في ورشة صغيرة بمنزل ريفي أو في ملحق مستقل به داخل قرية ساقية المنقدي بالمنوفية أو في الحقول يقوم شاب أو أكثر بالعمل معا في صناعة علب حفظ المجوهرات الخشبية المطعمة بالصدف التي تحتاج الي خامات بسيطة عبارة عن أخشاب ومواد لاصقة وصدف لتخرج من تحت أيديهم التحف الفنية والأنتيكات التي تتلقفها الأسواق المحلية لتباع للسياح في مختلف انحاء مصر من الأقصر حتي الإسكندرية . محمود قوطة من اوائل الشباب الذين عملوا في هذه المهنة حيث يعود إليه الفضل في تأسيس أول ورشة للتطعيم بالصدف في القرية اكد انه بدأ بالعمل في هذه الحرفة وعمره 6 سنوات وتعلمها من احد اقاربه بالقاهرة وعاد الي القرية وقرر تأسيس ورشته وبمرور الأيام زاد عددهم وافتتحت 5 ورش أخري التحق بها عدد كبير من الشباب سواء من خريجي الجامعات أو من حملة الشهادات المتوسطة لتصل اليوم إلي أكثر من 70 ورشة يتنوع إنتاجها ما بين العلب المُطعمة بالصدف مختلفة الأحجام والأشكال وإنتاج القطع الفنية الأخري التي تستخدم في التزيين والديكور بالإضافة إلي إنتاج غرف الاستقبال والصالونات وجميعها تطعم بالصدف كما يمتد التطعيم بالصدف إلي البراويز ورقع الشطرنج والمنابر وحوامل المصاحف. واوضح احمد سليمان أن هناك أربع مراحل حتي تكتمل القطعة الفنية أولها النجارة وتكون بتصميم الهيكل الخشبي للقطعة ثم تأتي مرحلة التشكيل بالصدف حيث يتم لصق الصدف وذلك يتطلب من العامل الدقة والحس الفني والذوق العالي ثم يلي ذلك مرحلة تلميع الصدف لتكون القطعة في شكلها النهائي وإذا احتاجت القطعة الفنية للتبطين بالقماش تكون هناك مرحلة رابعة هي التنجيد مثلما يحدث في العلب. وأضاف شاهين عبدالله ان المنتجات التي تخرج من الورش تخضع لنظام في البيع والشراء فبعد الانتهاء من القطع الفنية يأتي دور التجار المتخصصين بهذه الصناعة سواء تجار الجملة أو القطاعي الذين يتولون تسويق المنتجات إلي أصحاب البازارات بالقاهرة خاصة في المناطق السياحية حيث يتهافت السائحون والزائرون لمصر علي شراء هذه التحف الفنية والأنتيكات، كونها تحظي بجماليات وتشكيليات فنية يغلب عليها الطابع الإسلامي مما يضفي عليها قيمة جمالية وطابعا تاريخيا كما يتم تصدير هذه المنتجات المطعمة بالصدف إلي كثير من الدول العربية والغربية. وأكد محمد محمود صاحب ورشة بالقرية أنه يستخدم الإنترنت في ابتكار أشكال فنية جديدة يقوم بإنتاجها إلي جانب التعرف علي أحدث التصميمات الخاصة بالغرف التي يمكن تنفيذها ومن ثم تطعيمها بالصدف داخل ورشته بالإضافة إلي محاولة فتح أسواق جديدة لتسويق منتجات الصدف.