رغم التحركات المتأخرة «نسبيا» التي بدأتها أمانات المحافظات مع حادث كنيسة القديسين بالإسكندرية استغلت جبهة الإصلاح الحدث ودعت أحزاب المعارضة إلي مؤتمر عالمي لمواجهة مخاطر الفتنة. فيما كثفت أمانة الإسكندرية تحركاتها وزارت قيادات الناصري بالمحافظة موقع الحادث والمصابين في المستشفيات وقال جمال عبدالسلام أمين الإعلام بأمانة الإسكندرية إن وفدا من أعضاء وقيادات الأمانة برئاسة الأمين العام المساعد عبدالرازق فرحات قد توجه إلي كنيسة القديسين التي حدث أمامها واقعة التفجير، بغرض تعزية قيادات الكنيسة في ضحايا الحادث، لافتا إلي أن حزبه لم يتحرك خلال اليوم الأول نظرا لتكثيف التواجد الأمني واستمرار أعمال التحقيقات. وأشار عبدالسلام إلي أن وفد حزبه قام بزيارة بعض المصابين في المستشفي القريب من الكنيسة، لافتا إلي أن البيان الذي أرسلته أمانة حزبه إلي جريدة العربي لنشره وصف الحادث بالإرهابي الذي يستهدف النيل من مصر ووحدتها واستقرارها. أما صلاح عساف أمين العمل الجماهيري بالإسكندرية فقال إنه من الرافضين لإصدار حزبه أي بيانات تدين حادث الإسكندرية، رغم وصفه له بالحادث الإرهابي الذي يسعي لزعزعة استقرار مصر، غير أن مسألة البيانات غير مجدية ولكن يجب المطالبة بمحاسبة المقصرين الذين تخاذلوا عن أداء واجبهم أيا كانت مواقعهم، لافتا إلي أنهم لم يتلقوا أي تكليفات خاصة بالأمر من القيادة المركزية. وكان عدد من شباب الناصري علي الفيس بوك قد أطلقوا دعوة للتظاهر بدوران شبرا المجاور لمحطة روض الفرج مساء يوم الحادث احتجاجا علي ما جري بالإسكندرية تحت شعار «شعب واحد وطن واحد هم واحد»، بجانب دعوتهم للتبرع بالدم لمصابي الحادث. فيما استغلت جبهة الإصلاح المحسوبة علي سامح عاشور الموقف وأصدرت بيانًا لها حصلت «روزاليوسف» علي نسخة منه وصفت فيه الحادث بالجبان والذي يأتي ضمن مخطط أمريكي صهيوني لتقسيم العالم العربي بما يتيح لهما مزيد من الهيمنة علي المنطقة ومقدراتها. وتابع البيان أن هذه القوي لم ترغب أن يحل العام الجديد دون أن يدشنوا لإحداث فتنة تستهدف النيل من الوحدة الوطنية خاصة أن الذين نفذوا العمل الإجرامي الحقير - حسب وصف البيان - أعلنوا مسئوليتهم عن الحادث وزعموا أنهم جيش محمد. وحذر البيان من تكرار ما يحدث في السودان من تقسيمه لدولتين مسيحية في الجنوب وإسلامية في الشمال وهو الأمر الذي يسعي إليه الاستعمار الأمريكي بتقسيم الوطن لمسلمين ومسيحيين ونوبيين. من جانبه طالب سامح عاشور في بيان جبهة الأحزاب خاصة الوفد والتجمع والجبهة بعقد مؤتمر عالمي يجمع الكل من جميع الأطياف لمواجهة الخطر الذي يهدد الوطن، مضيفا أن الوحدة الوطنية هي العاصم من الفتن داعيا إلي ضرورة إزالة مناطق الالتباس والاحتقان والتي يمكن استغلالها لضرب الوحدة الوطنية، وإقرار حقوق المواطنة وقانون دور العبادة الموحد حتي لا يكون هناك مبرر للاحتقان. ولفت أحمد عبدالحفيظ الأمين العام المساعد للحزب الناصري إلي دور الأحزاب السياسية في محاولة رأب الصدع لدي الأقباط ومواساة أهالي الضحايا وإعلان غضبها وإدانتها للحادث، فالأمر خرج عن نطاق السيطرة الأمنية متجهًا إلي نوع خطير من الإرهاب يحتاج إلي الطرق بيد من حديد. وأوضح ضرورة إنهاء حالة الطائفية التي سادت المجتمع طوال ال30 عامًا الأخيرة وهو ما تسبب في سيطرة الطائفية علي المجتمع بشكل عام مدللا علي رأيه بتسابق مراكز الخدمات والمعونات التي تتخذ الطابع الطائفي مثل المراكز الطبية الإسلامية والقبطية وأنواع المساعدات الاجتماعية حيث تتخذ التبرعات الخيرية بشكل كامل جوًا من الطائفية يجب التصدي إليها بغض النظر عن تحديد الجهة المرتكبة للحادث إن كانت داخلية أم خارجية لتلاقي مصالح الطرفين في إشعال الأحداث الطائفية لزعزعة الأمن المصري. بينما ركز د.محمد أبوالعلا نائب رئيس الحزب علي طريقة معالجة الحادث بحيث تأتي اجتماعية وأمنية وحكومية شاملة بسب وجود أرض خصبة للاحتقان الطائفي تقوم الأيادي الخارجية بالتلاعب فيها وتطويعها لخدمة أهدافها وأكد تشابه الطريقة التي تم بها الحادث مع الحوادث الإرهابية في العراق من حيث استخدام عناصر مفخخة تسير في المناطق المستهدفة وهي كلها عوامل تشير إلي وجود أيادٍ خارجية متسببة في الأمر.