هذه أول انتخابات أشارك فيها بعد أن نقلت صوتي إلي دائرة انتخابية جديدة هي دائرة بولاق أبو العلا مقر عملي، حيث يتيح القانون للناخبين الاختيار بين محل الإقامة أو العمل، أو موطن الأسرة، ولأن علاقتي تكاد تكون انقطعت بموطن الأسرة الانتخابي، فقد اخترت القيد والتصويت في مقر عملي. صباح أمس خرج ابني وهو يتحسس خطواته إلي الشارع، خشية أعمال العنف التي جرت أحاديث كثيرة عنها قبل الانتخابات، كانت ملاحظته الوحيدة أن القاهرة تبدو مثل أي يوم آخر، بل أهدأ بكثير.. ومضي إلي سبيله يمارس حياته العادية والطبيعية في يوم إجازة مدرسية. دائرة بولاق أبو العلا تكاد تكون الأهدأ في مصر، لم يترشح فيها سوي مرشح واحد فئات عن الحزب الوطني وخمسة مرشحين عن العمال.. أحدهما يمثل الحزب الوطني مع أربعة مستقلين.. دائرة بلا إخوان.. لذلك كانت هادئة جدا بدون أية مشاكل أو مشاحنات أو تطالها ماكينة الشائعات الإخوانية الدائمة والجاهزة في مثل هذه الأحوال. عملية الدخول إلي مقر لجنة التصويت الواقعة بالمركز الحضري إلي جوار جريدة الأهرام، والتصويت والخروج منها لم تستغرق سوي ثلاث دقائق فقط، حيث يجلس رئيس لجنة خاصة بالمقاعد العامة، ورئيس لجنة خاصة بمقاعد النساء وإلي جواره مندوبو المرشحين. أبرزت بطاقتي الشخصية، ووقعت أمام اسمي في الكشوف الانتخابية وحصلت علي بطاقة الاقتراع ودخلت خلف الستارة، حيث أعطيت صوتي لمن أراه مناسبا للوطن وليس للدائرة، سواء للمقاعد العامة، أو مقاعد المرأة، وضع رئيس اللجنة الحبر الفسفوري علي إصبعي ومنحني منديلا ورقيا لتجفيفه سريعا.. وهو يشكرني علي الحضور: شرفت. هكذا جرت الانتخابات في الدائرة التي أدليت بصوتي فيها، أعرف أن الانتخابات في الكثير من الدوائر لم تكن علي هذه الشاكلة.. لكن في دائرتي جرت انتخابات محترمة جدا.. تتوافق مع المعايير الدولية لنزاهة الانتخابات.. عند العودة ظل السؤال بداخلي: لماذا لا تجري الانتخابات في كل مصر كما شهدتها في المركز الحضري بدائرة بولاق أبو العلا؟!