إعداد الملف : شيماء عدلي - علياء أبو شهبة - هبة سالم - أسماء قنديل - نهى عابدين - مروة مظلوم ليس من إنسان إلا وينشد النجاح وأمله في أن يكون حليفه طوال حياته.. البعض يتعجل النجاح فيفشل والبعض يكدح ليصل دون النظر إلي وقت أو جهد أنفقه فيصل إلي هدفه بعد عناء في تمهيد الطريق لأجيال قادمة ويصبح صانعاً للحدث وأحد الأعلام الذين نقتدي بهم وكرمهم الرئيس مبارك منذ أيام في عيد العلم. ونحن نعرض خلال هذه السطور قصص نبوغهم عن قرب، فالنجاح لا يأتي فجأة ولا من قبيل الصدفة بالتأكيد وراءه مشوار طويل من التعب والكفاح، فهم وبحق نبراس يستحق أن نكرمه ونقلده فالعلماء هم الثروة الحقيقية لأي أمة.
رشيقة الريدي.. وضعت سريراً لطفلها في المعمل فأصبح "ابن الوز عوام" حققت الدكتورة رشيقة الريدي طفرة علمية كبيرة في تخصصها مما أهلها للحصول علي جائزة "لوريال" من منظمة اليونسكو لعام 2009 ، لتكون أفضل عالمة في القارة الإفريقية، وتوجت سعادتها بتكريم الرئيس مبارك لها. كما حصلت علي شهادة تقدير وميدالية ذهبية من أكاديمية البحث العلمي. في البداية، تشير الدكتورة "رشيقة" أستاذة علم المناعة بقسم الحيوان في كلية العلوم جامعة القاهرة، إلي أنها حصلت علي درجة البكالوريوس عام 1964 بامتياز، فتم ترشيحها للحصول علي بعثة علمية في تشيكوسلوفاكيا ببراج، وبعد ذلك نالت الدكتوراة عام 1975 من معهد الوراثة الجزئية ببراج، وتعتبر أول سيدة عربية تحصل علي هذه الدرجة، وقد كرست حياتها في عمل أبحاثها تأثراً منها بمعاناة مرضي البلهارسيا والذي يقود بهم إلي الموت المبكر، وخصوصاً عندما علمت أن نسبة المرض يصيب أكثر من 60٪ من سكان الريف المصري، وكما يتجاوز عددهم حوالي مائتي مليون شخص بقارة أفريقيا وحدها. وتضيف بأنها قررت أن تكرس علمها وعملها في إيجاد اللقاح الواقي من هذا الداء اللعين، فقضت أياما وليالي في المعامل واستمرت علي هذا النحو لمدة 20 عاماً، وكانت الدكتورة رشيقة في نفس الوقت حريصة علي إحضار سرير أطفال لابنها الوحيد في المعمل حتي تستطيع القيام بدورها كأم بجانب عملها الشاق، حتي قامت بعمل "40" بحثاً تم نشرها في مجلات عالمية في مجال البلهارسيا و35 بحثاً في مناعة الزواحف، فضلاً عن إشرافها علي أكثر من 100 رسالة ماجستير ودكتوراة، فكللت جهودها بحصولها علي جائزتي الدولة للتفوق وجامعة القاهرة التقديرية عام 2002 وفي النهاية، توصلت بأبحاثها إلي وجود إنزيم علي سطح يرقة البلهارسيا والذي يساعدها علي الغذاء عن طريق عمل ثقوب صغيرة في الطبقة التي تعزل الدودة عن الجهاز المناعي لجسم الإنسان، ولذلك إذا تم تنشيط هذا الإنزيم فسوف تنكشف الدودة للجهاز المناعي وتموت، وقد تم تسجيل ذلك كبراءة اختراع بانجلترا باسم الدكتورة رشيقة وابنها الدكتور حاتم عبد المنعم تليمة والدكتور محمد صلاح الدين بمعهد ديادور بلهارس. وتقول: بإنه بعد الانتهاء من المشاكل التي تمنع اللقاح من أن يكون ناجحاً 100٪ بتحفيز الجهاز المناعي بواسطته، مع تلافي الآثار الجانبية، وبعدها سوف نقوم بتسليم المهمة لمنظمة الصحة العالمية للقيام بالدراسات قبل الإكلينيكية والإكلينيكية، وسوف يتم تجربته علي الإنسان خلال عام. وتابعت في حزن حديثها عن المشاكل الكثيرة التي واجهتها نتيجة نقص تمويل الأبحاث وافتقار المعامل البحثية للكثير من الأجهزة ولكنها تغلبت عليها، من خلال الحصول علي تمويل لابحاثها من "المعهد القومي للصحة بأمريكا" ومؤسسة ساندوس للأبحاث". و"هيئة المعونة الأمريكية" علاوة علي أكاديمية البحث العلمي وصندوق العلوم والتكنولوجيا. وفي النهاية نجحت د. رشيقة في الاقتراب من الوقاية من مرض البلهارسيا، وكما نجحت الأم في وصول ابنها الدكتور حاتم عبد المنعم إلي درجة مدرس كيمياء في الجامعة الأمريكية، وهو الذي شجعها وساندها في أبحاثها وذلك في العشر سنوات الأخيرة والتي قاموا فيها بعمل الاكتشافات الأساسية لتطوير اللقاح ضد البلهارسيا. وتستعد الآن للسفر إلي فرنسا في شهر مارس القادم لتسلم جائزتها.