فيما يعكس توتر الأوضاع علي الأرض كشف ميثيانج أحد قيادات قبيلة الدينكا نقوك المتنازعة علي منطقة أبيي الحدودية مع الشمال عن مقتل نحو 62 شخصا في اشتباكات وقعت في ابيي أمس الأول بين عناصر من قبائل أخري بالمنطقة ولصوص الماشية مع قبيلة الدينكا وقوات الشرطة التابعة لها. فيما قالت مصادر مسئولة إن الاشتباكات نتج عنها مقتل ثمانية اشخاص وإصابة 23 وأن هناك اجتماعا بين قيادات ولاية جنوب كردفان لمنع تصاعد الاشتباكات. وقال ميثيانج إن الاشتباكات التي انفردت "روزاليوسف" بنشرها أمس وقعت في منطقة ماكير علي بعد 25 كيلو بشمال أبيي، ونتج عنها مقتل 8 أشخاص من الشرطة التابعة للدينكا و6 أشخاص من أبناء القبيلة في حين لقي نحو 48 شخصا من القوات المهاجمة حتفهم لافتا إلي أنهم عادوا إلي أماكنهم مرة أخري بعد تلك الاشتباكات. واعتبر القيادي بالدينكا أن الاشتباكات تمت بعلم وإلي جنوب كردفان أحمد هارون وهو أحد المطلوبين من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في دارفور، وأشار إلي أن قوات الجيش هاجمت أبيي بعد التصريحات التي ادلي بها الرئيس عمر البشير باحتمال نشوب حرب في أبيي في حالة إعلان الدينكا انضمامها إلي الجنوب من طرف واحد. وقال ميثيانج إن قبيلة الدينكا تواصل اجراءاتها لاستكمال الاستفتاء المنفصل الذي تقوم به بين أهل أبيي وسيعلنون عن نتائجه في وقت قريب بعد استفتاء الجنوب، مشيرا إلي أن تهديدات حكومة الخرطوم لن تغير موقفهم من الاستفتاء المنفصل. يأتي ذلك في الوقت الذي عقد فيه منبر استفتاء أبيي مؤتمرا صحفيا بعد انتهاء التصويت في اليوم الأول من الاستفتاء وهو منظمة مدنية مشكلة من قيادات الدينكا نقوك وقال دينج مادين رئيس المنبر إنهم سينتظرون لحين انجاح استفتاء الجنوب وبعدها سيصعدون قضيتهم مشيرا إلي انهم كانوا يتمنون إنهاء الاستفتاء الخاص بمنطقة أبيي مع استفتاء الجنوب وفقا لاتفاقية السلام. وأوضح أن الازمة في أبيي ليست نزاعا علي حرب وإنما خلاف علي ثروة مع الحكومة السودانية التي تسعي للحصول عليها وأن قبيلة المسيرية التي تحاول ان تقتسم الأرض معهم يعرفون أن الأرض ملكهم.