جرت وقائع هذا الأمر في الفترة من نهاية الأسبوع الماضي وبداية الأسبوع الحالي. بعد اتصال تليفوني جاءني زميل مسئول عن مكتب قناة الجزيرة مباشر في القاهرة طالبًا ترتيب مناظرة إما ثنائية بيني وبين ممثل للإخوان، أو متعددة تضم ثلاثة من الحزب الوطني في مواجهة ثلاثة من الإخوان.. وكانت مناسبة لطرح أمور مختلفة تتعلق بسياسة الجزيرة عمومًا.. رغم إدراكي أن الزميل لا ناقة له ولا جمل ولكني قلت فلينقل إلي من يعمل معهم.. وطلبت الانتظار حتي أحصل علي رأي الحزب.. إذ سوف أتحدث باسمه.. منبهًا الزميل لأمرين.. الأول: أن موعد الحملة الانتخابية لم يبدأ.. والثاني: أنني لا أفضل أن أشارك في مثل هذه المناظرة لأنها تعني الاعتراف بوجود شرعي للإخوان في الانتخابات.. ومن ثم أجريت مكالمة في حضوره مع مسئول في الحزب.. وكان الرفض طبيعيًا ومتوقعًا. عاودت الجزيرة مباشر الاتصال مجددًا، مرات، وشغلتني أمور فلم أرد، ثم اتصل منتج رئيسي في القناة بي، متسائلاً عما إذا كان من الممكن مشاركة الحزب في مناظرة تليفزيونية.. وأنه يتكلم من الدوحة لكي يرتب الأمر.. علي أن يسافر مذيع من قطر إلي القاهرة لإتمام المقابلة.. فقلت إن لدي الجزيرة التفافًا لا يطمئن.. وإنها تفضل أن تتبني وجهات نظر المعارضة.. فقال إن علي الحزب ألا يترك الساحة خالية.. فقلت إن ملء الساحة يجب أن يكون وفق شروط وأصول.. وليس بطريقة تؤدي إلي توظيف المشاركة من أجل خدمة أجندة الجزيرة. المهم انتقل الحديث إلي ملاحظات سجلتها خصيصًا علي الرسائل النصية التي تبثها الجزيرة ضد مصر والحزب الوطني، ومن ثم فإن الزميل، وهو مصري، ادعي أن الجزيرة لا تستفيد شيئًا من الرسائل وأن الحزب عليه أن يغطي علي تلك الرسائل بتكليف أتباعه بوضع رسائل موازية.. فقلت له إن هذا يشبه الجري وراء عربات الرش في الشوارع.. ولا جدوي منه.. والفائدة الوحيدة سوف تتحصلها الجزيرة وشركة الموبايلات. ومن ثم عرض أن يتم تنظيم مناظرة من النوع الثلاثي، وأنه إذا كان الحزب يرفض الجلوس إلا مع ممثلي الأحزاب، فإنه يعرض تنظيم ندوة تضم ثلاثة من ممثلي المعارضة.. هم: الدكتور السيد البدوي، والدكتور رفعت السعيد، وسامح عاشور.. ممثلين لأحزاب الوفد والتجمع والناصري.. في مواجهة ثلاثة من الوطني.. قلت هذا شيء طيب ويجوز التعامل معه.. دعني أسال الحزب الذي أنتمي إليه.. وأعود إليك.. وكان رده هو الاستعجال.. وفجأة قال إن الندوة سوف يكون فيها ممثل للإخوان.. قلت له: ألم أقل لك إنكم تلتفون.. ما الذي أدخل ممثل الإخوان بين الأحزاب؟ قال: لا نلتف.. هم يشاركون في الانتخابات.. قلت: لن يوافق الحزب.. هذا اعتراف بجماعة محظورة.. دعني أعٌد لأخذ الرأي. وأجريت اتصالاً بالسيد أمين الإعلام متوقعًا الإجابة، وقال الدكتور علي الدين هلال إنه سيكون مقبولاً أن تعقد الندوة بين ممثلي الأحزاب.. وأنه إذا كان تمثيل المعارضة كما قال فإن المشاركين من الحزب الوطني سوف يكونون ثلاثة من الأربعة التاليين: الدكتور علي نفسه والدكتور حسام بدراوي والدكتور سامي عبدالعزيز وعبدالله كمال.. ولا نوافق علي استضافة الإخوان.. ونفضل أن تعقد المناظرة في أي مكان آخر غير نقابة الصحفيين التي اقترحها المنتج. ونقلت الرد.. فعاد المنتج وطلب الرجوع إلي القناة.. وبعد قليل عاود الاتصال طارحًا تصورًا مختلفًا تمامًا استنادًا إلي حوار بينه وبين رئيس التحرير في القناة.. وقال: وما الرأي إذا كانت المناظرة بين ممثلي الحزب الوطني وممثلي مقاطعة الانتخابات مثل: الجمعية الوطنية للتغيير، وحزب «غد نور»، وحزب الجبهة؟ فقلت له: هذا كلام لا يجوز لا مهنيًا ولا سياسيًا.. ببساطة لأن موضوع المقاطعة ليس مطروحًا أصلاً بين الناس.. ألوف المرشحين قدموا أوراقهم.. كيف تكون الانتخابات علي قدم وساق ثم تتكلم عن المقاطعة.. أتمم هذه المناظرة في الأردن لو شئت حيث توجد مقاطعة بالفعل.. ثم إنه لا يوجد مسمي للجمعية الوطنية للتغيير في الانتخابات، ولا علاقة لها بها، ومن سوف يمثل حزب الغد، ومن أصلاً يشعر بكيان اسمه حزب الجبهة؟ طلب مني أن أستشير حزبي وأفكر في الأمر.. فقلت له: المسألة واضحة.. ولو طلبت أمين الإعلام أو الأمين العام.. وسألني أي منهما عن رأيي في هذا الذي أعرضه عليهما سوف أقول إنه لا يجوز.. ولا يجب الظهور في هذه المحطة الملتفة.. والتي تريد تقديم أي اتجاه يشوشر علي الانتخابات الأصلية. عاد وقال: طيب.. ما رأيك في أن يكون هناك حل آخر.. أن تجري المناظرة بين الحزب الوطني من جانب.. وفي جانب ثان أحزاب المعارضة.. وفي جانب ثالث أحزاب المقاطعة علي أن يكون ممثلو المقاطعة هم أيمن نور وحسن نافعة وأسامة الغزالي حرب؟ فقلت له: هذا الترتيب لا يسمي مهنيًا مناظرة.. سيكون علي الحزب الوطني أن يواجه حيناً ضلعي مثلث معًا.. وسيكون علي المقاطعين أن يواجهوا أحيانًا ضلعي مثلث من أحزاب المعارضة والحزب الوطني.. هذا كلام غير مقبول أصلاً.. ثم ما هي طبيعة دور أيمن نور إذا كان هناك من ينازعه علي الحزب وهناك قيادة أخري هي موسي مصطفي موسي.. وانتهت المكالمة.. وعاد مجددًا بعد دقائق وقال إن رئيسه بالفعل رأي أنه لا يجوز تنظيم مناظرة بين ثلاثة أجناب وأن المناظرة لا تكون إلا بين فريقين. فيما بعد وجدت الدكتور أسامة الغزالي حرب ضيفًا في برنامج بلا حدود علي الجزيرة العادية، حيث هاجم النظام والدولة والحزب.. ومن ثم أذاعت الجزيرة مباشر مناظرة استحضرت فيها المقاطعين مع غيرهم.. لكنها وضعت بين غير المقاطعين ممثلاً للإخوان قبل به كل من مندوب التجمع ومندوب الوفد. هذه قناة لديها أجندة خاصة وموقف مسبق ولن تحيد عنه ولا علاقة لأي عمل تليفزيوني تقدمه بالموضوعية، ولديها حالة عداء متكاملة تجاه الدولة في مصر عمومًا، والحزب الوطني خصوصًا.. ومن أهم مواقفها في الانتخابات الحالية والانتخابات السابقة الوقوف مع الإخوان ونشر شائعاتهم أولاً بأول.. والأيام السابقة كانت دليلاً علي ذلك والأيام التالية سوف تكون دليلاً أعرض. الموقع الإليكترونى: www.abkamal.net البريد الإليكترونى: [email protected]