هناك فترة تاريخية سوداء لجأت فيها بريطانيا ومعها 12 دولة أوروبية بالإضافة إلي اليابان إلي غزو الصين في حرب عرفت باسم حرب الأفيون سببها أن ميزان التجارة بين الصين وبريطانيا كان في صالح الصين التي كانت تصدر الشاي إلي بريطانيا ولا تحتاج لأي شيء منها لذلك لجأت بريطانيا إلي تصدير الأفيون إلي الصين وهو ما فتك بأهلها. كان نتيجة ذلك أن منعت امبراطورة الصين الأفيون في البلاد وكانت العقوبة الإعدام.. هذا كان سبباً لبريطانيا للتآمر علي الصين وغزوها إنقاذاً لأيديولوجية حرية التجارة ماذا أقول سوي المثل الشعبي المصري «اللي اختشوا ماتوا». الحقيقة لابد أنهم كانوا في حالة غياب ذهني حين حاولت الولاياتالمتحدة من عدة أسابيع تهديد الصين أنها سوف تطلق عليهم اسم «الدولة التي تتلاعب بالعملات» المضحك حقا أنه عندما اجتمعت الدول الصناعية الكبري مؤخراً لم تنجح أمريكا في الحصول علي إجماع علي لوم الصين وإنما ما حدث أن دولاً عديدة بعضها صديقة لأمريكا مثل ألمانيا وجهت اللوم إلي أمريكا لسياستها في طبع الدولارات وبذلك إحداث هبوط اصطناعي في سعر الدولار. علي كل حال لم تهدد أمريكا الصين بالغزو ولولا أن الصين أصبحت دولة كبري وتمتلك أسلحة دمار شامل مثل أمريكا لغزتها أمريكا تحت أي مصطلح أيديولوجي علي سبيل المثال حرية التجارة حتي ولو كانت تجارة في الأفيون أما الآن فهي الحرية الكبري في اختيار النظام الديمقراطي الملائم للدولة الكبري للحصول علي أكبر قسم ممكن من المواد الخام بأرخص الأسعار مقابل المنتجات الصناعية المتقدمة وكذلك القمح التي تحتاجه الدولة النامية مثل مصر وذلك بأغلي الأسعار ما هو الحل؟ هل الحل هو الرجوع إلي خراب الاقتصاد الشيوعي. لقد رأيت بعيني مؤخراً في بولندا كيف انهارت دولة أوروبية كبري تحت ضغط الاقتصاد المقنن من الحزب الشيوعي الذي انهار في النهاية علي يد العمال الذين كان من المفروض أنهم المستفيدون الأوائل من هذا النظام. الحقيقة كما كان والدي اللواء صلاح الدين النشائي يقول لنا ونحن أطفال ليس من السهولة إغناء الفقراء فهذا يتطلب عملاً وجهداً ولكن ما أسهل أن تفقر الأغنياء وهذا ما نجح فيه النظام الشيوعي المتحجر فوق كل خيال حيث أفقر الجميع باستثناء الأعضاء البارزين في الحزب الشيوعي الحاكم ما هو الحل؟ الحل هو البعد عن التحجر والبعد عن الديماجوجية والنداء بشعارات فارغة من أشخاص مشكوك فيهم يتكلمون في فضائيات مشبوهة بكل ما في هذه الكلمة من معان وها هو أحدهم «الرفيق» فلان الفلاني الذي ارتدي «عمة» من العمم ويتشدق باسم الأخلاق ومحاربة الفساد علي الرغم من أنه لص معروف لم يسرق أموال الناس بل حتي أموال أهله وأمه وعائلته ولا يخجل أن يظهر مع إعلامي معروف بتسعيرة خاصة تدفع له خارج البلاد في عواصم أوروبية معروفة في مقابل أن يصنع من جرائمة فضائل.. ويعلن الحرب علي الفساد الذي هو في الحقيقة في دمه ودم أسياده من مهرجي الإعلام في هذه الأيام.