من أهداف الكتابة التصدى لمشاكل الجماهير ومشاركتهم فى واقعهم اليومى وقضاياهم المعاشة. وأرى أن من أهم الأدوار التى يمكن أن يلعبها أى كاتب وطنى هو عرض هذه المشاكل للمسئولين ومتابعتها على صعيد العمل الوطنى لتحقيق مصالح المواطنين، ومن هنا آثرت أن أعرض مشكلة عاجلة تهدد مجموعة من الأبرياء بكارثة محققة.. مناشدا من بيده الأمر سرعة التدخل.
فقد وصلتنى رسالة من سكان عقار بمنطقة الهرم تحديدا محافظة الجيزة يطالبون السيد المحافظ بسرعة التدخل حتى لا تحدث كارثة بالعقار. «حيث إن العقار صادر له ترخيص بناء من حى العمرانية بدروم + أرضى + 6 أدوار متكررة «المنطقة الواقع بها العقار محددة الارتفاعات» ولكن بالمخالفة للقانون قام مالك العقار ببناء دورين «دور سابع ودور ثامن»، تحت سمع وبصر مسئولى حى العمرانية، وعندما تم إخطار مهندس استشارى لمعاينة العقار، وأفاد بتقريره أنه يوجد عدد «6» أعمدة بالعقار لا تتحمل بناء هذين الطابقين المخالفين، إذ إن رخصة العقار 6 أدوار فقط. خصوصا أنه تم بناء هذه الأدوار بدون أعمدة حاملة مما ينذر بكارثة تحل بالعقار والعقارات المجاورة مما جعل سكان العقار مهددين بفقد أرواحهم وأولادهم وممتلكاتهم..بتاريخ 3/4/2102 تفضل السيد محافظ الجيزة مشكورا بإصدار قرار بإزالة الطابقين المخالفين تحت رقم 71411 وحين حضرت القوات الخاصة بالإزالة تبين أن صاحب العقار قد انتهى من تشطيبات الدور السابع المخالف والذى تستحيل معه عملية الإزالة، وقد تم إبلاغه بالبدء فى إزالة الدور الثامن واتخاذ الإجراءات اللازمة لإخلاء الدور السابع تمهيدا لإزالته.
وقد تمكنت القوات من تسليم الدور الثامن لمقاول الإزالة التابع للحى لمزاولة أعمال الإزالة يوم 21/4/2102 بناء على قرار للانتهاء من عملية الإزالة خلال خمسة عشر يوما، ولكن للأسف لم يحضر هذا المقاول سوى يومين فقط لمدة ساعة فى كل يوم.. ولم تتم إزالة إلا جزء صغير من السقف دونما الاقتراب من الحوائط وذلك حتى تنتهى مدة الخمسة عشر يوما المخصصة للإزالة ثم يكتب فى التقرير أنها تمت مما يخالف الحقيقة، ولم يكتف صاحب العقار بذلك، بل إنه يقوم بتشطيب الدور الثامن من أعمال المحارة والسباكة وخلافه، حتى يتمكن من تسكين الدور الثامن حتى تستحيل الإزالة كما فعل بالدور السابع، بينما كان من المفروض أن مقاول الإزالة يباشر عمله الفعلى فى الهدم قبل نحو أسبوعين.
سكان العقار المهددين بكارثة محققة يستغيثون بالسيد المحافظ قبل انتهاء مدة الإزالة.. ويذكرون أن صاحب العقار يقوم بتهديد السكان فى حياتهم الشخصية حتى يتوقفوا عن تقديم الشكاوى متوعدا بالانتقام من أى ساكن يجد اسمه موقع على أى شكوى ضده، بل إنه يقوم فى بعض الأيام بتعطيل المصعد الخاص بالعقار عقابا للسكان دون مراعاة للمرضى أو المسنين».
إلى هنا تنتهى رسالة الاستغاثة.. وأنا على يقين أن ضمير المسئولين سيحركهم نحو إنقاذ هؤلاء الأبرياء من كارثة محققة، وقد تم إرسال جميع المستندات لكاتب هذه السطور.
لقد قامت ثورة مجيدة فى 52 يناير 1102 أحد أهدافها الرئيسية العدالة الاجتماعية وكرامة المواطن الذى لن يقف عاجزا عن استرداد حقوقه، أو استجدائها من صناع مأساته من المفسدين والفاسدين وبناة إمبراطوريات المال على أشلاء المستضعفين البسطاء.