح    وزيرة التضامن ب«المؤتمر العالمي للسكان»: لدينا برامج وسياسات قوية لرعاية كبار السن    "العمل" تشرح خدماتها في التشغيل والتدريب المهني بدمياط    ألمانيا تسجل أول حالة إصابة بفيروس جدري القرود    حقيقة الفيديو المتداول بشأن إمداد المدارس بتطعيمات فاسدة.. وزارة الصحة ترد    السجن المشدد 6 سنوات ل عامل يتاجر فى المخدرات بأسيوط    رئيس لجنة الحكام يحسم الجدل.. هل هدف أوباما بمرمى الزمالك في السوبر كان صحيحيًا؟    برغم القانون الحلقة 28.. فشل مخطط ابنة أكرم لتسليم والدها إلى وليد    فيفي عبده تتصدر تريند جوجل بسبب فيديو دعم فلسطين ( شاهد )    منافس الأهلي - كريسبو: شباك العين تتلقى العديد من الأهداف لهذا السبب    بث مباشر.. وزير التربية والتعليم يلقي بيانا أمام الجلسة العامة لمجلس النواب    الرئيس الإندونيسي يستقبل الأزهري ويشيد بالعلاقات التاريخية بين البلدين    وزير الزراعة يطلق مشروع إطار الإدارة المستدامة للمبيدات في مصر    مجلس النواب يوافق على تشكيل لجنة القيم بدور الانعقاد الخامس    أمين الفتوى: احذروا التدين الكمي أحد أسباب الإلحاد    رئيس الوزراء الباكستاني يوجه بإرسال مواد إغاثية فورًا إلى غزة ولبنان    بعد إعلان التصالح .. ماذا ينتظر أحمد فتوح مع الزمالك؟    نائب وزير المالية: «الإطار الموازني متوسط المدى» أحد الإصلاحات الجادة فى إدارة المالية العامة    انعقاد مجلس التعليم والطلاب بجامعة قناة السويس    إسرائيل تعلن القبض على أعضاء شبكة تجسس تعمل لصالح إيران    حريق هائل بمخزن شركة مشروبات شهيرة يلتهم منزلين فى الشرقية    محمد رجب يتعاقد على فيلم جديد من إنتاج السبكي    البيت الأبيض: ندعو جميع الأطراف للتعاون فى توزيع المساعدات الإنسانية بغزة    الأمم المتحدة تدين القصف الإسرائيلي العنيف للمناطق الحضرية والسكنية في لبنان    اللهم آمين| أفضل دعاء لحفظ الأبناء من كل مكروه وسوء    إبراهيم عيسى يكشف سبب مطالبة الرئيس السيسي بمراجعة برنامج صندوق النقد    ثروت سويلم: قرعة الدوري ليست موجهة.. وعامر حسين لا يُقارن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الهوية المصرية نقطة الصدام بين أصحاب الفكر الوهابى والشباب الممزق
نشر في صباح الخير يوم 29 - 10 - 2013

عقدت «صباح الخير» الأسبوع الماضى ندوة الهوية المصرية فى مشهد المتغيرات «بقاعة الندوات بروزاليوسف تحت رعاية محمد هيبة رئيس التحرير» والتى أعدها وأدارها الفنان الكبير محمد طراوى وحضرها نخبة من الأدباء والفنانين والإعلاميين، فى مقدمتهم الشاعر الكبير أحمد عبد المعطى حجازى، والفنان التشكيلى عز الدين نجيب وأستاذة الأدب الإنجليزى الدكتورة عزة هيكل ومصطفى عبدالله رئيس تحرير أخبار الأدب سابقا والإعلاميون: عبد المجيد خضر وخالد فتوح ومجموعة من نجوم الصبوحة فى مقدمتهم الكاتب الكبير مفيد فوزى والكاتب الصحفى محمد بغدادى.

بدأت الندوة بتعريف الهوية المصرية وأنها تتعرض الآن لمعركة شرسة فى ظل الصراع القائم حول الدولة المدنية والدولة الدينية.. واستعرضت الندوة علاقة الهوية بالثقافة ووحدة مصر عبر الحضارات المتعددة وتأثير النيل والفصول الأربعة والمناخ على الوحدة بين الناس فى ظل بيئات مختلفة والتسامح والقبول بالآخر عبر مزيد من الموجات والهجرات البشرية التى مرت على مصر، ومصرتها دون أن تفقد مصر هويتها.. وحكاية الأربعة آلاف فارس الذين جاءوا مع عمرو بن العاص فى القرن السابع الميلادى إلى مصر وكان عدد سكانها 18 مليون نسمة ومع ذلك لم يستطع العرب المسلمون الفاتحون أن يغيروا فى الهوية المصرية إلا فى الديانة واللغة المصرية «القبطية» وإن حدث هذا التغيير ببطء.. وإنه لا يمكن أن تختصر مصر فى العروبة والإسلام فقط فهويتنا متعددة الروافد والرابط بينها هو المواطنة.

فى بداية النقاش قال الفنان محمد طراوى أن الهوية المصرية هى نتاج الحضارة المصرية القديمة والإغريقية والرومانية والقبطية ثم الحضارة الإسلامية وامتزاج وتداخل هذه الحضارات مع بعضها وعلاقة التأثير والتأثر التى نشأت بينهم عبر القرون، لتكون فى النهاية الهوية المصرية، التى نطالب بالحفاظ عليها فى الدستور الجديد وعدم اختزالها، خاصة أنها تتعرض الآن لمعركة شرسة فى ظل الصراع القائم حول الدولة المدنية والدولة الدينية.. وخلصت الندوة إلى أن الحل الأمنى فقط مع الإخوان لن يأتى بنتيجة وأنه يجب مجابهة التطرف من جذوره ومن المراحل التعليمية الأولى للطفل.. وأعرب الحضور عن تفاؤلهم بالمستقبل مؤكدين أن مصر لن تفقد طاقتها ولن تموت.. كانت البداية مع الشاعر الكبير أحمد عبدالمعطى حجازى قائلا: الهوية المصرية هى المدخل الحقيقى والأساس الركين لأى قضية تناقش، الدكتور محمد مرسى قد دعانا لحوار معه كنت طرفا فيه عن الهوية المصرية، مرسى زعم أن الدولة ممكن أن تكون إسلامية ومدنية فى نفس الوقت، وأنا قلت له هذا غير صحيح، فمعنى أن تكون إسلامية أن تطبق كما تريدون الشريعة، فعندما نسمى أى دولة فهى تسمى على أساس القوانين وإذا كانت القوانين مستمدة من الشريعة هى إذن دولة دينية.

والدستور بعد تعديله نص على أن الشريعة الإسلامية هى المصدر الأساسى للتشريع وهذا كلام به كثير من الغوغائية وبه تجاهل للشريعة والتشريع، لأنه بالنسبة للشريعة هى مبادئ وأحكام أما التشريع فكما قال السنهورى باشا أن القوانين المصرية لا تتعارض مع الشريعة الإسلامية، وليس هناك تعارض إلا فيما يعرف بالحدود، كحد السرقة والزني، فهذه الحدود لا تطبق وهذا جائز، فالخليفة عمر بن الخطاب أوقف حدي السرقة والزنى وهما مأخوذان من ديانات وحضارات سابقة ،فهناك قاعدة للتعزيز وإمكانية استبدال عقوبة بعقوبة أخرى.

فالكلام عن أن الشريعة هى المصدر الوحيد للتشريع كلام غوغائى وسوقى فالعالم الآن لم يعد يقبل بهذه العقوبات الوحشية ،ربما كانت تصلح فى الماضى، فمن الذى يقبل الآن أن نعيد حد السرقة، وعلى جانب آخر ليس هناك أمر فى الإسلام يمنع «الرق» ولكن العالم منعه الآن!!! أما الذين تحدثوا عن الشعارات الدينية وتطبيق الشريعة والقرآن دستورنا فى الفترة السابقة كان لهم هدف من وراء ذلك وهو الوصول للسلطة والحكم وعندما قابلت محمد مرسى قال لى يمكن أن تكون الدولة مدنية وإسلامية فى وقت واحد.. وهذا شىء غريب!!!!!!.. فمصر لا يمكن أن تختصر فى العروبة والإسلام، وأقصد أن الهوية المصرية متعددة الروافد فهناك المسيحيون والمسلمون والرابط بينهما هو المواطنة.

وأكمل حجازى: دستور 23 نص على أن حرية الاعتقاد مطلقة وهى مادة أساسية فى الدساتير حتى فى دستور إسماعيل صدقى الذى أراد أن يعطى الملك سلطات واسعة وأيضا فى دستور 54 و56، فحرية الاعتقاد مطلقة والدين لله والوطن للجميع وهى كانت شعارات ثورة 1919 ميلادية.

هناك أربعة آلاف فارس جاءوا مع عمرو بن العاص فى القرن السابع الميلادى إلى مصر وكان عدد سكانها 18 مليون نسمة ومع ذلك لم يستطع العرب المسلمون الفاتحون أن يغيروا فى الهوية المصرية إلا فى الديانة واللغة المصرية «القبطية» وإن حدث هذا التغيير ببطء، حتى إن اللغة القبطية كانت لغة حديث أهل قرى الصعيد فى عام 1517 ميلادية، فمصر ليست عنصرا واحدا، كما أن العروبة والإسلام تمصرا فى مصر وحين دخل العرب المسلمون مصر لم ينعزلوا عن المصريين وحدث تفاعل بين الفاتحين ودينهم والثقافة المصرية.. ويكمل: نحن فى مصر لا ننظر إلى المسيحيين المصريين على أنهم مهاجرون، كما حاول البعض ان يشيع ذلك قبل ثورة 30 يونيو هؤلاء الذين كانوا مصدر خراب لمصر وحرقوا 70 كنيسة مثل بعضها تراثا مسيحيا مصريا لا يعوض، فإن من يريد أن يختزل مصر فى العروبة والإسلام، فهو يحرض على غير العرب وغير المسلمين.

واختتم حجازى كلمته قائلا: لابد أن نتفق على أن الهوية المصرية غنية وأن مصر ليست بسيطة أو مختزلة فى عنصر واحد وهذا هو الأساس الذى نبنى عليه مستقبلنا، كما أن الثقافة المصرية لا تصلح بلغة واحدة، فنحن نغار على اللغة الفصحى التى صنعها المصريون أكثر من أصحابها، لكن اللغة القبطية هى لغتنا وأطالب باحترامها وتيسير تعلمها لمن يريد واحترام اللغة النوبية وتشجيع النوبيين على المحافظة عليها، وأخيرا بإمكاننا استخدام الديمقراطية لنحل الحوار مكان الصراع ونسمح ونعترف أننا متعددون ونحل النظام الديمقراطى محل الديكتاتورى.

∎ الهوية والثقافة

الفنان عز الدين نجيب وكانت كلمته بعنوان الربط بين الهوية والثقافة بتناغم شديد فقال: أزعم أن ما أحدث لمصر وحدتها عبر الحضارات المتعددة الفرعونية والهلينية والقبطية والإسلامية، هو معنى الثقافة، ليس بمعناها المباشر بمنتجاتها كالموسيقى والرسم ولكن بمعناها للحياة اليومية وتأثيرها على الإنسان فهى وليدة البيئة الجغرافية وتأثير النيل والفصول الأربعة والمناخ على الوحدة بين الناس فى ظل بيئات مختلفة، كما ذكر جمال حمدان فى شخصية مصر، فهذه العوامل البيئية امتزجت بالعوامل العقائدية وبالنيل وطبيعته القائمة على الاستقرار والتسامح والقبول بالآخر عبر مزيد من الموجات والهجرات البشرية التى مرت على مصر، ومصرتها دون أن تفقد مصر هويتها وساعدها على ذلك كونها رائدة فى فن التصوير والإبداع بالصورة والتماثيل والعمارة وترجمة كل الملامح الجغرافية إلى صور تتناقلها الأجيال جيلا بعد جيل، لتصبح فى النهاية الثقافة المصرية، ويكمل نجيب: وينسحب هذا أيضا على العمارة الإسلامية فى مصر وخاصة عمارة المساجد التى تختلف عن مساجد العالم الإسلامى، فى كونها مساجد معبدية متأثرة بالعمارة المصرية القديمة لكنها تحتوى على الملامح الإسلامية لتصبح فى النهاية فنا مصريا كجامع أحمد بن طولون، والسلطان حسن وفرج بن برقوق، فلا يوجد شىء اسمه ثقافة إسلامية أو فن إسلامى ،لأن الثقافة وليدة ظروفها البيئية والحضارية فلكل بلد ثقافته كما فى إيران والهند والعراق، ومصر التى كانت تمارس إبداعات وفنون التصوير والشعر والموسيقى والعمارة ومواويل الصعايدة عبر التاريخ الممتد فثقافتها مصرية أيا كانت الديانة، حتى الدين امتزج بالقيم والقيم من الحضارة المصرية فمن يقرأ متون الأهرام ونشيد أخناتون يجد الكثير من المعانى الموجودة فى الإنجيل والقرآن الكريم فهناك امتداد حضارى فى الوجدان المصرى وبالتالى فى الثقافة.

ويستطرد نجيب قائلا: الهوية المصرية ثقافة سواء كانت مرتبطة بالإسلام أو المسيحية أو الثقافة الأوروبية، فهى تمصرت جميعا فى مزيج مركب لا يمكن شرحه فى كلمات مثل الموسيقى فهى أثيرية لا يمكن الإمساك بها، كما أن ردود الأفعال عند المصرى إزاء المشكلات التى يتعرض لها هى امتداد لثقافة الصبر الطويل وليس كما يقول البعض أن شخصية المصرى سلبية، وثورة 25 يناير تعبر عن هذا المركب الحضارى فالمصرى استطاع أن يسقط رئيسين خلال ثلاثين شهرا وكان الحاكم الأخير يتحدث بالعقيدة الإسلامية ويستخدم الدين.

ويفرق نجيب بين الثقافة البدوية والمصرية قائلا: الثقافة البدوية الوافدة على مصر هى نشاز لا تتناسب مع الثقافة المصرية الزراعية ولهذا رفض الشعب المصرى الحكم الذى جاء بعد ثورة 25 يناير، ليس لظروف اقتصادية ولكن لأنهم شهدوا وجها غريبا فى الروح المصرية والهوية المصرية.. الشعب الذى لا يعرف الموسيقى والنحت والتصوير لا يعرف معنى التضحية والقدرة على الفداء، بهذه الكلمات يصف عز الدين نجيب، تضحية أهل النوبة عندما تخلوا عن قراهم التى عاشوا فيها وقبلوا بإغراقها من أجل المصلحة العامة وبناء السد العالى وتعاملوا من منطق الابن الذى وافق علي التضحية وهذا ليس بمستغرب على الشعب الذى فاجأ العالم بالثورات وهى أحد تجليات الثقافة المصرية التى أنجبت محمد عبدالوهاب وسيف وأدهم وانلى وأم كلثوم والشيخ محمد رفعت فهذه هى القوى المغناطيسية التى تجمع الأمة المصرية، وكان فى عام 1927 ميلادية أن اجتمعت الأمة المصرية للتبرع من أجل صنع تمثال نهضة مصر من عمل النحات المصرى العبقرى محمود مختار، فهذه هى الهوية المصرية عبر الزمان والمكان.

دكتورة عزة هيكل أستاذ الأدب الإنجليزى وعميد كلية اللغة والإعلام بالأكاديمية العربية تحدثت عن الهوية المصرية وما تتعرض له من مخاطر فقالت أنا سآخذ منحى مختلفا وأتحدث عن السبب وراء ما يعانيه المكون الثقافى لمصر بعظمته وتركيبته من مشكلات الآن، وأن السبب يعود إلى الانفصال الذى حدث بين النخبة الثقافية والشارع المصرى، الذى ترك عرضة لاتجاهين، الأول: الفكر البدوى الوهابى القادم من الصحراء ونشأ فى مصر فى أوائل القرن العشرين وازدهر فى الستينيات والسبعينيات مع النفط، وثانيا: العولمة التى جاءت مع سقوط سور برلين والاتحاد السوفيتى، حيث أصبح العالم قرية صغيرة مما أثر سلوكيا وثقافيا على الجيل الحالى الذى يمثل القوة ويعتمد على السمع وتداول المعلومات بدون تدقيق أو تمحيص والتقليد لكل ما هو غربى «جيل العولمة» والآن يعيش المجتمع حالة من الصراع بين هذا الجيل والجيل الرجعى الصحراوى الهوية فى نقطة الصدام الآن، الشارع ومجموعة كبيرة من الدعاة والمدرسين وأساتذة الجامعات المصرية، ينتمون فكريا إلى التراث القديم والأفكار الوهابية المتطرفة، هى ليست إسلامية دينية صرفة، ولكنها تدعو إلى الخلافة الإسلامية، والتواجد فى مجتمع، يعتبرونه كافرا وعلمانيا ومتفرنجا.

وفى نفس الوقت هناك جيل من الشباب فى الجامعات والمدارس ممزق، بين أن يتمسك بأصوله الصحراوية الإسلامية، وبين أن يحذو حذو الفرنجة، وبنفس الطريقة تقع الهوية المصرية فى الإشكالية التى نلمسها الآن، والتى تتمثل فى: هل الهوية المصرية بتاريخها الفرعونى والبطلمى والقبطى والإسلامى والعربى الحديث، أم أن الهوية المصرية أن تكون جزءا من الهوية والشريعة والإسلامية.

نقول إن مصر لديها قوة ثقافية أمام الغزو الإخوانى، لأن وسائل الاتصال مع الجيل الصاعد بها، فيها كثير من المشاكل، بداية من التعليم، فالمدارس الإسلامية التى تجبر الفتيات من سن 6 سنوات على ارتداء الحجاب، لتغرس بذلك أفكارا غريبة داخل المجتمع، مما يحدث فجوة بين أفراده.

وكشفت عن أن كثيراً من المعلمين يمارسون الممارسات الرجعية ويفرضونها على الطلاب، وهناك وسيلة اتصال أخرى مؤثرة مثل الزوايا وكم الدعاة الموجودين وفوضى الميكروفونات، لتبدأ تشكيل العقول بالأفكار المتطرفة البعيدة عن الساحة العالمية.

أما وسائل الإعلام المصرية، فتتحدث بلغة طبقية للمثقفين والصفوة وأصحاب الياقات البيضاء، بعيدا عن جموع المصريين، الذين فقدوا هويتهم وتواجدهم، ولجئوا لقنوات دينية تحدثهم عن ملذات الحياة بشكل دينى، والجنس وفتاوى أخرى، فأصبح المجتمع المصرى منفصلا عن بعضه البعض.. وعلى الجانب الآخر، هناك مجموعة من الشباب المستنير، الذى تعلم فى مدارس أجنبية، بعيدة عن فكرة الانتماء للوطن، يفخر بأنه يتحدث لغات أجنبية، وقراءته لكتب معظمها أجنبية، ويكمل تعليمه فى جامعات خاصة، ويشعر أنه مختلف، وينتمى لأفكار أكثر رقيا، بعيدا عن التواصل والانتماء للثقافة المصرية.. المجتمع المصرى يعانى من إشكالية الهوية، والمشكلة السياسية التى نعيشها الآن هى نتاج لهذه الإشكالية، ففى اللحظة التى نتخيل فيها أن الفكر البدوى الإخوانى سوف يمتزج مع الثقافة المصرية، لن يحدث، ولكى يحدث نحتاج لسنوات طويلة.

لابد من إعادة صياغة مناهج التدريس فى المدارس، فالتعليم المتعدد الهويات خطر على الهوية المصرية، كثير ممن يقومون على تربية النشء والمشايخ فى الزوايا مازالوا ينتهجون نهجا غير صحيح عن الهوية، معتقدين أن الهوية هى الخلافة وعدم الاعتراف بالعلم المصرى والقومية الوطنية، ويعتقدون فقط أن الفروق تختفى إذا كان هناك ديانة واحدة ومذهب واحد.

الفكرة التى أطرحها هى أن نفكر فى كيفية أن نبدأ فى استعادة اللحمة الثقافية داخل الوطن.

إذا أردنا أن نعود للثقافة المصرية، لابد أن نبدأ من المدرسة والمناهج، والتأهيل المهنى والفكرى لمدرس المرحلة الابتدائية، وتغيير مناهج كليات التربية والأزهر، وعودة دور قصور الثقافة الجماهيرية، التى كان يمكن أن تكون ملجأ للمصريين، بعيدا عن التطرف والعودة للإرهاب، ولكنها تم إهمالها، وتحولت إلى أماكن تدعو لمزيد من التطرف والبعد عن الهوية والثقافة المصرية الحقيقية.

تدخل محمد بغدادى قائلاً: نفق مظلم ومصابيح قليلة، كانت عنوان للراحل فاروق عبد القادر، نخطىء إذا اعتبرنا الهوية شعارا، فنحن أمة فى خطر، الحفاظ على الهوية يقابلها طمس الهوية.

منذ ثمانين عاما، كان ينتظر الإخوان أن تسقط المحروسة فى أيديهم، لتغيير ثقافة المصريين، وهو ما رأيناه فى رفض أعضاء منهم بمجلس الشعب، تحية علم مصر.

الثقافة البديلة استخدمت لتغيير ثقافة المصريين وهذا ما نجده فى المدارس الإخوانية، ثقافة تسعى للاستيلاء على الوطن، استبدلنا السبوع بالعقيقة، ونقوش الخيامية استبدلت بصور للحرم النبوى والحرم المكى، فى استبعاد للفن الشعبى المصرى، والكوفى الفاطمى، والثلث المملوكى، التى تمثل أعمدة فى الفن مثل أعمدة الكرنك.

المدارس المتعددة الثقافة مشكلة كبرى الهوية لا تحتاج إلى قانون أو يحرسها قضاة أو وكلاء نيابة أو دستور يحرسها، فالحفاظ على الهوية عمل يومى دءوب، وعلى الدولة أن تسهم فى ذلك وتساعد المواطنين على الحفاظ على هويتهم التى تتآكل ويتم طمسها ولكنها موجودة فى المكون الثقافى الذى جعلهم يخرجون فى 30 يونيو و3 و26 يوليو فالشعب ثار ليس على حاكم فاسد أو لص أو مزواج، ولكنه ثار عندما رأى أن الحاكم خائن للوطن وللهوية، هنا استنفر كل طاقاته ليسحب هذا الحاكم من على كرسيه وينصب حاكما يحافظ على الوطن لكن الكارثة الكبرى تكمن فى النخبة المثقفة.

كان اعتصام المثقفين الذى بدأ قبل ثورة 30 يونيو وجلس الفنانون والمبدعون والأدباء معا لأول مرة لمدة أربعين يوما.

اكتشفوا أنهم قوى ضاربة وقادوا الشعب المصرى فعندما غابت الحكومة عن العشوائيات والقرى الفقيرة، أكتشفنا أن هناك من ملأ الفراغ واستطاع بما قدمه من دعم اقتصادى وخدمى أن يؤثر فى سكان هذه المناطق وعندما قالوا له هذه الحكومة كافرة صدقهم وأنا شفت هذا فى المنيا وأبوقرقاص فى الثمانينيات، وعلينا أن نعيد استرداد هذا الوطن ولابد أن نستعيد يقظة الشعب الذى تمت استمالته، ولن يتم ذلك إلا من خلال المثقفين، فهناك كيانات يمكن أن تقوم بالدوربعيدا عن وزارة الثقافة، مثل الأزهر والكنيسة والأوقاف وزارة التربية والتعليم وينزلوا إلى القرى الفقيرة ويعملوا على تنمية المجتمع .، ولكى تستعيد الحكومة دورها، الذى تخلت عنه لهذه الجهات، لابد أن تنزل إلى الشارع، وتخصص هيئة قومية للحفاظ على الهوية.. هناك انتهاك للهوية المصرية يتم خارج مصر، فالطالب المصرى خارج مصر، يتعلم وفقا لمناهج هذه الدول، ليست هناك مدرسة مصرية فى الخارج، الطفل المصرى يولد فى الخارج، ولديه هويتان وتاريخان أين دور الملحق الثقافى للسفارات المصرية؟ فالطفل الذى يولد خارج مصر فاقدا لهويته المصرية، يتحول بعد ذلك إلى آلة حربية فى أيدى الإخوان.

أمامنا مهمة قومية، لابد أن نجد كيانا أو هيئة لاستعادة الثقافة، والوعى، ومثلما فعل ماويتسى تونج الذى قام بثورة ثقافية وأوقف العمل بالمدارس ليستعيد الثقافة والهوية الصينية التى قادت الصين إلى التقدم فيما بعد، لابد أن نقف إلى جوار الجوهر المصرى وهو الإنسان، وأن يتكاتف الجميع للوقوف أمام محاولات إضاعة الهوية.

مفيد فوزى قال: أحمد عبدالمعطى حجازى صاغ لنا صورة عن الأفق الحقيقى الثقافة المصرية وتأصيلها الحقيقى، أما عز الدين نجيب فتحدث فكره عن كيف يمكن أن نغزو الوجدان المصرى، بصياغة حقيقية للهوية المصرية، ونزلت عزة هيكل إلى الشارع واقتربت كثيرا منه، ونزل محمد بغدادى إلى الشارع لحما ودما.

وأنا شايف بعد سماعى لهذا الكلام أن أقول فكرة ربما تكون صادمة بعض الشىء، أن هذا الكلام سوف ينشر فى «صباح الخير» وبس وبس وهذا هو سر الحزن الذى يعترينى ،ولقد سعدت برؤية الشاعر الكبير أحمد عبدالمعطى حجازى وبغدادى وشربت الشاى فى مكتب رئيس التحرير، ولأول مرة التقى بالأستاذ عزالدين نجيب الذى تحدث عن النوبة، وأقول له إن، هذه المجلة فى السنوات الأولى، عندما كان حسن فؤاد رئيسا للتحرير، نشرت مسلسلا كان المفروض أن يمنع إلى الأبد اسمه، الشمندورة، وكانت لكاتب نوبى، وكانت «صباح الخير» فى زمن أحمد بهاء الدين، كانت تتبنى قضايا من هذا النوع، والذى أحلم به أن تتبنى المجلة تبنيا كاملا لبعض هذه الأفكار مثل ماقالت الدكتورة عزة بخصوص دورنا كإعلاميين، فى نهاية الأمر أتمنى أنى وأنا عائد إلى منزلى، أن هذا الكلام الذى جرى الآن على فناجين القهوة والشاى له امتداد حقيقى، إذا كانت المجلة توزع ورقيا قليل أعتقد أن نشرها على النت كفيل بتوسيع رقعة القراءة أحلم أن تجلس درية شرف الدين فى أقرب فرصة على مقعد أحمد عبد المعطى حجازى وأن يجلس أيضا رجل مثل الدكتور مراد وهبة، فى ندوة للمناقشة بهذه المجلة مثل الآن.

أتمنى أن هذه الجلسة الجميلة الرائعة المليئة بالأفكار التى أستقبلتها بمسامى وليس بآذانى أن تكون مذاعة على التليفزيون وتعرفه الملايين فهذه موضوعات يجب مناقشتها داخل البيت المصرى وفى الإعلام والمدارس وأن نتطرق لدور كل من الأزهر والكنيسة، لتكون خارطة طريق، فهذا ما تستطيع أن تقدمه مجلة معروف عنها أنها للعقول الشابة والقلوب المتحررة، كنت أتمنى أن يحضر هذه الندوة مجموعة من مقدمى البرامج، من تليفزيونات الدولة أو الخاصة، لنشر ماقيل فيها لأن المثقفين وهم قلة هم الذين يقرأون المجلات وباقى المجتمع يستقى معلوماته من النت، فمن الذى يخاطب الوجدان المصرى إذن، كان فى الماضى الشيخ متولى الشعراوى اتفقنا أو اختلفنا معه كان الناس مسحورين بلغة الشعراوى وهو يفسر القرآن، كان الشعراوى قائدا روحيا فى هذا البلد، لذلك فإن التليفزيون المصرى والإذاعة يزيع له مقولته عن مصر وشعبها ومن الذى يقول عنها أنها أمة كافرة، وأيضا البيت المصرى يحتاج إلى هزة، شديدة لأن حقيقة الأمر أن الهوية المصرية ليست علما ونشيدا ولكنها أبعد من ذلك طراوى، نشكر الأستاذ الكاتب الكبير مفيد الذى كان يود أن تذاع هذه الندوة عبر وسائل الإعلام ولكن صباح الخير هى صاحبة زمام المبادرة فى طرح قضية الهوية ونضع هذا الملف فى ملعب حضرتك إعلاميا والإعلاميين الموجودين معنا، وأعتقد أن «صباح الخير» يكون لها السبق فى تناول هذا الموضوع، وتحدث الأستاذ مصطفى عبدالله رئيس تحرير أخبار الأدب سابقا ،مؤكد أن على المصرى أن يعتد بلغته العربية الفصحى بعيدا عن عقدة الخواجة حتى يتسنى له قراءة قصيدة لشوقى وعبدالمعطى حجازى لابد أن نبحث عن آليات للتأكيد على هويتنا والمصرى يتكلم لغته بطريقة سليمة ويدرك أن ثقافته متعددة الروافد وأن المتطرف لايستطيع أن يفرض ثقافته على المجتمع وأرى أن تفريط المثقفين فى دورهم والسلبية التى يعانون منها هو الذى جاء بالإخوان، خالد فتوح من إذاعة الشرق الأوسط قال: الهوية المصرية موجودة ومغروسة فى الشعب المصرى حتى فى غير المتعلمين بدليل ماحدث فى ثورة 30 يونيو، ولكنها أن كانت مشوهة فهى مشوهة بفعل فاعل، وأنا أرى أن المشكلة فى التعليم فبحكم عملى أيضا فى وكالة الأنباء الفرنسية، لاحظت أن سبب تقدم شعوب فى لعبة كرة القدم مثلا كانت بسبب التعليم الجيد لهذه اللعبة فى المدارس، ولفت انتباهى رد فعل المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل تجاة إحدى المظاهرات المطالبة بالمساواة فى الأجر مع المدرسين، فما كان من ميركل إلا أن ردت على المطالبين قائلة لهم، كيف أساوى بينكم وبين من علمكم فى الأجر؟؟؟ وبكى المذيع الصحفى متأثرا بالحال الذى وصلت إليه المدارس المصرية ولماذا لانكون مثل هذة الشعوب بل ونتقدم عليهم.

وقد علق عز الدين نجيب قائلا: أنا متفائل بالمستقبل واضح أن مصر عاشت سنوات طويلة تحت الاحتلال البريطانى وغيره ولكن هويتها لم تتغير ولن يستطيع الإخوان أو بعض المدارس الأجنبية من تغيير الهوية المصرية لابد من وضع مواد فى الدستور تحافظ على الهوية.
وهنا تعلق دكتورة عزة هيكل وتقول أنا عندى طلبة كثيرين يتمنون أن تكون جنسياتهم غير مصرية، وهناك من تذهب إلى الخارج لتلد حتى يحصل المولود على جنسية أجنبية وهذا مؤشر خطير وسلبى على الهوية وأطالب بوجود نص فى الدستور يمنع ازدواج الجنسية، وعن التفاؤل بالمستقبل أوضح عبدالمعطى حجازى أن التفاؤل يأتى من طبيعة الشخصية المصرية التى استطاعت أن تحتفظ بقدرتها على الفعل عبر العصور، فمصر لم تقدم جديدا منذ القرن السادس الميلادى إلا فترة القرون الوسطى إذا ماقارنها بعصور الفراعنة ولكنها خلال نصف قرن فقط وأقصد النصف الأول من القرن العشرين قدمت للعالم العربى والعالمى فكر طه حسين والعقاد وأم كلثوم وعبدالوهاب والشيخان على ومصطفى عبد الرازق والشيخ محمد رفعت وغيرهم.

فهذا البلد «مصر» والأمة المصرية لايمكن أن تفقد طاقتها، لكن هناك أسباب تدعو للتشاؤم، ولكنى أظن لو أننا قادرون على أن نتمسك بهويتنا فنحن لن نمت ولكن هذا لايكفى لأننا لانتقدم ويجب أن نتقدم !!!

ويرى حجازى أن السبب الحقيقى وراء تقدم جماعة الإخوان التى ظلت حتى الأربعينيات لاتستطيع الفوز فى الانتخابات أو تغير أى شىء فى مصر، هو أن مصر فقدت الديمقراطية وحرية الرأى، التى كانت تمكن الشيخ مصطفى عبدالرازق أن يقف أمام الملك فؤاد ويقول له لا مكان للخلافة، وأيضا مكنت طه حسين أن يقول فى كتابه عن الشعر الجاهلى الدين شىء والعلم شىء وأن القرآن ليس حجة على التاريخ فهو كتاب عبرة وليس علم.

الذين أعطوا لهؤلاء الحق هم الضباط الأحرار، الذين حلوا محل الإخوان، صنعوا لنا إذاعة القرآن الكريم، تذيع أحيانا ماهو جيد، وتذيع أحيانا ماهو ردىء، صنعوا مجمع البحوث الإسلامية، الذى أصدر بيانا بأن فرج فودة مرتد، وأطلق السادات سراحهم، فى حين اقتسم معهم مبارك البلاد، فأخذوا هم النقابات والتعليم، وله الباقى.

إذا أردنا أن نستعيد ماكان لنا بعد 52 قرنا من الموت، وعودة الروح فى ثورة 1919، نسترد المستقبل المهدد، فلا ينبغى أن نفرط فى الديمقراطية، هناك أخطاء ضد مستقبل الديمقراطية، ولابد أن نستفيد من الماضى، ونحسن قراءة التاريخ، فماذا أعطانا محمد على وسعد زغلول ومكرم عبيد والنحاس، فالعصور الوسطى كانت مليئة بالمآسى، والمصريون واجهوا اضطهادا كبيرا عند دخول المسيحية، والعرب المسلمون فعلوا فى المصريين الأفاعيل، ونذكر الثورة التى قامت فى دلتا النيل فى عصر الخليفة المأمون.

لابد أن نعرف جذور المشاكل وكيف يمكن أن نتخلص من التعصب بالديمقراطية والحوار.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.