فى ظل الانفلات الأمنى الرهيب وحالة الاكتئاب الموجودة لدى الكثيرين نظرا للأخبار السيئة والانتكاس الاقتصادى الذى تمر به البلاد وزيادة البطالة راجت تجارة المخدرات من بعد الثورة بشكل مخيف ، وأصبحت تباع علناً على الأرصفة وأكشاك السجاير لدرجة أن الكثير من الشبان يسخرون قائلين أن الحصول على المخدرات الآن أصبح أسهل بكثير من شراء علبة سجاير!!
وربما هذا الكلام ليس بجديد للبعض ولكن الجديد فى الموضوع هنا هو انتشار مخدر جديد فى الأسواق اسمه (الفودو) أو (العشب الشيطانى) خاصة بين أوساط الشباب بدأ أولا فى المناطق الراقية كالمعادى ومصر الجديدة و6 أكتوبر ثم بدأ ينتشر فى المناطق الشعبية كالزاوية الحمراء والوايلى وباب الشعرية (والفودو) يباع فى أكياس كل كيس يزن 3 جرامات وسعره 500 جنيه ويشبه البانجو، ولكنه أكثر خطورة وتدميرا لخلايا المخ وتجاوز الجرعات منه قد يؤدى إلى الوفاة .. هذا العشب يصنع فى هولندا.
الغريب فى الأمر أنه مكتوب على الكيس ( غير صالح للاستخدام الآدمى ) وهذا ما أمر به المكتب الوطنى الأمريكى للتحكم فى المخدرات ondcpلأنه يباع هناك بشكل قانونى وكان لزاما على من يبيعه أن يكتب هذه الجملة مثل جملة (التدخين يؤدى إلى الوفاة ) المكتوبة على علب السجاير ..
هذا المخدر يسبب الإدمان مثله مثل الماريجوانا وأعراض انسحابه كمثل أعراض انسحاب الماريجوانا ولذا تطلب إشرافا طبيا كاملا للعلاج منه!!اتصلت بى فتاة شابة عاملة فى أحد المحلات تسكن فى حى شعبى ومخطوبة لشاب عمره 26 سنة وروت لى مأساة تعاطى خطيبها لهذا المخدر الجديد (الفودو ) بصوت يملأه الرعب والتوتر قالت :
كنت أنا وخطيبى فى حالنا نعيش فى سعادة إلى أن ظهر هذا ( الفودوو) أو العشب الشيطانى وهو شيطانى فعلا لأنه (شيطن ) حياتنا وحولها إلى جحيم .. فقد عرف خطيبى بهذا النوع الجديد وتناوله هو وأصدقاؤه على الرغم من ارتفاع ثمنه جدا ، وهذه كارثة منتشرة فى حينا الشعبى لأن كل سكانه على قد حالهم وهذا الفودو ثمنه 500 جنيه لكل 3 جرامات وده معناه أن فيه كتير من الشباب اتجه للسرقة والنصب كى يوفر ثمنه ويتمكن من شرائه!!
تقول : المهم تناوله خطيبى بالفعل المفروض وضعه فى سيجارة كالحشيش ، ولكن البائع حذرهم من عدم تدخين السيجارة دفعة واحدة ، بل يجب عليهم أخذ نفسين ثم يتوقفون بعض الوقت وإطفاء السيجارة ثم نفسين آخرين ثم توقف وهكذا وحذره من محاولة تناول السيجارة بالكامل دفعة واحدة ..
وحكى لى خطيبى تأثير هذا المخدر عليه قال ما إن تناولته حتى شعرت بنفسى كأنى معلق فى السقف مكان النجفة والنجفة رأيتها بأسفل مكان الكرسى!! وفقدت توازنى وتحشرج صوتى وانتابتنى هلاوس سمعية وبصرية رهيبة وشعرت بجفاف فى الحلق وإحمرار بالعين وعدم اتزان فى المشى وأرق شديد، (بعض الأطباء أجزموا بالفعل بهذه الأعراض لأن بتحليل هذا المخدر وجد به مواد تسمى أتريون وهيوسين وهيوسامين وهى كيميائية مصنفة ، فهذا المخدر هو عشب مصنع وليس طبيعيا وهنا تكمن خطورته وتتسبب هذه المواد فى السيطرة التامة على الجهاز العصبى وتؤدى إلى تخديره تماما وتسبب العنف والعصبية المفرطة واتساع حدقة العين والبارانويا وهلاوس شديدة وتخيل أشخاص وأشياء أمام الإنسان غير موجودين فى الحقيقة!! هذا إلى جانب الأعراض التى ذكرتها الفتاة عن خطيبها.
تعود الفتاة وتستكمل قصتها قائلة : لما علمت بما حدث لخطيبى طلبت منه مرارا أن يكف عن تناول هذا العشب الشيطانى ، ولكن بلا فائدة استمر حتى جاء يوما مضطربا وقال لى إنه كان يتناول كالعادة مع أصدقائه لكن واحدا منهم قرر أن يضرب بالتحذير الذى قاله له البائع بألايشرب السيجارة دفعة واحدة عرض الحائط وقرر تدخينها دفعة واحدة دون توقف والنتيجة أنه أصيب بهبوط حاد فى دورته الدموية ولقى مصرعه وتوفى!!
وتقول الفتاة ومع كل هذا لم يتوقف خطيبى عن تناول هذا المخدر فقررت أن أفسخ خطوبتى منه وتركته فمن غير المعقول أن أربط حياتى بمثل هذا الشاب الذى دخل فى دائرة إدمان لا يعلم مداها سوى الله!!
وأخيرا طلبت منى الفتاة ضرورة الكتابة عن هذا الموضوع وذكر تجربتها من أجل توعية الشباب من خطورة هذا العشب الشيطانى فى تدميرهم صحيا ونفسيا وأيضا تدمير مستقبلهم خاصة الفقراء منهم لأنهم سيلجأون حتما للسرقة كى يتمكنوا من شرائه وبالتالى سيدمرون المجتمع أيضا!
سألت أحد الأطباء المتخصصين فى علاج إدمان المخدرات عن حقيقة هذا المخدر الجديد فأكد لى أن المعلومات التى وردت إليهم عنه أنه مخدر خطر يسبب الإدمان بعد ثلاث أو 4 مرات من تعاطيه ويحتاج لعلاج متخصص دقيق لسحبه من الدم والجسم كباقى المخدرات ولكنه أكد لى أنه لم يتلق حتى الآن أى حالات من مدمنى هذا المخدر الجديد على أساس أنه جديد فى الأسواق المصرية وتداوله لم يتعد عدة أشهر فقط ولا يوجد حتى الآن حالات توجهت إليه طلبا للشفاء منه!
