أول ممثلة بالريموت كونترول ! في طفولتي المبكرة سمعت لأول مرة عن ذلك الاختراع الذي عطل خيالي الخصب، وهي طبيعة تلك المرحلة العمرية، فقد كنت كثير التحليق متأملا في ملكوت الله، كان ذلك يعبرعن اتجاه فكري فلسفي وهو ما قادني بعد ذلك بأقل من عقد ونصف الي دراسة الفلسفة في المرحلة العليا من التعليم وحينما سمعت عن اطلاق ذلك الاختراع المذهل وهو " الانسان الآلي " سبب لي بعض الارتباك؛ فكيف لم ينضم الي قائمة الاختراعات التي فكرت فيها، وتمنيت لو تصدي العلماء الي تنفيذها علي أرض الواقع، وكان من بينها ما لم يتحقق حتي الآن، وهو جهاز صغير يوضع في الأذن ويمكن مستخدمه من الترجمة الفورية ارسالا واستقبالا الي لغات العالم؛ ليحقق التواصل الانساني بين أبناء و أحفاد آدم وحواء، ومن أجل أن يتحول العالم الي بيت انساني كبير، بدلا من شعار هذه الأيام: قرية كونية ! مقدمة طويلة ولكنها قد تكون مهمة ومسلية ! ومهمة أخري حققها ذلك الاختراع الانساني لرجل يمشي بالريموت كونترول، هو اكتشافي ان هناك ممثلون وممثلات أقرب الي " الآلية " منها الي الموهبة التلقائية، واقتربت الصورة اكثر صورة الانسان الآلي من خلال عدد من الأفلام والمسرحيات المصرية والفوازير، لعل ما يعلق بالذاكرة منها احد فوازير العملاق الراحل عبد المنعم مدبولي ( العمدة الآلي) أمام الفنانة المعتزلة نسرين، والتي قدمها بالتبادل مع العملاق فؤاد المهندس، ولكن كان أقربها الي المحاكاة الطريفة، العمل المسرحي المشترك بين نجمي الابداع محمد صبحي ولينين الرملي من دون ترتيب وظهر فيها صبحي في أحد فصولها يحاكي نموذجا للإنسان الآلي " هل هذه نكتة؟.. لأ.. اذا لن أضحك ! وضحكنا من قلوبنا علي ما يمكن أن يفعله الانسان الآلي بنا، دون أن ننتبه الي وجود ممثلون وممثلات في رداء من الجسد، ولكن بأرواح وتعبيرات أقرب الي الآلية..وادعوكم الي مراجعة آداء راقية ابراهيم في " الوردة البيضا "... دكتور ... سنتي بتوجعني ! وفاطمة رشدي مع تقديرنا لتاريخها المسرحي الذي يناسب زمانها، هل تذكرون عبارتها الشهيرة في فيلم " الجسد " وهي تهز وجهها " نعمت ها تشتغل رقاصة.. رقاصة " ! وغيرهما نجوم قد يكونوا حققوا بعض الشهرة، منهم من يدهشك بنظرة عينيه، وآخر بشعره المتطاير، وثالثة بأدائها " المثلج ". ولذلك بقي أصحاب المواهب دررا فنية لا تخطئهم العين و لا القلب منذ نعومة الأظفار، واذكر أن أول جملة نطقت بها ابنتي في صغرها وهي تكاد تحبو، ان قالت " أنا إحبا أوحس "، ولما كان من السهولة بعض الشئ أن نتوصل الي مرادف إحبا وهي تساوي أحب، ولكن بقي السؤال: ما هو أوحس ؟ ومرت ايام من دون فك الشفرة، حتي بث التليفزيون فيلم صغيرة علي الحب، وما أن أطلت قمر الشاشة المصرية سعاد حسني، حتي صاحت ابنتي مهللة: أوحس ! وهنا وضحت تماما الجملة: انا أحب سعاد أوحس (او حسني سابقا)! هؤلاء هم النجوم، فالقيمة لا تقاس بالملايين التي يحصل عليها النجم، ولكن بالتأثير الذي يتركه في مشاعر جمهوره..وهذا الأسبوع بات الخطر يهدد النجوم والنجمات الآليين، وهو ظهور أول ممثلة آلية روبوت (بجد)، تؤدي أول دور مسرحي باليابان بعينين عسليتين وشعر بني، وقامت بآداء دورا مأساويا عن فتاة تعاني مرضا قاتلا، وكان صوتها هادئا وأداؤها ميكانيكيا بعض الشيء.. ولكنها أرحم من النجمات اياها !