رغم الحوار السياسي الذي بدأته الجهات الحكومية في السودان لتهدئة الأوضاع في منطقة أبيي المتنازع عليها بين قبائل الشمال والجنوب إلا أن الأجواء علي الأرض يسيطر عليها التوتر والقلق بسبب تعدد الاشتباكات التي وقعت خلال الثلاثة أيام الماضية بين قبيلتي الدينكا نقوك التابعة للجنوب وقبيلة المسيرية العربية التابعة للشمال. وقال ميثيانج أحد قيادات قبيلة الدينكا إن النزاع المسلح توقف بين الجانبين أمس والوضع حاليا مطمئن بعد التدخلات المختلفة في الولاية لكنه أشار إلي أن الجميع مستعد لرد أي اعتداء من الطرف الآخر بالقوة. وكشف في تصريحات ل"روزاليوسف" أنه بعد حصر جثث القتلي والمصابين جراء الاشتباكات التي وقعت خلال الثلاثة أيام الماضية تبين مقتل 68 شخصا وإصابة 79 من عناصر الشمال علي حد وصفه في حين وصل إجمالي المتوفين من صفوف الدينكا 22 شخصا وأصيب 9 أشخاص، بما يعكس حجم الاشتباكات والصراع الذي شهدته المنطقة. اللافت أنه رغم تحميل القيادي الدينكاوي ما أسماهم عناصر الحكومة السودانية وقبائل الدينكا مسئولية الاشتباكات بدعم من الجيش السوداني إلا أن مختار بانمر أحد أمراء قبيلة المسيرية أكد أن قوات الحركة الشعبية وعناصر الدينكا نقوك هي التي بادرت بالهجوم علي مناطقهم التي يرعون فيها أبقارهم والماشية. وقال بانمر في تصريحات ل"روزاليوسف" اثناء تواجده في ابيي إن الدينكا منعت أهلهم من رعاية الابقار واستخدام المياه في منطقتي ماكير وواد انم وهي أماكن خاصة بهم، وأشار إلي أنهم استطاعوا رد الهجوم وقتلوا منهم حوالي 13 شخصا في حين يوجد لهم حوالي 32 جريحا داخل مستشفي مجرس في أبيي. ونفي القيادي بالمسيرية أن يكون للجيش السوداني أي تدخل في تلك الاشتباكات مشيرا إلي أن جميع الجرحي المتواجدين في المستشفي يرتدون الجلابيب وليس زيا عسكريا، لافتا إلي أنهم استطاعوا التحفظ علي 57 قطعة سلاح بعد الاشتباكات.. وتوقع أن تعود الاشتباكات مرة أخري بينهم في الفترة المقبلة بسبب توتر الأوضاع هناك ورغبتهم في الانفراد بالمنطقة والسيطرة عليها بالقوة. بينما اعتبر ميثيانج أن استراتيجيتهم الأساسية هي البعد عن الحرب والعمل علي انجاح استفتاء الجنوب مشيرا إلي أنه في حالة أي اعتداء من أي طرف سيقومون برده أيضا لأنهم يحملون السلاح حماية علي أراضيهم وممتلكاتهم. وكان والي ولاية جنوب كردفان أحمد هارون قد بدأ محادثات الأطراف السياسية في الولاية بما فيها المشرفون علي أبيي لحل الازمات المتصاعدة هناك وعدم اللجوء للحرب مرة أخري خاصة في ظل استفتاء تقرير مصير الجنوب. وكانت قبيلة الدينكا نقوك قد أعلنت عزمها القيام باستفتاء منفصل في منطقة أبيي وإعلان نتائجه وترسيم حدود لهم بعيدا عن أي جهة خارجية بما فيها الحركة الشعبية وهو الأمر الذي احتج عليه المؤتمر الوطني وهدد الرئيس السوداني عمر البشير بإمكانية العودة للحرب مرة أخري في حالة إعلان انضمام أبيي إلي الجنوب من طرف واحد.