لطلاب الثانوية.. تفاصيل 14 معمل حاسب آلي بجامعة عين شمس لتسجيل رغبات التنسيق    وزير الأوقاف: فلسطين ستظل القضية الأولى لنا أبد الدهر    خطة من 3 مراحل، فرق فنية متخصصة للسيطرة على تراكمات مياه الأمطار والسيول بأسوان (صور)    تنسيق الجامعات 2024| لطلاب الثانوية العامة.. 20 كلية صيدلة تعرف عليها    يخدم أكثر من 12 مليون نسمة.. خطة "الجيزة" لتطوير سوق الجملة ب6 أكتوبر - صور    سفير اليابان: نسعى للمزيد من التقارب والتعاون مع مصر    بسبب التقدم أوكراني.. روسيا تعزز الإجراءات الأمنية بمحطة كورسك النووية    بريطانيا تستعد لمزيد من شغب اليمين المتطرف ضد المهاجرين والمسلمين    عمر مرموش يسجل فى خماسية إينتراخت فرانكفورت ضد إف إس فرانكفورت ... نجم منتخب مصر يسجل فى تعادل نانت مع لوريان    السجن المشدد من 3 إلى 5 سنوات ل4 متهمين باستعراض قوه» في المنيا    حصلت على درجات مواد لم تمتحنها.. مصدر بالتعليم يكشف واقعة طالبة الثانوية بالأقصر    نائب رئيس حزب مستقبل وطن يكشف عن ذكرياته بالثانوية العامة    الموسيقار عمرو سليم ل القناة الأولى: فكرة مهرجان العلمين الجديدة جميلة    محمد علي رزق ضيف فاطمة مصطفى على 9090    البرومو الرسمي لمسلسل «عمر أفندي» بطولة أحمد حاتم (فيديو)    ليست العلاقات الجنسية فقط.. أمين الفتوى يكشف عن 5 أنواع من الخيانة الزوجية    قافلة بيطرية لقرية قراجة ضمن المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»    أولمبياد باريس.. العداء المغربي سفيان البقالي يتوج بذهبية 3 آلاف متر موانع    إزالة 161 تعديًا علي الأراضي الزراعية وأملاك الدولة بمراكز المنيا    محافظ أسيوط يتفقد دير درنكة في أول أيام احتفالات صوم السيدة العذراء (صور)    الأمم المتحدة: 45 قتيلًا حصيلة سيول جارفة في اليمن    مستشار التعليم العالي لسياسات القبول والتنسيق يحدد أليات كتابة الرغبات للثانوية العامة    الكشف على 152 حالة بالقافلة الطبية بقرية بغداد في شمال سيناء    لجنة لمعاينة موقع المستشفى الجامعي غرب مدينه العريش    تقارير| موعد وصول ألفارو موراتا لنادي الميلان    مسابقات ثقافية وورش فنية بشمال سيناء    مصرع وإصابة 3 أشخاص في حادثي سير بسوهاج    محافظ القاهرة يشهد افتتاح المهرجان الكشفي السنوي رقم 29    محافظ أسيوط ورئيس «سيمكس» يتفقدان خطوط الإنتاج والورش بمصنع الأسمنت    «الرعاية الصحية»: نمتلك 12 معهدًا للتمريض بنظام ال5 سنوات    «ناسج الأقنعة».. حسن العدل: المسرح له الأولوية في عملي بالفن    خبير اقتصادى يكشف أسباب ارتفاع سعر الدولار أمام الجنيه    مصر تتجه لصياغة اتفاقية إطار للضرائب الدولية    معاهد علوم الحاسب ونظم المعلومات.. تقبل الطلاب بعد الثانوية    «بتمنى أنساك» و«اللي يقابل حبيبي».. رسائل جديدة تبشّر بعودة شيرين عبدالوهاب    الصحة تكشف عن موعد جديد لانتهاء أزمة الأدوية    أمين الفتوى بقناة الناس: سيدنا النبى كان يصافح بيده هؤلاء النساء    فوت ميركاتو: يونايتد يهدد مخطط ميلان لضم فوفانا    الخارجية الصينية: الانتخابات الرئاسية الأمريكية شأن داخلي ولا تعليق لبكين عليها    ألمانيا: مقاتلاتنا تحلق لأول مرة في سماء الهند في تدريبات جوية متعددة الأطراف    مدينة الأبحاث تُنظم مدرسة صيفية حول "تقنيات مُعالجة اللغة العربية بالذكاء الاصطناعي"    الدكتور جنيدي يفوز بجائزة أكاديمية البحث العلمي بمجال الحاسبات    مدير الرعاية الصحية بالإسماعيلية يعقد الاجتماع الشهري بفريق الإشراف    إسرائيل تخشى الاعتراف بالفشل الذي وقعت فيه منظومتها السياسية والعسكرية    الاتحاد الدولي للخماسي الحديث يعقد مؤتمرا صحفيا قبل انطلاق المنافسات الأولمبية    بالأسماء.. تعليم شمال سيناء تعلن نتيجة الثانوية العامة بنسبة نجاح 95.6%    السادس "علمى رياضة" بالثانوية العامة: يجب تنظيم الوقت مع تحديد الأولويات    الأونروا: أعطينا اللقاحات لنحو 80% من أطفال غزة منذ بدء الحرب    "الدكتور قالي مش هتخلف".. الورداني يكشف عن أمراض لا يجوز إخفاؤها قبل الزواج    البورصة تقرر شطب شركة ثقة لإدارة الأعمال إجباريًّا    الحماية المدنية بالفيوم تنجح فى إنقاذ شخص احتجز داخل مصعد    306 أيام من الحرب.. إسرائيل تواصل حشد قواتها وتوقعات برد إيراني    وزير الإعلام اللبناني: اجتياح إسرائيل للبنان سيكلفها أكثر من حرب 2006    السجن المشدد 5 سنوات للأقارب الأربعة بتهمة الشروع في قتل شخص بالقليوبية    منافسات منتظرة    موعد مباراة منتخب مصر وإسبانيا في كرة اليد بربع نهائي أولمبياد باريس والقنوات الناقلة    هل يجوز ضرب الأبناء للمواظبة على الصلاة؟ أمين الفتوى يجيب    للسيدات.. هل يجوز المسح على الأكمام عند الوضوء خارج المنزل؟ الإفتاء توضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الضحك و اللاوعي
نشر في روزاليوسف اليومية يوم 17 - 12 - 2010

الإبداع الفني مصدره اللاوعي، ودور الوعي في الإبداع هو ترتيبه وتنظيمه لوضعه في الشكل أو الإطار الخاص به. كل المطلوب من الفنان هو ألا يفقد اهتمامه بالبشر الذين يحيطون به، لا أقصد أن يفكر فيهم فهذا عمل آخرين ينتمون لعالم العلماء والباحثين والدارسين، بل لعل ما أقصده هو العكس تماما وهو ألا يفكر فيها أحوال الناس بعقله بل أن ينشغل بها بقلبه ونفسه وهو الانشغال الذي نسميه الحب، حب الحياة، إنه أخطر عناصر الإبداع، هو الاهتمام. في غياب اهتمام حقيقي وأصيل بالدنيا وأحوال البشر، من المستحيل الوصول إلي إبداع، في غياب الحب يظهر نوع من الزيف يعرفه المصريون جيدا ويسمونه " زي الوز.. حنية بلا بز" وما أكثر هذا النوع من الأوز السابح حولنا.
وعندما نأتي إلي الضحك كمصنف فني وإبداع خالص، وبعد أن نقرأ كل ما كتب عنه من دارسين ، وباحثين، سنكتشف أن كل المنظرين لعملية الضحك هم أشخاص يفتقرون إلي روح المرح، كما سنكتشف أنهم عاجزون كل العجز عن انتاج ضحكة واحدة. غير أننا عندما نعود لأرشيف المصريين الذين لم يتركوا شيئا فوق الأرض من النشاط البشري بغير تقعيد وتنظير، سنجدهم وصلوا فيما يتعلق بالضحك إلي تعريف جامع شامل جدير بالدراسة وهو" الضحك من غير سبب.. قلة أدب" هذه هي القاعدة المعتمدة عند المصريين وعلينا أن نحترمها ونفهم دقائقها وما وراءها. لابد للضحك من سبب.. حيثيات وليست مبررات. والسبب عند المصريين هو ذاته كما تعرفه اللغة الانجليزية ( Cause) هو سبب وهو أيضا قضية، لابد من قضية وراء كل ضحكة، هذه القضية هي ما يعطي للضحك شرعيته. من المستحيل الوصول إلي ضحك حقيقي وطبيعي بغير قضية. أريدك أن تلاحظ أن درجة انشغال واهتمام البشر يكون أكثر ما يكون عندما تكون عندهم قضية منظورة أمام محكمة ما، هناك منولوج قديم للفنان عمر الجيزاوي.. اتفضل شاي، أنا متشكر.. اتفضل شاي.. عندي قضية.
عنده قضية،هذا هو مبرره الوحيد للاعتذار عن الدعوة التي يوجهها له أصحابه لتناول الشاي. نأتي الآن إلي الشق الثاني من المعادلة وهي .. قلة الأدب.
أرجو ألا تتساءل باستياء: نعم..؟ هو فيه حد ما يعرفش هي إيه قلة الأدب؟
أرجو ألا أسبب لك صدمة عندما أجيبك عن سؤالك ، لن أحدثك عن الشوارع والحواري.. ليكن حديثنا محصورا في مجال الثقافة والإعلام والفن.. نعم ياعزيزي.. عدد كبير جدا من الناس لا يعرفون ما هي قلة الأدب، ومن يعرفها منهم يمارسها بوصفها أمرا مطلوبا للترقي والتواجد، إنها تلك الحالة التي يتم فيها تنشيط العدوان وتفعيله من أجل صبّه علي الآخرين. الضحك بغير قضية إذن هو عدوان علي الآخرين. وهنا يتحقق الاستظراف وليس الظرف، وهو العدو الوحيد لصناع الضحك، ففي غياب قضية حقيقية،يكون اللاوعي منشغلا طول الوقت بغرائزه فقط، لذلك لن يمده بما هو في حاجة إليه من صور فنية مبدعة، لذلك يلجأ لتصنيعها عن طريق الوعي، هو يقول لنفسه: أنا عاوز أكتب أو عاوز أرسم أو عاوز أقول حاجة تضحك القراء.. هكذا، مستسلما لوعيه فقط، يفتعل قضية وهمية، أي لا وجود لها وبالتالي يقع في فخ قلة الأدب .
والله، كان هدفي من هذا العمود، أن أقول لك شيئا مضحكا كل صباح، ولكن ماذا أفعل واللاوعي عندي في حالة خصام مع عقلي، والله.. لدي هذه الأيام كل ما أنا في حاجة إليه.. ولكني أفتقر إلي الضحك.. نفسي أضحك، ما تعرفش حد يضحكني.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.