ضمن فعاليات الدورة ال34 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي أقيم الأربعاء الماضي مؤتمران صحفيان لاثنين من أهم نجوم السينما في العالم وهما الفرنسية «جوليت بينوش» والممثل الأمريكي الشهير «ريتشارد جير» وحرص رئيس المهرجان عزت أبوعوف علي حضور المؤتمر الصحفي الخاص بريتشارد جير والذي أدارته الفنانة المصرية داليا البحيري. تحدثت جوليت بينوش في مؤتمرها الذي اداره الفنان عمرو واكد عن سعادتها بوجودها في مصر، والتي كانت تسمع عنها منذ أن كانت في الحادية عشرة من عمرها وأنها أصرت منذ اللحظة الأولي لها في مصر أن تعرف المزيد حول الملكات الفرعونية في مصر القديمة مثل إيزيس ونفرتيتي. وحول تجربتها السينمائية مع المخرج الإيراني عباس كاريستاني في فيلمهما الأخير نسخة أصلية أكدت بينوش أنها لا تميز بين مخرج وآخر علي أساس جنسيته، بل يهمها العمل الفني، ومن ثم فلا يوجد لديها أي مانع للعمل مع أي مخرج في أي بلد، مشددة علي أنها لا تهتم كثيرًا بالأمور السياسية، وذلك ردًا علي سؤال حول موقفها من القضية الفلسطينة، قالت إنها لا تحب مشاهدة مناظر الأطفال والضحايا الفلسطينيين، لكنها لا تتخذ موقفا معاديا أو مؤيدًا لأي من الطرفين و«أتمني أن تكون هناك روح تعاون وتسامح بينهما»، مشيرة إلي أنها تركز فقط علي الجانب الإنساني، ولا تركز كثيرًا في الأمور السياسية، والفيلم الذي جسدت فيه دور مستوطنة إسرائيلية لم يكن له علاقة بالسياسة، بل كان عن أم تبحث عن ابنتها، فهناك إسرائيليون عاشوا وقاسوا كثيرا. وأوضحت بينوش أن مشاركتها في بطولة الفيلم الإيراني «نسخة أصلية» جاء بالصدفة البحتة عندما قام المخرج الإيراني عباس كاريستاني بدعوتها إلي زيارة طهران فقد كانت خائفة من الذهاب ولكنه أقنعها وقالت عندما شاهدني بعض الصحفيين هناك اتصلوا بالعديد من صناع السينما وهنا قال لي المخرج من أين علموا بوجودك، ثم اقترح أن نستغل هذا الوجود الكبير من صناع السينما والإعلاميين في عمل فيلم سينمائي. وعن تعاملها مع أحد المخرجين الإسرائيليين وما صاحب ذلك من نقد لها قالت «أنا لا أميز بين مخرج وآخر بسبب نشأته التي لا أعرفها. لأن هذا أمر لا يعني لي أي شيء والمخرج له رؤية ويحاول أن نفهم أنفسنا ونفهم الحياة وهذا ليس له علاقة بدولته أو ديانته ولدنا علي الأرض بلا ملابس أو أي قيود وبالتالي لا يوجد قيود حول ذلك وحاليا أنا أقرأ الانجيل لكي يكون لي رؤية أفضل وهذا هو السبيل للوصول إلي السلام. أما ريتشارد جير فقد تحدث عن زيارته لمصر والحب الذي لاقاه من المصريين لدرجة أن ملابسه تمزقت من اجتذاب الناس له في الشارع. وقال عندما سألني ابني عن شعوري في مصر قلت له لا أعرف فتعجب قائلا ما هذا لماذا تمزقت ملابسك وجيوبك قلت له إنه الحب وأضاف المصريين شعب قوي حتي في مشاعره! وتحدث ريتشارد أيضا عن عشقه للموسيقي وقال اعتبر الموسيقي مثل الدين لها مكانة خاصة في قلبي واعتدت أن أعزف كل يوم ساعة وأدين بالفضل لوالدتي التي كانت تصطحبني وأنا طفل لتلقي دروس الموسيقي بالرغم من إنها كانت أماً لخمسة أطفال. وعن تحوله من موسيقار لممثل قال اعتبرها عشقي الأول وكنت أدرس الفلسفة واللغة اليونانية لكني كنت مهتما بالمسرح وبالفعل أجريت اختبارا في مسرح عريق اسمه «جينونيل» ونجحت ومنذ هذه اللحظة أدركت أن حياتي تغيرت فاتجهت لمجال التمثيل ولكني تمكنت من إدخال الموسيقي في كل أفلامي وكنت أرقص وأغني وأعزف وأمثل. وعن كثره تواجده في الشرق الأوسط بالرغم من التوترات في بعض المناطق مثل العراق وفلسطين قال لا أخشي هذه الأمور وضرب مثالاً قال كنت مع أحد أصدقائي في إسرائيل وكنت أريد الذهاب للضفة الغربية ولكنهم حذروني بسبب وجود حظر تجول لتوتر الأمور ولكني أصررت علي ذلك وذهبت واختتم كلامه قائلاً الشعب الفلسطيني طيب جدا ورائع وأجدهم في كل مكان والحقيقة هي أن نسب صغيرة من الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني تسببت في هذه المشكلة التي تعيشها هذه الشعوب حاليا ورأي جير أن الموقف الأمريكي في العراق لم يكن صحيحا من اللحظة الأولي قائلاً للأسف وقت غزو أمريكا كان يقود أمريكا رئيس ضعيف هو الذي ورط أمريكا ولن تتمكن العراق من العيش بشكل طبيعي إلا بعد أن تتمكن من إخراج آخر جندي في العراق. وعن إمكانية مشاركته في فيلم مصري أمريكي قال أتمني ذلك ولكن الأمر صعب لأن إنتاج الفيلم في أمريكا يتكلف مائة مليون دولار والإيرادات لن تكون مجدية فإذا توافر مشروع متكامل سوف أقبل التجربة.