كشف تقرير حديث أصدرته شركة المزايا القابضة عن تراجع حجم الاكتتابات العامة الأولي في دول مجلس التعاون الخليجي خلال العام 2010م إلي ملياري دولار مقارنة ب2.3 مليار دولار في 2009 . وأشار التقرير إلي أن أغلب الاكتتابات العامة الأولية التي شهدتها الأسواق الخليجية قد تبنت هيكل بناء سجلات الأوامر، كطريقة لتسعير الطرح العام الأولي مع تحديد مدي سعري يمكن للمكتتبين أن يتقدموا بعروضهم بناء عليه، وهو ما يشير إلي تبدل واضح في طريقة الطروحات العامة الأولية في المنطقة بعدما ظلت لسنوات تعتمد نظام السعر الثابت في الطرح العام، خصوصًا عند العلم أن الشرائح المستهدفة في أغلب الاكتتابات هي المؤسسات والصناديق. وبين التقرير أنه علي الرغم من عودة الثقة التدريجية وسط الشركات والمؤسسات، إلا أن الأمر قد يحتاج إلي مزيد من الوقت في حالة الأفراد، ويمكن الاستدلال من هذا علي أنه تم تسعير أغلب الاكتتابات العامة الأولية في حدها الأدني وسط اضطرار مديري الإصدارات إلي تمديد الاكتتابات للحصول علي تغطية كاملة علي شريحة الأفراد، وهو ما تم في اكتتاب النورس العمانية وألومنيوم البحرين مؤخرًا، بل إن بعض الاكتتابات فشلت في الحصول علي المطلوب من إقبال الأفراد، ما أدي إلي إلغاء الاكتتاب. وأكد التقرير أن اندفاع المؤسسات المتنامي صوب الاستثمارات في المنطقة مثل السندات والاكتتابات العامة الأولية سيتبعه تحرك مماثل من المستثمرين الأفراد خصوصًا عندما تبدأ الأسواق المالية الثانوية في العودة إلي مستويات مقبولة من التداول والأسعار مع تحسن الاقتصاد بشكل عام. ولاحظ التقرير أن السوق السعودية كانت الأنشط في الاكتتابات العامة خصوصًا وهي الشركات التي لها أبعاد عقارية مثل أسمنت الجوف التي طرحت في أكتوبر 22% من أسهمها بينما طرحت كل من مدينة المعرفة الاقتصادية وعبدالله الخضري 30% من أسهمها. وشهد الاكتتاب ولأول مرة في السوق السعودية عدم تغطية الحصة المخصصة للأفراد في شركة أبناء عبدالله عبدالمحسن الخضري، حيث بلغت نسبة التغطية 83%، وحصل كل مكتتب علي نسبة 100% من الأسهم المكتتب فيها، في حين بلغت نسبة التغطية عند الأفراد والمؤسسات معًا نحو 142% حسب إعلان الشركة، كما شهد العام الحالي عملية اكتتاب لم تتم تغطيتها من قبل المؤسسات في أسهم شركة الطيار، مما تسبب في إلغاء عملية الاكتتاب دون طرح الحصة المخصصة للأفراد.