بعد سنوات طويلة من العمل والإبداع يقف الفنان أمام أعماله بسعادة واعتزاز على ما حققه من إنجاز فنى خلال مشواره الطويل.. وعندما يحتفى الفنان بكل من كتبوا عن أعماله من خلال مقالات نقدية وصحفية ترصد مسيرته الفنية تكون سعادتهم وسعادته أكبر منذ جمع الفنان الكبير سامى رافع هذه المقالات فى كتاب قيم تحت عنوان «سامى رافع.. من خلال الفنون التشكيلية المتصلة بالجماهير» فماذا كتب هؤلاء النقاد عن فناننا الكبير؟!فى مقدمة الكتاب الذى صدر عن دار برينت هاوس أهدى الفنان سامى رافع هذا الكتاب لابنه وزوجته الكاتبة الأستاذة زينب صادق.. فالفنان رافع أستاذ متخرج بكلية الفنون الجميلة جامعة حلوان ورئيس قسم الديكور بالكلية سابقا وحصل على عدة دبلومات من فنون جميلة القاهرة ومعهد التربية الفنية والفنون الجميلة بفيينا قسم المسرح 1966 وعُين معيدا بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة 1958 وذهب لبعثة دراسية فى النمسا لمدة 5 سنوات منها عام كامل فى دار أوبرا فيينا.. له مقتنيات بمصر والنمسا وألمانيا. منذ عام 1975 تحددت أعماله وأصبحت فى مجال الفن الذى يعرض على الجماهير بمختلف أذواقهم وهى النصب التذكارى للجندى المجهول بمدينة نصر الذى يرتفع 32 مترا، الصور الجدارية لمترو الأنفاق الخط الثانى لعدد 19 محطة بمساحة إجمالية 3250مترا «1995 2001»، وأيضا قاعدة مسلة رمسيس الثانى الأثرية أمام مطار القاهرة وقام بعمل ديكور أوبرا «عايدة» على مسرح الجمهورية عام 84 وأيضا ديكور أوبريت «حياة فنان» وديكور مسرحية «مدام بترفلاي» وأيضا قام بعمل التصوير الجدارى للحائط الخارجى لمطار الأقصر وهذا ما جعل باحثة بكلية الفنون الجميلة تجيز لها رسالة دكتوراه وهى د.مها فاروق عبدالرحمن عن أعمال سامى رافع بعنوان «الرؤية الإبداعية الخاصة فى الأعمال الجماهيرية من خلال إنتاج الفنان سامى رافع».. ولذلك استحق أن يطلق عليه «فنان الجماهير». وأتذكر عندما كتبت بمجلتى «صباح الخير» يوم 28/11/2000 تحت عنوان سامى رافع فنان الجماهير: لا أملك شيئا من فنى!، وكان من أجمل الأشياء التى تسعدنى أن أستاذى العزيز سامى رافع أستاذى فى كلية الفنون الجميلة وضع مقدمة مقالتى فى مقدمة كتابه ومقدمة موقعه الإلكترونى، وقد كتبت فيها «سامى رافع فنان يستمتع الناس بأعماله الفنية المدهشة دون أن يعرفوا اسمه فهو فنان إذا أردنا أن نرى أعماله فعلينا أن نتجول فى أنحاء القاهرة لنشاهدها، فأعماله الفنية ليست ملكه ولا هى حبيسة جدران القصور أو الصالونات.. بل تجدها فى الشوارع والميادين العامة والأنفاق فيراها كل الناس بسهولة، فأعماله وإبداعاته المتعددة فى شتى مجالات الحياة اليومية ارتبطت بالجماهير لأنها تخاطبهم مباشرة. وهناك الكثير من المقالات التى يحتوى عليها الكتاب كتبت وبصدق عن الفنان الكبير فيقول الفنان والناقد الكبير أحمد فؤاد سليم عنه فى مقالة تحت عنوان «سامى رافع أحد رواد الحداثة فى الفن المصرى فقال فيها: يمثل الفنان الكبير سامى رافع- 1931- مكانة مرموقة يعد بها فى مجال الصروح الفنية الميدانية والحائطية، مثلما يحتل المكانة ذاتها في فنون التصميم التى تتناول الميديا- أى وسائل الاتصال بكل أنواعها- من تصميم الإعلان حتى تصميم الطابع البريدى وفضلاً عن ذلك فهو أستاذ ومعلم لمادته الصعبة تلك، والتى تخرج على يديه فيها العشرات من الفنانين المصريين على مدى يتجاوز الأربعين عاماً.. أما العظيم بيكار فكتب عنه قائلاً تحت عنوان درس فى البلاغة: كان لى الشرف أن أكون عضواً فى لجنه وضع مشروع النصب التذكارى لحرب أكتوبر المقرر أن يقام فى حديقه الحرية الذى سيكون بديلاً لقبر الجندى المجهول وكذلك عضواً فى لجنة التحكيم التى ستختار المشروع الفائز وتقدم للمسابقة خمسة وسبعون مهندساً مثالاً ومصمماً ومن العجيب أن يفوز بالجائزة الأولى فنان تخصصه التصميم وليس صناعة التماثيل وهو الفنان سامى رافع. أما الفنان الكبير جورج البهجورى زميله فى كلية الفنون فكتب عنه عنواناً: إذا كانت المعارض للصفوة فلماذا لاتنزل للشارع عيون الملايين فى سنوات تحصيل الفنون الجميلة، منذ الخمسينيات كان سامى رافع العملاق الأوحد، ابتسامة دائمة على وجهه كنت أشب لأراها لحظات الطيبة والبساطة التى ترغمك على حبه والتقرب إليه، أما الفنان الكبير آدم حنين زميله أيضاً فى الدراسة فكتب عنه قائلاً: تحت عنوان 6 أكتوبر هرم مبنى بأسماء الشهداء. وراء الجائزة الأولى لتصميم النصب التذكارى لشهداء 6 أكتوبر التى فاز بها الفنان سامى رافع فكرة هى أبسط الأفكار المقدمة جميعاً وأكثرها إيحاء ولكنه السهل الممتنع. أما الناقد والفنان عز الدين نجيب فيكتب عنه تحت عنوان الهرم الخامس: انتصار أكتوبر1973 لم يترجم تشكيلياً حتى الآن إلا من خلال أعمال نادرة للفنانين الكبار أو الشباب أشهرها على الإطلاق النصب التذكارى للجندى المجهول بمدينة نصر للفنان سامى رافع.. ثم ذكره بيكار قائلاً: وصدق حدس بيكار وكأنه يقرأ المجهول ويستشعر أن فناناً سوف يأتى من بعد بعيد كلى البعد عن ميدان النحت هو ميدان التصميم لديكور المسرح.. أما الفنان والناقد محمد الناصر فكتب فى مقال له تحت عنوان:
مليونان يشاهدون أعمال سامى رافع.. رافع فنان من طراز خاص اقتحم مجال الرسم والتصوير وغيرهما وتفرد فى كل منهما لكن التميز الذى حققه أنه استطاع أن يطوع إبداعاته لتشارك الناس والبسطاء فى الأماكن العامة والمفتوحة فأصبح فنه مرتبطاً بحاجات الناس التى أصبحت تتفاعل مع تلك الإبداعات بشكل يومى مباشر كان أم غير مباشر ليجعل التأثير بالفن إيجابياً.. فقد نزل بفنه على الجماهير تاركاً القاعات والغرف المغلقة لذلك حينما أقام هذا المعرض الشامل لم يستطع عرض الأعمال لأنها بين يد الجمهور وإنما قام بعرض صور ورسومات لها مازال يحتفظ بها. هذه المقالات عدد قليل من حوالى 80 مقالة لأكثر من كاتب وناقد فنى من كبار الكتاب فجاء كتاب الفنان سامى رافع ليحتفل بهم ونحن نحتفل به كأحد أهم الفنانين التشكيليين فى مصر.