تحتفل المرأة بيوم عالمي لها في الثامن من مارس كل عام.. وهو احتفال قد بدأ منذ 35 عاما وتشترك فيه معظم دول العالم بأشكال واحتفالات مختلفة أحيانا محلية وأحيانا أخري تابعة للاحتفالية العالمية.. أما الرجال الذين يوافق اليوم العالمي للاحتفال بهم 19 نوفمبر أي اليوم، فلا يحتفلون هم بأنفسهم، ولا تحتفل بهم السيدات! اليوم العالمي للمرأة يكون إجازة رسمية في كثير من الدول.. منها أفغانستان مثلا.. وفي دول كالصين يكون هذا اليوم إجازة للسيدات فقط.. كما يمتد الاحتفال به ومناقشة قضايا المرأة إلي شهر مارس بأكمله.. أما اليوم العالمي للرجل فلا يصل عدد الدول التي تحتفل به إلي عشرين دولة لا توجد بينها دول عربية أو شرق أوسطية بالرغم من أن الأممالمتحدة قد أعلنته يوما للاحتفال بالرجل منذ عام 1999.. ويبدو أنه لا يأخذ فيه الرجال إجازة ولا تكون له مظاهر احتفالية كبيرة كاحتفال المرأة.. ويتوجب علي الرجال في كثير من دول العالم التي تحتفل بالمرأة أن يقدمون الزهور والهدايا البسيطة للزوجات أو الخطيبات والأمهات وبناتهن أيضا.. كما تكون تلك الاحتفالية فرصة شبيهة بعيد الحب وعيد الأم، ليقوم الرجال بالتعبير عن حبهم للسيدات وعرفانهم بفضلهن وأهميتهن في الحياة.. ولكن يبدو أن الرجال لا ينتظرون المثل من السيدات.. فهم لا يهتمون بعيدهم ولا ينشرون ثقافة الاحتفال بهم ولا يطالبون سيدات وبنات مجتمعاتهم بتقديم الهدايا وإظهار مشاعر الحب والعرفان لهم.. ويثير هذا الموقف عدة تساؤلات حول عدم اهتمام الرجال باحتفاليتهم: هل يرون أن التأكيد علي وجودهم ليوم واحد في العام لا داعي له لأنهم متواجدون وفاعلون طوال العام؟ ولكن السيدات أيضا متواجدات طوال العام، والأمهات والحب والتسامح متواجدة طوال العام ولكنهم يقيمون لها أياما احتفالية.. ربما يجدون أن من شيم الرجال ألا ينتظرون احتفالا من السيدات بهم، ولا هدايا، ولا حتي إظهار المشاعر.. فهم حسبما نشأوا في المجتمعات الذكورية يرفضون أن تكون مشاعرهم مرهفة كالمرأة، ويترفعون عن الاحتياج للحب والاهتمام إذ يعتبرونه من مظاهر الضعف! والحقيقة غير ذلك.. لأن الحاجة إلي الحب من حاجات الإنسان الضرورية لحياته النفسية السليمة.. ومن غير المعقول أن يعتقد الرجال أن ليس لهم ما يحتفلون به.. أو أن إنجازاتهم تتراوح بين الحروب، والثورات، والتنظيمات، والمناوشات الكروية، والصراعات الدموية! إذ يعتبر هذا خطأ كبيراً.. فهناك كثيرون من الرجال المنتجين، والمبدعين، والعباقرة، وأصحاب الأسر الناجحة، والأزواج، والآباء، بل والأبناء الذين يستحقون أن يحتفل العالم كله بهم.. مهما كانت الأسباب، لا يوجد ما يمنع من الاحتفال بالرجال.. وهي فرصة أن يأتي اليوم العالمي للرجل هذا العام إجازة وإجازة.. إجازة الجمعة وإجازة عيد الأضحي.. فليحتفل الرجال بعيدهم وكل عام وكل الرجال وأسرهم بخير..