في الوقت الذي توقعت فيه مصادر سياسية قيام المبعوث الأمريكي للسلام جورج ميتشل بزيارة للمنطقة الأسبوع الحالي في ظل التعقيدات التي تسببت في توقف العملية التفاوضية - استمرت إسرائيل في سياستها إلي تحول دون إيجاد أرضية لعملية سلام حقيقية في المنطقة حيث صوت الكنيست الإسرائيلي أمس «والجريدة ماثلة للطبع» علي مشروع قانون يفرض تنظيم استفتاء قومي أو تصويت بالموافقة من جانب «80» عضوًا بالكنيست بشأن أي انسحاب إسرائيلي من القدسالشرقية أو هضبة الجولان مضيفا بذلك شرطا مسبقا لأي اتفاق سلام كما أعلن متحدث باسم الكنيست وتوقعت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية أمس أن يوافق الكنيست في ثاني وثالث قراءة علي المشروع بأغلبية «70» عضوًا، وذكرت الصحيفة أن مشروع القانون قد طرح من قبل رئيس مجلس النواب بالكنيست باريف ليمفين المنتمي لتكتل الليكود الذي يرأسه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وبدعم من الحكومة الإسرائيلية. وأشارت الصحيفة إلي أن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك عارض مشروع القانون ووصفه بأنه لطمة قوية تعوق جهود دفع العملية الدبلوماسية. وأوضحت الصحيفة أن باراك قال إن مشروع القانون يثير الشكوك حول رغبة الحكومة في عملية السلام. في المقابل رفضت السلطة الفلسطينية أمس إعلان نتانياهو رفضه التفاوض حول الحدود الدائمة بين إسرائيل والدولة الفلسطينية المستقبلية في الفترة الجديدة المقترحة لتجميد الاستيطان. واتهم نبيل شعث عضو الوفد الفلسطيني المفاوض، في تصريحات إذاعية نتانياهو بعدم الرغبة في تحقيق السلام. وصرح نتانياهو أمس بأن فترة الأشهر الثلاثة الإضافية من تجميد عملية البناء الاستيطاني المقترح لن تكرس للتفاوض حول الحدود الدائمة بين إسرائيل والدولة الفلسطينية المستقبلية. وأعلن نتانياهو أمس الأول أنه لم يتلق بعد التعهدات الخطية الأمريكية التي تتيح له دعوة حكومته للتصويت علي الخطة الأمريكية، مضيفًا أنه عند تلقي التعهدات الخطية سنعرضها علي الحكومة وأنا متأكد من أن أعضاء الحكومة سيوافقون عليها لأنها إيجابية بالنسبة إلي دولة إسرائيل، وأضاف: «إذا لم نحصل عليها خطيا فلن ندعو الحكومة إلي بتها». في غضون ذلك استأنفت إسرائيل مشروع بناء سكة حديد القدس الذي يخترق المدينة من شرقيها إلي غربيها في تحرك يؤكد استمرار عمليات الاستيطان في الضفة الغربية بما في ذلك القدسالشرقية ويعزز قبضة التهويد الإسرائيلية للمدينة المحتلة. وفلسطينيا أكد أيمن طه القيادي في حركة حماس أمس الأول أن حركته بانتظار اتصال هاتفي من حركة «فتح» لتحديد موعد اللقاء الذي سيجمع قيادات الحركتين نهاية الشهر الجاري، حسب ما تم الاتفاق عليه بأن يلتقي وفدا حماس وفتح بعد أن تنهي الأخيرة اجتماعاتها الداخلية. يأتي ذلك في الوقت الذي أكدت فيه مصادر رسمية في فتح بأن حماس مازالت ترفض السماح لأعضاء المجلس الثوري لحركة فتح المتواجدين في غزة بمغادرة القطاع لحضور دورة اجتماعات المجلس المقرر انطلاقها الأربعاء المقبل في رام الله. وميدانيا بدأت الجرافات الإسرائيلية صباح أمس بهدم بيوت قرية العراقيب البدوية في النقب، وذلك للمرة السابعة علي التوالي خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة.