قرر الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء إنشاء وحدة تنظيمية قومية تتعامل مع النقل وتكون مهمتها التنسيق مع وزارات الصناعة والتجارة والإسكان بهدف وضع أسس ومراقبة الاستراتيجية الخاصة بالنقل والاستفادة من طاقات السكك الحديدية والنقل النهري وتقليل العبء عن الطرق، علي أن تقوم هذه المنظومة بوضع استخدام أفضل للطرق يقلل من الحوادث ويتعامل مع البيئة. وطلب الدكتور نظيف قيام وزارة النقل بوضع التصور المبدئي لهذه الوحدة، وضرور التنسيق بين وزارات التجارة والصناعة في وضع خطة يتم من خلالها زيادة التنسيق في نقل البضائع علي مستوي الجمهورية وتعظيم الاستفادة من النقل النهري والسكك الحديدية بما ينعكس علي الطرق البرية. صرح بذلك الدكتور مجدي راضي المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء الذي أكد أن الدكتور نظيف أشار إلي أن قطاع النقل يواجه تحديات كبيرة حيث تشهد مرحلة النمو الحالية توقع زيادة حجم النقل الثقيل بما يمثل عبئا علي الخدمات الموجودة حاليا حيث إن مصر تنقل ما بين 500 إلي 600 مليون تقل سنويا في ظل أن شبكة السكك الحديدية لا تنقل سوي 2% ونهر النيل لا ينقل أكثر من 2%. كما عقد الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء اجتماعا حضره وزيرا المالية والإسكان ورئيس هيئة قناة السويس حيث تقرر إنشاء شركة لخدمات المياه والصرف الصحي في منطقة القناة أسوة بما هو متبع في جميع المحافظات في أنحاء الجمهورية وتتبع هذه الشركة وزارة الإسكان. أكد د. أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء أن الحكومة حريصة علي إحداث تكامل في الفكر التخطيطي في مجال الإسكان مع مراعاة البعد الاجتماعي في توفير المسكن المناسب للمواطنين. قال في كلمته التي ألقاها في افتتاح مؤتمر الإسكان العربي الأول تحت عنوان «استدامة البناء في المنطقة العربية وخاصة الصحراوية» مساء أمس الأول إن التحديات الاقتصادية التي تواجه الأمة العربية في الوقت الراهن وظهور العديد من التكتلات الاقتصادية بين الدول المختلفة في مشارق الأرض ومغاربها يدعونها نحن العرب بما نملكه من امكانات اقتصادية وموارد طبيعية إلي ضرورة التنسيق، فيما بيننا في جميع المجالات لمواجهة ذلك ولنكون علي قدم المساواة في مواجهة هذه التحديات. أضاف: إن الحكومة المصرية قامت بدور فعال لتطوير قطاع التشييد والبناء وتطبيق فكر البناء الأخضر المستدام من خلال إنشاء المجلس المصري للعمارة الخضراء برئاسة وزير الإسكان، كما تم الانتهاء من نظام الهرم الأخضر للتقييم مما يدل علي أهمية تطبيق هذا الفكر للوصول إلي مجتمعات مستدامة بيئيا واجتماعيا واقتصاديا. أوضح رئيس الوزراء أنه نظرا لأن الأراضي الصحراوية تشغل نسبة كبيرة من معظم البلاد العربية فهي تمثل التحدي الأكبر للتنمية الشاملة في عصر يهتم بقضايا استدامة البناء ومراعاة الظروف الاقتصادية السائدة محليا وفي العالم من حولنا وضرورة مراعاة قواعد اقتصاد السوق من ناحية وتحمل المسئولية الملقاة علي عاتقنا تجاه شعوبنا، من ناحية أخري فإن الأمر يحتم علينا جميعا مراعاة البعد الاجتماعي بتوفير المسكن. ونقل «نظيف» تحيات الرئيس مبارك لجميع ضيوف مصر المشاركين في المؤتمر سواء كانوا دبلوماسيين أو علماء في مجال الهندسة، قائلا: انقل إليكم تحيات الرئيس مبارك كضيوف أعزاء في بلدكم الثاني مصر». قال عمرو موسي الأمين العام لجامعة الدول العربية إن هذه النوعية من المؤتمرات التي تساعد علي اعطاء صورة شاملة لقطاع الإسكان وإتاحة الفرصة لتنمية هذا القطاع الحيوي، مؤكدا ضرورة إعداد كوادر متخصصة لتنمية القطاع ولتنفيذ هذه المسئولية الكبيرة في الوطن العربي، خاصة شركات المقاولات التي طالب بدعمها لتقديم سلع جيدة. فيما قال المهندس أحمد المغربي وزير الإسكان والمرافق والتمنية العمرانية إن الوزارة وضعت خططاً عملاقة لاستيعاب الزيادة السكانية المتنامية في مصر، مؤكدا أن التحدي الأكبر الذي يواجهنا هو كيف نتواءم مع البيئة الصحراوية الجديدة ونحدث تنمية مستدامة فيها. وفي نفس الصياق شهد افتتاح مؤتمر الإسكان العربي الأول مساء أمس الأول بقصر محمد علي مناوشة بين الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء وعمرو موسي الأمين العام لجامعة الدول العربية بدأت عندما قال موسي خلال كلمته: «نطالب بألا يكون الإسكان عملية اقتصادية ولكن ينظر عليه كعملية اجتماعية ومجتمعية مؤكدا أن الإسكان حاجة إنسانية تبدأ الحياة بها ويتشكل فيها الفكر والرأي العام، وعلي الحكومة أن تدرك ذلك. موسي استطرد قائلا: يجب علي الحكومات أن تتحمل هذا البعد الاجتماعي وأن يدرك المستثمرون في قطاع الإسكان أن عليهم واجبا ناحية الناس. الدكتور أحمد نظيف رد في كلمته التي ألقاها عقب انتهاء كلمة موسي قال: نتفق مع السيد عمرو موسي في الفكر ولكننا نختلف في التطبيق، حيث ندعم محدودي الدخل بجميع الوسائل وأعطينا الأرض لشباب «ابني بيتك» ودعمناهم وجعلناهم هو الذين يبنون، كما وفرنا الأراضي للمستثمرين ووفرنا لهم جميع الامكانات لمساعدة الشباب في الحصول علي وحدات مدعمة.