رئيس منظمة الدعوة الإسلامية ب"جوبا": 3 آلاف جنوبي أشهروا إسلامهم منذ اتفاقية السلام.. بينهم قساوسة كشف خميس سنداني رئيس منظمة الدعوة الاسلامية ونائب رئيس المجلس الإسلامي بجنوب السودان أن هناك ما يزيد علي ثلاثة الاف جنوبي دخلوا الدين الاسلامي منذ توقيع اتفاقية السلام بين الشمال والجنوب من بينهم عدد من القساوسة الذين يعملون بشئون الدعوة الاسلامية حاليا دون ان يتعرض لهم أحد .. مؤكدا أن المسلمين ليسوا أقلية بجنوب السودان إلا أن لكل مسلم انتماءه السياسي الذي يحدد موقفه من الاستفتاء علي تقرير مصير السودان مبينا أن سلاطين الولاياتالجنوبية يستجيبون لتوريث الأراضي لمسلمي القبائل لاقامة المساجد عليها. ما هو دور منظمة الدعوة الاسلامية بجنوب السودان ؟ منظمة الدعوة الاسلامية منظمة عالمية ودولية ومقرها بالخرطوم ومنتشرة بجميع انحاء العالم وتقوم بعمل بعثات خارجية وداخلية للعمل للدعوة الاسلامية ونحن دورنا في الجنوب. هل هناك تنسيق بين المنظمة ومجلس الشئون الاسلامية أم لكل منكم برنامجه المنفصل ؟ - كل المنظمات الاسلامية تحظي بعضوية المجلس الاسلامي بجنوب السودان ونعمل تحت مظلته في كل الولاياتالجنوبية العشر وذلك بحكم أن الهدف واحد، صحيح نحن نعمل كجسم منفصل ولا نتلقي منهم التعليمات لكن هناك تنسيقًا دائمًا. هل هناك احصائية بعدد المسلمين المتواجدين بولايات جنوب السودان العشر؟ - لا ليس هناك احصائية لعدد المسلمين وحتي الآن المجلس الاسلامي لم يبدأ في الاحصاء. وهناك العديد من الأرقام والاحصائيات المتداولة لكن الأقرب أن عدد المسلمين بالجنوب السوداني لا يزيد علي حوالي 30 % من اجمالي عدد السكان بالولايات. وبالتالي فإن المسلمين ليسوا أقلية. وما هي احوال المسلمين في الجنوب؟ وهل يحظون بجميع حقوق المواطنة ؟ - الحياة تعتبر طبيعية جدا كأي مواطن جنوبي رغم انه كان هناك بعض المعوقات لكن كثيرا من هذه العقبات ليست من قبل الدولة ولكنها مضايقات فردية ومن أمثلتها أن هناك العديد من المشكلات بسبب صوت المآذن بالمساجد فنجد من المواطنين من يخرج متذمرا معتبرا صوت الأذان وتشغيل الميكروفون من الضوضاء التي تزعج باقي المواطنين بما يعد اخلالا من المسلمين لكن اذا اختصمنا للجهات المسئولة فهي لا تتواني عن اعطائنا الحق والتصاريح اللازمة لاقامة شعائرنا الاسلامية ولا تمنعنا من استخدام الميكروفونات للأذان. وكم عدد المساجد المتواجدة بالجنوب السوداني ؟ - قبل اتفاقية السلام لم يكن عدد المساجد بكثير وكان هناك الكثير من الولايات التي يوجد بها مسلمون ولا توجد بها مساجد للصلاة بينما اختلف الوضع بعد السلام واصبح عدد المساجد في تزايد مستمر وكل فترة تأتينا طلبات لبناء المساجد وهذه الطلبات تدل علي وجود الكثير من المسلمين في حاجة الي مسجد قريب منهم وليس من المعقول ان يتم طلب بناء هذه المساجد ولا يوجد من يصلون بها وهناك 200 طلب حاليا لبناء مساجد جاري البت فيهم واستلمنا 100 مسجد مؤخرا وهناك 100 مسجد أخري في طريقنا الي استلامها. ما هي اجراءات الحصول علي تراخيص بناء المسجد؟ وهل هناك صعوبات تواجه بناء المساجد في الجنوب ؟ - لا توجد أي معوقات ونتقدم بطلب رسمي لمحافظ الولاية التي سيكون بها مقر المسجد ولأن الأراضي هنا بالوراثة تابعة للأعيان والسلاطين المسلمون يطلبونها أولا وبعدما يتم تخصيصها لهم وتقديم جميع الأوراق الثبوتية نبدأ في اجراءات البناء وتجهيزها بالأثاث اللازم . ومن أين تحصلون علي الدعم الخاص بتأسيس المساجد ؟ - نحن فرع من هيكل منظمة الدعوة الإسلامية ومجلس الأمناء للمنظمة أعضاؤه من كل العالم الاسلامي فالتمويل يأتي من كل العالم العربي وهناك الكثير من التبرعات الخيرية من كل المسلمين بالدول المختلفة وبالنسبة لتمويلنا فيتم وفقا لاحتياجاتنا وحجم العمل لدينا في المساجد وحسب خطتنا السنوية والتي تشمل أيضًا بناء مستوصفات صحية ودعم للمدارس ومساعدة المحتاجين . وهل المسلمون يحظون بنفس الفرص في تولي المناصب القيادية بالجنوب أم لا ؟ - المناصب في الجنوب لا يتم توزيعها توزيعا دينيا وانما وفقا للكفاءة ولا يوجد معيار ديني يمكن أن يتدخل في هذا الأمر ولا يمكن أيضا الحديث عن نسبة للمسلمين في المناصب القيادية فهذه أمور سياسية لا علاقة لها بالعقيدة. كيف يتم تأهيل الخطباء للعمل بمساجد الجنوب؟ - هناك الكثير من الجنوبيين نزحوا خلال فترة الحرب الي الشمال السوداني ودول الجوار في أوغندا منهم المسلمون ومن دخلوا في الاسلام واستفادوا كثيرا وتعلموا أصول الدعوة والخطبة ولدينا أئمة تعلموا في الخرطوم آخرون في أوغندا علي ايدي الخطباء هناك وبالنسبة للخطباء الجدد فتختار الأوقاف في جنوب السودان من بين من لديه الرغبة في ذلك الشخص الذي تتضح فيه صفات الخطيب من الإلمام بأصول الدين وغيرها ثم تأتي مرحلة التأهيل علي أيدي الخطباء المتواجدين حاليا.. ودورنا هو ألا نترك فراغًا ومهمتنا الاساسية الدعوة للاسلام .. وهناك دعوة غير مباشرة تتم عن طريق تقديم الخدمات في التعليم والرعاية الاجتماعية وهناك العديد من المدارس التي نمارس فيها الدعوة. كم عدد المسلمين الذين دخلوا في الاسلام منذ اتفاقية السلام؟ وأيهم الأقرب للاستجابة للدعوة الاسلامية؟ - هناك أعداد كبيرة تصل الي الألاف دخلوا في الاسلام منذ توقيع اتفاقية السلام بين الشمال والجنوب وخلال العامين الماضيين كان هناك حوالي 3 آلاف من الجنوبين أشهروا اسلامهم و الأقرب للاستجابة اللادينيون ولكن نلقي أيضا كلما بذلنا جهدا أكبر استجابة من أصحاب الديانات الأخري وخاصة المسيحية وهؤلاء بمجرد دخولها الاسلام يمارسون العمل الدعوي وهناك مجموعة من القساوسة الجنوبيين دخلوا الاسلام ثم كرسوا حياتهم لعمل الدعوة للاسلام وعملهم يتميز بأنه أكثر تنظيما نظرا لنشاطهم السابق من خلال الكنيسة. ولكن ألم يتعرض هؤلاء القساوسة لأية مضايقات بعد دخولهم الاسلام ؟ - أكيد طبعا كان هناك مشكلة مع الكنيسة ولكن هي مضايقات تتعلق بالمعيشة حيث يتم حرمانه من بعض المميزات سواء في عمله أحيانا وفي التعامل ومع محاولات لاستقطابه من جديد لاعادته لدينه الأول لكن لا يتعدي الأمر أكثر من ذلك ويكمل حياته بشكل عادي. وما الادوات الدعوية التي تستخدمونها وما أهم منابركم ؟ - أدوات الدعوة الاسلامية كثيرة منها مبدأ الدين المعاملة فهناك من دخلوا الاسلام لمجرد أنهم تعاملوا معنا فجاءنا مثلا رجل هندي وأشهر اسلامه نتيجة تعامله مع عدد من التجار المسلمين بالأسواق خلال شهر رمضان وهناك من دخلوه بعد أن شاهدوه في أهله من الدعاه قدوة وهناك من دخلوه لاعجابهم مثلا بحضه علي الحشمة ونتواجد بشكل مباشر للدعوة بالأسواق والباب مفتوح أمامنا لنشر دعوتنا حتي في الاعلام لا أحد يحجر علينا فالحرية الدينية مكفولة لنا في كافة الوسائل . ولا نجد أي مضايقات .. والأسرة الواحدة ابناؤها فيهم من يعتنق الاسلام ومن هو مسيحي وتجد ثالثهم علي ديانة أفريقية وآخر ليس له دين وتجدهم يتحاورون فتجد أخًا مسيحيا يذكر أخاه المسلم بأنه سمع صوت الأذان وآخر مسلم يسأل أخته عن موعد رجوعهم من الكنيسة لينتظرهم للعشاء.وهناك الكثير حاليا ممن يأتون المساجد لاشهار اسلامهم . وما أهم المظاهر للمسلمين في الجنوب خلال شهر رمضان ؟ - شهر رمضان تزدهر فيه أمور ومظاهر الدعوة خاصة انه تظهر فيه روح الاسلام من الكرم وكل المسلمين يفطرون في الميادين والشوارع خلال الثلاثين يومًا فيجلس ليأكل كل من يمر مسلم وغير مسلم والمسلم يأكل ويدخل ليصلي بينما غير المسلم يأكل وينصرف وهناك من لا ينصرف ويجلس ليستمع فنكسبه بين صفوف الدين الحنيف وفي عيد الأضحي كذلك حيث نوزع الأضاحي فنجد استغرابا من الأغنياء قبل الفقراء ما كل هذا الكرم من المسلم ويكون هناك اناس لم يأكلوا اللحم من شهور فيحصلون علي نصيبهم مسلمين أو غير مسلمين وهذه المناسبات بالاضافة الي المولد النبوي الشريف في العمل الدعوي. وما موقف المسلمين في الجنوب من السياسة .. وهل حسموا موقفهم من الاستفتاء ؟ - كل المسلمين بالجنوب يتوحدون علي كلمة واحدة هي الاسلام ولكن ينتمون لأحزاب سياسية مختلفة ولكل منهم موقفه السياسي ومنهم من ينضم للمؤتمر الشعبي وآخر للحركة الشعبية واخر للوطني واخر من جبهة الانقاذ لكن في العمل الاسلامي كلنا علي قلب رجل واحد وهناك اختلاف بينهم مابين مؤيد للانفصال ومن ينادي للوحدة.