فقدت مصر رجلاً عظيماً، هو اللواء أحمد "مختار فتحي" - محافظ الوادي الجديد، حيث وافته المنية صباح الأحد الماضي في أحد مستشفيات العاصمة الصينية، حيث امتثل الرجل لعملية تغيير (كبد)، عاني من المرض فترة طويلة، دون أن يظهر ذلك شاكياً أو متأخراً عن أداء عمله، فقد اقتربت من الرجل في نشاط عام ارتبطت به في محافظة الوادي الجديد، والواحات الخارجة والداخلة منذ عام 1979، وكان في نفس منصب المحافظ المرحوم المهندس "محمود فوزي البرنس" ، ثم الأخ العزيز الأستاذ الدكتور "فاروق التلاوي" الذي تولي الإدارة منذ مارس 1993 وحتي عام 2003، وكان ارتباطي بهذه المنطقة البعيدة عن العين وكذلك القلب من العاصمة، واستطاع هؤلاء الرجال أن يضيفوا من جهدهم المتواصل نشاطًا وحيوية ومشروعات وتنمية في تلك الواحات، التي لم تشهد مثل هذه الدفعة القوية، منذ عرفها المصريون من خطاب الراحل العظيم "جمال عبد الناصر" ليلة 23ديسمبر 1958 من فوق منبر النصر بمدينة بورسعيد داعياً إلي أننا سنتجه لآمال جديدة وتنمية عظيمة في واحات مصر الغربية. (الوادي الجديد) جاء لهذا المنصب ذلك الرجل العظيم اللواء أحمد مختار يوم 4 يناير 2006، لكي يستكمل المسيرة الوطنية في تلك المحافظة، باذلاً كل الجهد، وهذا ليس بغريب حيث تم اختيار رجل بدأ حياته منذ تخرجه في الكلية الحربية عام 1969، وهو من مواليد شهر أغسطس عام 1947، ومنذ تخرجه عمل بسلاح المشاة حتي وصل إلي مدير السلاح وقائد للفرقة الثانية عشرة، ثم تولي مهمة رئيس الأركان للمنطقة الشمالية العسكرية، ثم رئيس أركان حرب الجيش الثالث الميداني، وانتدب للعمل كأستاذ في الكلية الحربية، ثم رئيس فرع عمليات الأمانة العامة لوزارة الدفاع، ثم رئيس فرع المتابعة للسيد وزير الدفاع والإنتاج الحربي، ثم ملحقاً عسكرياً بالمملكة العربية السعودية ومملكة البحرين، وعاد ليقود الجيش الثالث الميداني، ثم رئيس هيئة تدريب القوات المسلحة. ولقد شارك المرحوم اللواء "أحمد فتحي مختار" في حرب الاستنزاف التي مهدت لحرب أكتوبر، التي شارك فيها أيضاً ببطولات نادرة كما شارك مع القوات المصرية والدولية في تحرير دولة الكويت، ولن أستطيع في هذا المقال وهذه المساحة أن أعدد النياشين التي حصل عليها المرحوم البطل إلي أن جاء محافظاً للوادي الجديد، ولعل مشاركتي في وضع تخطيط استراتيجي لمدينة الخارجة، واجتماعاتي مع زملائي ومع المرحوم مرات عديدة في مكتبه وفي أرجاء المحافظة، حينما كنا نسعي لجذب المسئولين الكبار لمساندته في مشروعات التنمية، وكان الرجل لا يبخل بوقته ولا بجهده رغم المرض الذي كان يعاني منه (ويظهر جلياً علي وجهه) إلا أن الحركة الدائبة والعمل المتواصل في خدمة مسئوليته الوطنية تجعلنا اليوم نقف حداداً علي وفاة أحد أبطالنا العظام، رحم الله "أحمد مختار فتحي"، ونال عن خدماته الوطنية جزيل العطاء، ومثواه الجنة بدعوات من كان يعمل علي رفع شأنهم وتأدية طلباتهم لوجه الله والوطن!!