يسعي كثير من مرشحي الانتخابات المقبلة إلي الاقتراب من الائمة والدعاة في المساجد لما لهم من تأثير علي الناس خاصة في القري والمدن في مقابل ذلك طلبت وزارة الأوقاف من دعاتها أن يكونوا علي الحياد وهو ما يؤكده المسئول الأول عن الدعوة بالوزارة د. سالم عبدالجليل في حواره ل«روزاليوسف» هنا نصه: مع من سيكون الدعاة في هذه الانتخابات «الوطني» أم «المستقلين» أم «الأحزاب الأخري»؟ - نحن لن نقف مع أحد في الانتخابات المقبلة لأننا محايدون تماما في هذه القضية ورجل الدين يجب ألا يُحسب علي أحد وقد نبهنا علي الدعاة بضرورة عدم الانحياز لفئة دون الأخري وعدم استعمال المنبر للدعاية الانتخابية لأي شخص أو حزب ومن يخالف هذه التعليمات سيعرض نفسه للعقوبة الرادعة. كما أن هناك منشورا أصدرناه نبهنا فيه علي الأئمة ضرورة أن يدعوا الناس إلي المشاركة والتفاعل والذهاب للإدلاء بأصواتهم واعتبار هذا واجبا دينيا لأنه يؤدي إلي حراك وتفاعل يؤسس للديمقراطية التي نريدها في مصرنا الغالية. وماذا عن استغلال حاجة الفقراء من جانب بعض المرشحين لشراء أصواتهم؟ - شراء الأصوات حرام.. حرام.. حرام.. واستغلال فقر وعوز أهالي الدائرة من جانب المرشح غير مقبول شرعا علي الإطلاق ولا يجوز قبول جنيه واحد من المرشح بل يجب إعطاء الصوت لمن يستحق بدون مقابل وإذا اعطي الإنسان صوته لشخص لا يستحقه فهذه خيانة للأمانة التي وضعها الله في أعناق الناس. أسمع الكثيرين يشكون الفقر والحاجة وسوء الأحوال وعلينا إذن أن نختار المرشحين الصالحين المشهود لهم بالنزاهة وحسن السيرة والسمعة حتي نستطيع أن نقضي علي الفساد والفاسدين وأدعوا الله عز وجل أن يبصر الناس بالصواب واختيار عناصر مشرفة داخل مجلس الشعب المقبل بإذن الله والذي نرجو منه الكثير لخير الأمة والناس واصدار تشريعات تحقق الصالح العام. عندما دخل وزير الأوقاف د. حمدي زقزوق انتخابات الشوري في محافظته ماذا فعل معه الدعاة؟ - الحقيقة أن الوزير ضرب أروع مثل في الحياد والنزاهة فلقد نبه علي جميع الدعاة والعاملين بالأوقاف في محافظة الدقهلية بالابتعاد عنه تماما بل وتوعد من سيقوم من الأئمة بذكره علي المنبر سينال أقصي عقوبة، إضافة إلي أنه أمر بعدم حضور أي شخص ينتمي للأوقاف مؤتمراته الانتخابية قبل انتخابات التجديد النصفي وهذا مثل يجب أن نتعلم منه الكثير فالوزير طبق علي نفسه ما نطلبه من الدعاة في الانتخابات المقبلة وهو الحياد التام. جماعه «الإخوان المحظورة» أصدرت فتوي غريبة عن ما أسمته بالشهادة علي صناديق الانتخابات؟ - هذا الكلام للأسف أسمعه من وقت إلي آخر وكثيرا ما نسمع تلك الشعارات الرنانة كحتمية الاستشهاد علي صندوق الانتخابات إذا ما تم التزوير ولذلك أقول لمثل هؤلاء كونوا عقلاء ولا تصدروا فتاوي تستخف بعقول الناس وأدعو كل إنسان عاقل أن يحكم عقله فيما يقال وفيما يسمع. وما رأيك في بعض العازفين عن المشاركة في العملية الانتخابية؟ - هذا ليس من الحق وهو ظلم للنفس لماذا لا أقول رأيي وأؤدي واجبي نحو وطني ولماذا أكتم الشهادة.. والصوت الانتخابي يعد من قبيل الشهادة وقال فيها الله «ومن يكتمها فإنه آثم قلبه». نحن أمام مصلحة عامة: يجب المشاركة فيها بكل الطرق الإيجابية وتقي الله في بلدنا ومن يمثلنا في البرلمان. ونصيحتك للمرشحين؟ - أقول لهم اتقوا الله في هذا البلد وفي أهله وفي أنفسكم وفي بعضكم البعض فلا يجب التعرض للأعراض والخوض في سيرة المنافس أو الاعتداء علي أنصاره أو التشهير به في المؤتمرات الانتخابية. وما رأيك فيما يريد إحداث فتنة بين أبناء الوطن من رفع شعارات علي أساس ديني أو عرقي أو مذهبي؟ - أرفض ذلك، فالانقسام يؤدي إلي الضعف والفرقة لا تعود بالخير واستغلال الشعارات الطائفية التي تستهدف الفتنة حرام.