ساقية الصاوى كانت منبرا مهما لحرية الفكر والإبداع وطاقة نور ومتنفسا لنقد السلطة وطالما وقفت ضد تقييد الحريات أيام مبارك. وكان هناك دائما تعاون مشترك بين ساقية الصاوى والجمعية المصرية للكاريكاتير، ولكن الحال تبدل بعد الثورة ففى، معرض حصاد الكاريكاتير2102 الذى ضم أعمالا من جميع الأجيال من رسامى الكاريكاتير على مدى سنة كاملة تم منع جزء كبير من الأعمال الفنية لجورج البهجورى وسمير عبدالغنى وعماد عبدالمقصود وأحمد دياب وأحمد كامل وسماح فاروق ومحمد الصباغ وعبدالرحمن أبو بكر وآخرين ولكى نعرف ما حدث بالضبط فسنتكلم فى ثلاثة مواقف.
أولا: موقف الساقية كان مخزيا ومحزنا وعارا وصادما لنا جميعا ومنع الأعمال من العرض وإزالتها من على الجدران بعد تعليقها يعد بمثابة خيانة للثورة وإهانة لحرية الرأى والإبداع وكل ما يتردد عن أسباب إدارية أو خطأ منظمين من قبل الساقية أو أن الصاوى كان خارج القاهرة أو أن الأعمال دون المستوى الفنى أو الطباعى كما تردد فهذا عارٍ تماما من الصحة، فقد تواجد الصاوى قبل الافتتاح وطالب باستبعاد جزء كبير من الأعمال بحجة أنها تحمل نقدا لاذعا للإخوان واعتراضاً على الدستور ونقد ممارسات الرئيس وحازم أبو إسماعيل وجماعته وأن هذا سيضر علاقته بالإخوان وأن وضعه السياسى حساس.
ثانيا: موقف الجمعية المصرية للكاريكاتير كان فى البداية سلبيا جدا ولم يحركوا ساكنا مع أنه من المفروض عند منع اللوحات يتم سحب أو إلغاء المعرض، ولم تتحرك الجمعية إلا بعد أن اعترض بعض الزملاء على إهانة منظم المعرض للأعمال الممنوعة ووصفه لها بأنها دون المستوى، خاصة أن أغلب الرسامين محترفون وأسماءهم معروفة، وصعد الرسامون الموضوع للإعلام بعدها تحركت الجمعية وعملوا جلسة صلح تضم أعضاء فى الجمعية والصاوى ووساطة أعضاء من جبهة الإبداع، بعدها اعتذر الصاوى ووعد باستكمال اللوحات الممنوعة وإعادة عرضها ومع أن هذا جاء متأخرا وجاء بعد الضغط الإعلامى عليه إلا أنه يعتبر رد اعتبار مقبولا نوعا ما للرسامين ونرجو ألا يتكرر.
ثالثا: موقف الرسامين منفردين حاول بعض الرسامين أخذ الموضوع بشخصنة وإدارته إعلاميا لصالحهم وعمل شو وشهرة لنفسه وادعاء للبطولة وهذا لا يليق وكان من المفترض أن يتحرك الرسامون مجتمعين متمثلين فى الجمعية لأنها المنظمة للمعرض.
