توافدوا علي ميدان طلعت حرب مساء أمس الأول، متناسين خلافاتهم الأدبية البسيطة، اجتمعوا في مكان واحد، يعبرون فيه عن موقفهم صمتا بلا هتافات، منهم: بهاء طاهر وشعبان يوسف وعزت القمحاوي ومحمد بدوي وإيهاب عبد الحميد وأحمد زغلول الشيطي ومحمد عبلة وسهير المصادفة ومحمد خير وإبراهيم داود ولطفي لبيب ومحمد هاشم وسالم الشهباني وإبراهيم عبد المجيد وآخرون.. ظلوا يتوافدون إلي أن فرّقهم الأمن وحاصرهم فانفضوا. حملوا الشموع، وتناقلوها فيما بينهم، ومن كانت تنطفئ شمعته، يسارع بإشعالها ممن حوله، بدون كلام، بدون استئذان، وبدون سابق معرفة. حملوا الشموع وهتفوا: "يحيا الهلال مع الصليب"..و"تحيا مصر".. وأدانوا الاعتداء الإرهابي، ورفعوا لافتة "مصر بلد الكل". صاح شعبان يوسف: إنها وقفة سلمية.. صاح آخر: إننا كلنا مصريون وحزاني علي ما حدث في الإسكندرية.. ووقف الدكتور سمير فياض يخطب في الجمع ويصب الغضب علي الإعلام الذي يستفز مشاعر الناس. وإذا كان المثقفون قد تعرضوا للتفريق في "طلعت حرب" فإنهم عاودوا التجمع مرة أخري في "الأتيليه" وأقاموا حلقة نقاشية حضرها: مجدي أحمد علي وفاطمة المعدول ونبيل عبد الفتاح وغيرهم، اعتبروا الحلقة بمثابة نواة لمؤتمر كبير يضم الإعلاميين لعرض دور المثقفين في حماية المجتمع وتأكيد ثقافة الاعتدال، وأعلنوا يوم "7 يناير" عيدا للوحدة الوطنية، ودعوا جميع المثقفين لحضور "القداس" في ذلك اليوم، كما دعوا لحذف كل ما يدعو للتمييز في مناهج التعليم، وتدريس التاريخ القبطي بكل مراحله، واقترحوا إنشاء قناة تليفزيونية تتحدث عن تاريخ مصر الحقيقي واستعراض إعلامها وما قدموه للإنسانية، وإلغاء خانة الديانة من البطاقة تطبيقا لمبدأ مدنية الدولة المصرية.