صوتك للوطني.. والوفد.. والتجمع

لو كان من حقي اختيار ثلاثة أحزاب سياسية لوضعت صوتي لأحزاب الوطني والوفد والتجمع، ولو كانت الانتخابات تجري بنظام القوائم الحزبية، لقارنت بين برامج الأحزاب الثلاثة واخترت البرنامج الذي يحقق مصالحي الخاصة والعامة، لكنها انتخابات فردية، لا تزال القبيلة والعائلة والخدمات تلعب فيها الدور الأكبر في تحديد اتجاهات الناخبين. ومع ذلك أدعوك أخي الناخب أن تختار بين مرشحي ثلاثة أحزاب.. الوطني باعتباره حزبا يطرح رؤية متكاملة في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، من يتفق معها يعطها صوته ومن يختلف لديه بدائل أخري شرعية.
أمامك الوفد فهو أقدم وأعرق الأحزاب السياسية القائمة الآن، وهو يحمل تاريخا ليبراليا كبيرا، ويطرح برنامجا له ما له.. وعليه ما عليه.. لكنه حزب يختار الدولة المدنية وينحاز للمواطنين.
وأمامك حزب التجمع وهو حزب اليسار المصري الحقيقي، حزب يؤمن بالعدالة الاجتماعية، وبالدولة المدنية ودفع الكثير بسبب موقفه المناهض للدولة الدينية، وهو أيضا يمتلك برنامجا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، ينحاز للطبقات العاملة والفئات الأكثر فقرا والأشد احتياجا.
أعط صوتك للأحزاب الشرعية، ولا تمنحه لجماعة دينية تاريخها ملطخ بدماء المصريين.. جماعة لا تؤمن بالوطن.. ولا تمانع في التضحية به من أجل عيون التنظيم الذي يتمدد كالأفعي في كل أنحاء العالم.
أعط صوتك لمن يمتلك برنامجا انتخابيا حقيقيا.. قادرا علي تنفيذه، وفي هذا تتنافس الأحزاب الشرعية التي تضم عقول مصر في جميع المجالات، ووضعت برامجها من واقع هموم الناس وآمالهم.
لا تعط صوتك لمن يبشرك بالآخرة علي حساب الدنيا، لأننا نعمل لدنيانا كأننا نعيش أبدا، أما العمل للآخرة فهو علاقة بين العبد وربه ليست له علاقة بالسياسة والانتخابات البرلمانية.
ساهم بصوتك في تعميق التجربة الحزبية.. افتح باب التغيير الحقيقي بين الأحزاب.. فتمثيلها القوي في هذا البرلمان قد يكون بداية لتداول السلطة بشكل ديمقراطي في انتخابات تالية. لا تنتخب من يؤجج الفتنة الطائفية، ويقسم أبناء الوطن الواحد.. ويطالب بفرض الجزية علي الأقباط.. باعتبارهم ليسوا مواطنين ولا شركاء في هذا الوطن.
صوتك لمصر.. أعطه لمن يؤمن بالدستور والقانون.. من يحترم الشرعية.. ويعمل في النهار.. ولا تمنحه لطيور الظلام، الذين يخططون بليل لتحويل الوطن إلي إمارة ظلامية تتلاشي فيها حقوق الجميع، ولا يبقي فيها سواهم.. صوتك يشكل مستقبل وطنك.. وأبنائك وحياتك.. فلا تفرط فيه بسهولة.