استعدادات مكثفة تقوم بها حكومة جنوب السودان علي جميع الاصعدة والمجالات تأهبًا لاستفتاء تقرير المصير الذي قد ينتهي إلي استقلالهم في دولة منفصلة بذاتها.. وعليه شهدت جميع المؤسسات والجهات نشاطا مختلفا عن السنوات الماضية واضفي مناخا جديدا علي منطقة الجنوب يستهدف التأسيس لمرحلة جديدة في تاريخهم. وتنوعت الأنشطة والاستعدادات ما بين سياسية وأمنية ودينية واقتصادية وشعبية.. وظهر ذلك في إعلان كنائس الجنوب البدء في الصلاة من أجل السلام في الجنوب حيث كشف منشور لبعثة الاممالمتحدة في الجنوب عن اطلاق الكنائس حملة الصلاة لمدة 101 يوم من أجل استفتاء سلمي يغير قلوب السودانيين بدأت مع اليوم العالمي للسلام في 21 سبتمبر الماضي وحتي الأول من يناير المقبل. وأوضح أن المجموعات الدينية المختلفة تلتقي في كافة ارجاء الجنوب بصفة يومية وأسبوعية وشهرية بهدف الصلاة من اجل السلام، وأشار المنشور إلي ان مواطنين يتجمعون يوميا في 11 إبراشية ومركزاً للصلاة في جوبا، وقال رئيس الأساقفة لورو إن خيار الوحدة أو الانفصال بمثابة وسائل لهم من أجل تحقيق السلام والتنمية التي طال انتظارها في السودان. وأشار إلي أن الكنيسة الكاثوليكية قادت مبادرة الصلاة 101 يوم إلا أن الطوائف المسيحية الأخري والديانات الاخري انضمت إليها بهدف السلام لكل فرد ولكل دين، مشيراً إلي أن ذلك لا يعني توجيه شعب الجنوب للتصويت علي خيار معين سواء الوحدة أو الانفصال وإنما للجميع حرية الاختيار ولكن الاهم هو التشديد علي أن يكون الاستفتاء سلميا دون حرب وداعما للسلام. إجراءات أمنية ولتأمين إجراءات الاستفتاء والسيطرة علي الاوضاع الامنية في الجنوب خلال الفترة المقبلة افتتحت حكومة الجنوب في يناير الماضي اكاديمية خاصة للشرطة اطلقت عليها اسم أكاديمية جون قرنق للتدريب، وتخرجت أول دفعة من الضباط في الشهر الحالي، كما قامت بتدريب حوالي 6 آلاف مجند بشكل متخصص علي تأمين الاستفتاء. وقام مستشارو شرطة الأممالمتحدة بتدريب حوالي 14 الف ضابط في الجنوب علي إجراءات تأمين الاستفتاء وفنيات السيطرة علي الحشود وأعمال الشغب وحماية الشخصيات الهامة والتكتيكات الخاصة بالأسلحة.. ووضعت الحكومة عن طريق وزارة الداخلية خطة لتوزيع الضباط والمجندين الذين تم تدريبهم علي وحدات الشرطة في مختلف الولايات. وتستهدف الإجراءات الأمنية أيضا التصدي لأي أعمال شغب أو اشتباكات من اي نوع في الجنوب أثناء أو بعد الاستفتاء ومواجهة الخارجين عن القانون في شوارع جوبا خاصة أن هناك عناصر من جنسيات أفريقية ينتشرون في الجنوب بهدف الحصول علي أموال بالسرقة والنهب. العائدون للاستفتاء مع بداية العد التنازلي لاستفتاء الجنوب توافد مئات الجنوبيين من الشمال ودول المهجر الي الجنوب مرة اخري ، وحسب احصائيات اعلنها وزير الإعلام في حكومة الجنوب برنابا بنجامين فان حوالي 2 مليون شخص عادوا إلي ولايات الجنوب في الفترة الأخيرة من أجل تسجيل اسمائهم والمشاركة في الاستفتاء . ونظرا لعدم توافر الامكانيات والاستعدادات لاستقبال وعودة الجنوبيين إلي ديارهم مرة أخري قامت وزارة الشئون الإنسانية بالجنوب برصد حوالي 33 مليون جنيه سوداني لمساعدة العائدين علي التأقلم وتوفير وسائل العيش، بحيث تصرف لهم مساعدات وإعانات لمدة 6 شهور مقبلة، بجانب توفير احتياجاتهم من العلاج والمدارس والأسواق. ونتيجة لذلك قامت ولايات الجنوب العشرة بإعداد كشوف بأسماء النازحين والعائدين إلي ديارهم في كل ولاية بهدف دعمهم ومساعدتهم وتنظيم وتأمين وجودهم. تثقيف الناخبين اطلق عدد من المنظمات المحلية بجنوب السودان حملات لتثقيف الناخبين المواطنين في ولايات الجنوب علي آليات وطرق التصويت في الاستفتاء، وأيضا العمل علي حشد أصوات الجنوبيين للمشاركة في الاستفتاء ضمان حضور النصاب القانوني الذي يضمن صحة الاستفتاء والمتمثل في 60% من نسبة المسجلين في كشوف المفوضية العامة للاستفتاء. واستغلت تلك المنظمات اماكن تجمع الجنوبيين في الاسواق والتجمعات الاجتماعية مثل الأفراح والمآتم ومباريات كرة القدم لايصال الرسائل التي يستهدفون توصيلها إلي شعب الجنوب.. واستغلت بعض المنظمات ايضا فترة الدعاية للاستفتاء التي حددتها من 7 نوفمبر حتي 7 يناير لتنظيم عروض ومسيرات تدعو للمشاركة في الاستفتاء. وفي دول المهجر قامت مكاتب الاتصال التابعة لحكومة جنوب السودان بعقد سلسلة من الندوات في أماكن تجمع جاليات الجنوب لتعريفهم بآليات وسبل التصويت وأسلوب التحرك يوم الاستفتاء، وفي القاهرة قام المسئولون بالمكتب بندوات في الأحياء التي يكثر فيها تواجد الجنوبيين مثل مدينة نصر والمطرية والمعادي.