بحكم عملها عايشت آلام عشرة ملايين مصري يعانون من التهاب الكبد الوبائي فقررت تكريس كل جهودها لمحاربة هذا الداء بأبحاثها المتميزة والتي أهلتها للحصول علي جائزة الدولة التشجيعية هذا العام. إنها الدكتورة نهي بدر الدين باحث بقسم التكنولوجيا الطبية الحيوية بالمركز القومي للبحوث والتي تفوقت علي أقرانها في كليه العلوم جامعة عين شمس وكانت دائما من العشرة الأوائل علي دفعتها، ويرجع الفضل إلي والدها الذي يعمل مديراً بالهيئة العربية للتصنيع ووالدتها ربة منزل والتي كانت تحرص دائما علي تعليق شهادات التقدير والميداليات البسيطة التي كانت تحصل عليها منذ صغرها لتكون دافعا لها إلي الأمام. تشير د. نهي إلي أن عضويتها في نقابة المهن العلمية والجمعية المصرية البحثية لأمراض الكبد أتاحت لها فرصة حضور المؤتمرات ومعرفة آخر ما توصلت إليه الأبحاث التي قامت بالمشاركة في الكثير منها، إضافة إلي الدورة التدريبية التي حصلت عليها لمدة عام في معمل زراعة الأنسجة والخلايا بكلية الطب في ولاية تكساس بأمريكا. وتضيف بأنها حصلت علي جائزة المركز القومي للبحوث التشجيعية في التكنولوجيا الحيوية وفازت بأحسن رسالة دكتوراة، وتكللت جهودها بحصولها مؤخرًا علي جائزة الدولة التشجيعية في مجال العلوم البيولوجية هذا العام وذلك عن أبحاثها في اكتشاف طريقة تشخيصية جديدة لوقف نشاط فيروس الكبد سي في الخلايا معمليا. وتوضح بأنها تخصصت في عمل الأبحاث عن فيروس الكبد الوبائي «C» لأنه من أهم المشاكل الصحية التي يعاني منها المصريون وتؤثر علي الكبد وتؤدي إلي تليفه وإصابته بالسرطان، وحتي وقتنا الحالي لا يوجد علاج فعال لتثبيط انقسام هذا الفيروس، وقد أظهرت دراسات عديدة أن استجابة المرضي المصابين بالفيروس لعقار الإنترفيرون تعد ضئيلة نسبيا مما يستوجب البحث عن علاج آخر فعال، ولكن يمكننا القيام بحملات وقائية لتوعية الناس والأطباء عن طرق العدوي وبدء العلاج مبكرا بعمل تحاليل دورية لوظائف الكبد. وتكمل حديثها معنا قائلة: أن الإمكانيات المعملية للأبحاث الفيروسية متوفرة بالمركز القومي ولكن المشكلة في تكاليفها المرتفعة لذلك تعتمد أغلب البحوث علي التمويل المشترك مع أكاديمية البحث العلمي أو التمويل الأجنبي.