تولي إمارة حجيج مصر هذا العام إلي الأراضي المقدسة بقرار من رئيس الجمهورية، وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور "هاني هلال" وقد أتيحت لي الظروف أن أشهد الجهود الضخمة التي بذلها " أمير الحج " هذا العام وسط حشد من المصريين أعضاء بعثة حجيج هذا العام ، فلم يبتعد الأمير عن إمارته في الأراضي المقدسة، ووقف علي كل صغيرة وكبيرة تهم أحد أعضاء البعثة ، والتقيته في مشعر"مِني" حيث زار المعسكر الذي كنت أقيم فيه وتبادلنا الود ، الذي كان قد بدأ قبل رحلة الحج وكتبت عن هذا اللقاء تحت عنوان "صندوق رعاية الدكتور هلال" شاكراً ما قدمه الرجل وما زال في خدمة زملائه أعضاء هيئات تدريس الجامعات. وبعد عودة كريمة واستجاب منها الدعاء إلي الله عز وجل بالبركة والصحة والستر والازدهار للأمة (مصر) هذا ما نتمناه كمصريين ، سواء من نالوا حظ دعوة الله ورسوله إلي زيارة البيت الحرام والوقوف بعرفات وزيارة مسجد رسول الله "صلي الله عليه وسلم " بالمدينة المنورة، أو لم ينل حظه بتلك الدعوة - أتمني أن تعم كل المصريين إن شاء الله . تفجرت مشكلة تختص بمسئولية الدكتور "هاني هلال" الدستورية ! وهي قرارات من وزارة التعليم العالي بفتح باب التنسيق أمام الطلبة الحاصلين علي شهادة "IG" ممن حصلوا علي أحكام قضائية ، بوقف العمل بقرار المجلس الأعلي للجامعات رقم "534" في 29 أغسطس 2008 واقتصرت موافقة الوزارة والوزير علي من حصل علي الحكم فقط وعلي الباقي المتضرر وهم لا يتجاوزون الخمسمائة طالب (بالمثل) أن يلجأوا إلي القضاء !!، وهنا مربط الفرس الذي دعاني للحديث والكتابة إلي (أمير الحج) الدكتور "هلال" العائد من الأراضي المقدسة بروح طيبة ونفس راضية ، وشرف عظيم ناله في منصبه يحلم به أقرانه من المسئولين ، والسؤال الآن بحق يا دكتور هلال ، أن تتعامل مع روح القانون وشفافيته ، وخاصة وأنت عائد وأعتقد الشفافية والنور يملآن وجهك ووجدانك ، ألا يحق عليك أن تتعامل مع أبنائك وأبناء خمسمائة أسرة ، بهذه الروح المستمدة من روح القانون (هذا كثير)،؟ لماذا يذهب الخمسمائة أب أو ولي أمر إلي القضاء لكي يحصلوا علي نفس الحكم؟ لمصلحة من يتم تسويف الوقت وتضييعه. هل هذا من مصلحة الدولة ، كجهاز قضائي معبأ بملايين القضايا التي لا يجد لها النظام حلا للإسراع في إنهائها؟؟ هل من مصلحة البلد أن يثور أو يغضب أو يلعن خمسمائة طالب حظه وتعثره من عدة قرارات لا معني لها إلا تضييع الوقت علي هؤلاء الطلاب لكي يخسروا عاماً من أعمارهم. دون وجه حق في مشكلة هي ليست من صنع أيديهم ، بل من تضارب قرارات وزارية ما أنزل الله بها من سلطان. ماذا سيحدث لو أن "أمير الحج" العائد بنورانية محمدية ، وشفافية بيت الله الحرام والدعوات المحملة علي دربه من ألوف الحجيج هذا العام له بما بذله من جهد وتفانٍ في خدمتهم ، ماذا كان سيحدث حينما يكمل جميله ، ويمنع الأذي عن خمسمائة أسرة مصرية تستكمل له الدعاء؟ ويرفع عن عبء الدولة خمسمائة قضية معلوم الحكم فيها (بالمثل) !! . وسؤالي الأخير ، ما هو الضرر الذي ستجنيه مصر لو سيادة الوزير طبق روح القانون؟ لا شيء علي الإطلاق ، ولكن ربما مستشاري السوء حول الوزير الطيب هم السبب وأولهم هذا المسئول عن مكتب تنسيق الجامعات ، فلنتق الله في هذا الوطن وأبنائه !!