علي الرغم من إصرار الكثيرين علي مقولة "زمن الرواية"، علي رأسهم الناقد الدكتور جابر عصفور، فإن الناقد الدكتور محمد بدوي كان له رأي مختلف قال فيه "نحن في زمن الدراما التليفزيونية ولا الرواية أو الشعر كما يقول البعض، فنحن لدينا الآن المسلسلات التليفزيونية وبرامج التوك شو وغيرها. وتابع بدوي في الندوة إلي عقدت مساء أول أيام الملتقي ما نظنه تأويلا هو متغير ونسبي ولهذا يتعرض الأدب للمصادرة والمطاردة، خاصة ذلك الذي يتناول الدين بشكل أو بآخر، وتتفجر أزمات مصادرة الكتب الأدبية وقت الأزمات السياسية مثلما حدث مع كتب: "نقد الفكر الديني" و"أولاد حارتنا" و"الإسلام وأصول الحكم" و"في الشعر الجاهلي". وأكد: "نحن بإزاء اختلاط ما هو ديني بما هو ثقافي وما هو سياسي، وكلما أغلق باب السياسة أو مورست في مكان آخر يتم الالتفات للثقافة والترصد للأعمال الروائية التي تتناول موضوعات متعلقة بالدين. من ناحية أخري تحدث الكاتب السوري ممدوح عزام عن "آفاق الحرية والنوع"، وقال: اختيار الكاتب للرواية يعد تمردا علي الثوابت والتقاليد وبحثا عن الحرية ضد الأنواع الأدبية الراسخة، وقد اكتشفنا أنه من المفيد للرواية هو أن تلقي معارضة علنية ومطاردة المصادرات والمنع، لأن لأن ذلك يدفع القارئ ليؤاذرها ويبذل أقصي جهد للحصول عليها وقراءتها. وفي جلسة مسائية أخري قال الروائي السوداني أمير تاج السر: الرواية تعاني في الأساس من مشكلة الكتابة ولا من مشكلة النشر، فالكاتب الجيد لن يحصل علي القارئ الجيد في زمن لا يوجد فيه فرق بين الجيد والسيئ، مؤكدا أن كتابة الرواية أصبحت لملء أوقات الفراغ القاتل الذي تعيشه الأجيال الجديدة، والتي تدعمها دور نشر تجارية انتشرت بشكل مبالغ فيه، وليست لديها أية خلفيات ثقافية، مما أدي لانتشار "ثقافة الألف دولار" وهي القيمة التي يدفعها الكاتب للناشر مقابل حصوله علي كتاب يحمل اسمه، أيضا النشر الإلكتروني الذي ينشر كل شيء بلا رقابة أو تدقيق. وركز الروائي محمد صلاح العزب في كلمته علي ظاهرة انتشار ما أسماه ب"دور نشر بئر السلم"، وقال: هي في حقيقتها مجرد وسيط ما بين الكاتب والمطبعة، كما أن الإنترنت ساهم في إحداث خلل بذوق القارئي الذي تم فرضه علي الكاتب إضافة لغياب شبه تام للنقد وعدم المتابعة، ورأي العزب أن هناك رقابة خماسية من الكاتب والناشر وعامل المطبعة والدار التي سيوزع من خلالها ثم القارئ علي العمل الأدبي. من ناحيتها تحدثت الروائية منصورة عزالدين عن مصطلح "الأعلي مبيعا" المنتشر في مصر، وقالت: في البداية كان هذا المصطلح مرتبطا بالعالميين، وفجأة ارتبط بنا مما سبب صدمة ثقافية، وبالتالي تغيرت الكتابة وتأثرت بالمبيعات، وهناك الكثير مسكوت عنه، فقيل "يكفي أن الجيل الجديد أعاد القراء للكتاب" وهو ما اعترض عليه بشدة لأنها في النهاية مجرد مقولة بمثابة "الفقاعة".