هزيمتان ثقيلتان.. تعرض لهما المنتخب المصرى لكرة القدم فى المباراتين الوديتين بالإمارات فثار الجدل حول المستوى السيئ الذى ظهر عليه الفراعنة أمام غانا وكوت ديفوار والهزيمة بثلاثية ثم رباعية، مما فتح الباب لجدل واسع حول قدرة المنتخب المصرى على مواصلة مشواره بالتصفيات المؤهلة لكأس العالم وكذلك تصريحات بوب برادلى المدير الفنى لمنتخب مصر حول عدم وجود اختلاف بين مستوى الأساسيين أو البدلاء. فتح المستوى السيئ لمنتخب مصر الطريق أمام الكثير من الشائعات حول إقالة المدير الفنى الحالى أو إجراء تغييرات على الجهاز المعاون لبرادلى لمحاولة علاج الأخطاء التى وقع فيها الفراعنة لعدم تكرار مثل هذه الخسائر الثقيلة مرة أخرى، فى الوقت الذى أكد فيه أحد أعضاء مجلس الإدارة داخل اتحاد الكرة رفض ذكر اسمه أنه لا تفكير فى الإطاحة ببرادلى فى الوقت الحالى وأن أى تغييرات ستتم على الجهاز المعاون يجب أن تكون بناء على طلب من برادلى نفسه، لأنه يتحمل مسئولية المنتخب كاملة كذلك فإن اتحاد الكرة سيجتمع مع برادلى فى جلسات مطولة لمعرفة المستوى السيئ الذى ظهر عليه المنتخب وما هى أسبابه الحقيقية. كان من الصعب الكلام عما يعبر عنه مستوى المنتخب المصرى إلا مع عدد من الخبراء، حيث أكد الدكتور طه إسماعيل المحاضر الدولى أن المستوى السيىء الذى ظهر عليه المنتخب الوطنى فى الفترة الأخيرة له عدة أسباب، أهمها الخطأ الإدارى الفادح بأداء مباراتين خارج مصر مع مدرستين قويتين داخل القارة السمراء مثل غانا وكوت ديفوار دون أن يكون هناك استعداد كاف من جانب اتحاد الكرة لهذه المباريات ومعرفة هل لدى اللاعبين ارتباطات خارجية من عدمه خاصة أن النادى الأهلى أبلغ اتحاد الكرة بمباراته مع الهلال السعودى الودية فى اعتزال الشريدة منذ فترة وهو ما جعل المنتخب يتغاضى عن الإصرار على ضم لاعبى الأهلى للمباراة وظهر آثاره على مباراة غانا بشكل واضح. وأشار إسماعيل إلى أن غياب الدافع القوى أو الحافز تسبب فى الخروج بنتيجة كبيرة، فكل المنتخبات الأفريقية التى لعبت مع مصر فى الفترة الأخيرة كانت السبب الرئيسى لهذا اللقاء وتأهيل هذه المنتخبات للعب فى كأس الأمم الأفريقية المقامة حاليا فى جنوب أفريقيا مما جعل هذه المنتخبات تخوض اللقاء بجدية وفى الوقت نفسه غاب الحافز عن لاعبى الفراعنة الذين أدوا المباراة دون هدف، إضافة إلى الثغرات الكثيرة التى لحقت بالفريق نتيجة غياب لاعبى الأهلى عن قوام التشكيلة الأساسية للفراعنة. وأكد إسماعيل على ضرورة دراسة اتحاد الكرة للعروض القادمة إليه من أجل اللعب مع المنتخب الوطنى خصوصا خارج البلاد لأن المصريين المقيمين فى الخارج يتعرضون للإحباط من أداء المنتخب إذا كان فى غير حالته وتعرض لخسارة قاسية ولا يجب أن تجعلنا الاستفادة المادية من وراء خوض مثل اللقاءات الودية خارج الأرض تجعلنا نتغاضى عن اسم مصر الكبير وضرورة المحافظة عليه. ومن جهته قال حمادة إمام نجم الزمالك السابق إن عدم استئناف مباريات الدورى العام أدى إلى انخفاض المستوى، معتبرا أن البدء فى منافسات البطولة المحلية سيرفع من المستوى الذهنى والبدنى لدى اللاعبين وليعودوا تدريجيا لمستواهم قبل مباراة زيمبابوى فى مارس المقبل فى إطار التصفيات المؤهلة لكأس العالم بالبرازيل 2014. وأشار إمام إلى أن الإعلام عليه الابتعاد عن النقد العنيف للمنتخب وجهازه الفنى ولاعبيه نظرا لأن الظروف الحالية أجبرت الفريق على لعب المباراتين بدون المحترفين، كذلك غاب لاعبو الأهلى عن الفراعنة وهو الأمر الذى جعل الفريق فى الفترة الأخيرة متذبذب الأداء والمستوى وقد دخلت عناصر جديدة على التشكيلة الأساسية للمنتخب. وأوضح إمام أن الفترة القادمة ستشهد تطورا فى مستوى المنتخب وأدائه نظرا لأن الجهاز الفنى تعلم من التجربتين برغم قسوتهما وعرف الأخطاء التى وقع فيها من البداية. ومن جهته أوضح حسن الشاذلى نجم الترسانة السابق أن مستوى المنتخب فى النازل حتى إن النادى الأهلى بعد عودته من اليابان هبط مستواه فى الفترة الأخيرة نتيجة التوقف عن المسابقات والمباريات القوية، فكانت النتيجة الطبيعية الخسارة الكبيرة من منتخبات كان الفراعنة يؤدون أمامها بكل قوة ويحققون أمامها نتائج طيبة للغاية وهو ما غاب مؤخرا.
الحضرى يتصدى لهجمة إيفوارية وتابع الشاذلى: إن الشوط الثانى على سبيل المثال من مباراة كوت ديفوار كشف الإمكانيات الحقيقية لعناصر المنتخب دون لاعبى الأهلى حيث ظهر الانحدار فى المستوى وعدم مجاراة بقية اللاعبين المستوى المنشود نظرا لأن كل لاعبى المنتخب يتدربون فقط ولا يمكن أن يتم الحكم من جانب المدير الفنى على أى لاعب قبل مشاهدة مستواه من خلال تجارب رسمية قوية وهو ما يفتقده الجهاز الفنى بسبب توقف النشاط الكروى فى مصر. وأشار الشاذلى إلى أن أغلب قوام المنتخب الوطنى من المحليين تم اختيارهم من الأندية التى تشارك فى البطولات الأفريقية والتى تتدرب باستمرار وجدية ولا أحد يرى أيا من اللاعبين الآخرين فى الفرق الأخرى، وبالتالى اقتصرت الشريحة التى يختار منها الجهاز الفنى للمنتخب لقائمته على أربعة أندية فقط، وبالتالى يجب أن يهبط المستوى ويصل إلى المستوى الأدنى ولسبب آخر هو اختفاء أو غياب حدة المنافسة بين اللاعبين ككل.