أتمني أن يدرس زعماء أحزاب المعارضة بجدية تحليل صفوت الشريف الأمين العام للحزب الوطني حول فوز الحزب في الانتخابات حين قال إن الفوز تحقق نتيجة للعمل والاقتراب من الجماهير ومعايشة لهم ونزول إلي الشارع وليس بالشعارات الجوفاء أو بالغوغائية.. فهو يؤكد بكل الوضوح أن الحزب الوطني عمل واجتهد وابتكر من الأساليب ما غير في بنائه المؤسسي بشكل جذري منذ انتخابات 2005 ومارس علي نفسه ديمقراطية الأداء تحت مظلة معايير ثابتة التزم بتنفيذها سواء في انتخاباته الداخلية أو في اختيار مرشحيه لمجلس الشعب. وهو يخوض الانتخابات.. لم يركن إلي أنه حزب يملك أغلبية تستطيع أن تأتي له بالفوز المريح وإنما هو حزب عليه أن يكافح من أجل الفوز بكل مقعد من مقاعد البرلمان.. وفي هذا السياق وضع خطة مدروسة للتحرك في الدوائر الانتخابية بعد أن جس نبضها بدقة وقدم لها ما تريد "برنامج" ومن تريد "مرشح".. ولو أخلص زعماء أحزاب المعارضة لأحزابهم وللحياة السياسية في مصر لانتبهوا جيدا لهذا الدرس وكفاهم لعبا علي الحبال واصطناع حكايات وهمية تغطي علي المبررات الموضوعية للخسارة والفشل. أن أخلص أحزاب المعارضة الكبيرة النية والرغبة لأعلنوا الدعوة إلي مؤتمرات حزبية حقيقية تفتح فيها أبواب النقاش لوضع تقييم موضوعي لحالة الحزب علي المستوي التنظيمي.. أعضاء وكوادر وقيادات.. وعلي مستوي الاتصال والتواصل والإقناع الجماهيري.. بالبرامج الجادة التي تطرح آليات تنفيذ حقيقية والتواجد المستمر الدائم في الدوائر الانتخابية وبين الناخبين.. بما يصب في النهاية في صالح الناس والأحزاب وأخيرا الحياة السياسية. الحياة السياسية في مصر تحتاج إلي أحزاب قوية الشكل والمضمون.. وليس أبطالا من ورق فوق قصور من الرمال.